الفصل الثامن عشر

9.3K 483 69
                                    

وراء كُل رجلٌ عظيم.. إمرأة
و وراء كُل إمرأةً مُحطمة.. رجل

إبتعد أرغد قليلًا يُحدق في ملامحها المُرتعبة ثم حاوط وجهها و سألها بـ إهتمام مُحدقًا في إصابتها

-أنتِ كويسة؟
-نفت قائلة:لأ
-مش مهم، أهم حاجة إنك عايشة…

نهض أرغد و أنهضها معه ثم نظر إلى السيارة المُهشمة وهو مُمسك بـ يدها قبل أن تتشبث بـ قميصهِ قائلة بـ هلع

-أرغد في صوت عربية جاية…

إلتفت أرغد إلى الخلف ليجد سيارة مُشعلة أنوارها في وجهيهما و كأنها تتقصد ذلك، ليُبعد أريام عن الطريق و هو كذلك ثم إنحنى يلتقط حجرًا ناتئ لن يُفيد كثيرًا و لكن أفضل من لا شئ

-يلا نهرب
-رد أرغد بـ ثبات مُتهكم:فكرك لو هربنا مش هيعرفوا يجيبونا!...

زادت أريام تشبثًا به وهو لا يُنكر توتره البالغ، لم يكن يتوقع أنهم سيصلوا إليه في مثل هذه السُرعة، و الأمور التي حدثت في الأيام الماضية جعلته يلجأ إلى جاسر الصياد لعلمهِ أن من يفعل ذلك ليس سوى فؤاد، يُريد التخلص منه بـ شتى الطُرق و لكن القتل! لم يظن أنه سيذهب إلى هذا الحد

تراجع أرغد إلى جانب الطريق بـ حذر و معه أريام بينما السيارة تقترب حتى توقفت أمامهما، ثم أُخفضت النافذة لتظهر تالة المُرتعبة صارخة

-بسرعة إطلعوا
-همهمت أريام بـ دهشة:تالة…

فتح أرغد الباب الخلفي ثم دفع أريام لتصعد السيارة و قال بـ نبرةٍ قوية

-مش وقت دهشتك…

أغلق الباب لتنطلق تالة بـ السيارة بينما أرغد أعاد رأسه إلى الخلف و قال بـ تعب بلغ منه مبلغه

-إطلعي على أقرب مُستشفى
-حاضر…

كانت تالة ترتعش بـ قوة، مُنذ هروبها من إيليا و هي ترتجف، بعدما سمعت ما جرى بينه و بين جاسر الصياد لم تتحمل ترك أريام بـ محنة دون مُساعدتها و هي التي ساعدتها عبر الهرب في إعتقادها، لذلك صعدت السيارة و قادتها بما تعلمته في السنتين التي أمضتهما مع أرغد

أخرج أرغد هاتفه ليُجري إتصالًا و لكن الدماء لا تجف و تتساقط فوق عينهِ تمنع عنه الرؤية، و حينما رفع يده يسمحها وجد يدًا تُجفف الدماء المُمتزجة بـ الغُبار و الأتربة عنه بـ قطعة قُماشية لا يعلم من أين أتت

إستدار فجأة ليجد أريام تُحدق بـ جرحهِ و تُجفف الدماء دون أن تقترب منه حتى لا يؤلمه و ظل مُحدقًا بها و بـ عينيها التي إغرورقت بـ العبرات تأبى الهطول، و إرتعاشة يدها التي تدل على مدى رُعبها الذي كاد أن يُدمر خلاياها مُنذ قليل، و للحق ما حدث كان مُثير للرُعب جعله أيضًا يتوتر

أمسك يدها المُرتجفة يُوقف تجفيفها و تنظيف وجهه ثم قال بـ هدوء و نبرةٍ لأول مرة تخرج صادقة و مُطمئِنة و كأن ما حدث كان درسًا يتعلما منه

في غياهب الفرعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن