الظلم، والانتقام سلسلة من الشر متصلة مفرغة لا يُمكنك الفكاك منها…
"عودة إلى وقتٍ سابق"
وردتها رسالة نصية على هاتفها من إيليا تفي بـ وجودهِ بـ القُرب من حيها فـ نهضت و إرتدت ثيابها على عجالة ثم أخبرت والدتها وهي ترتدي حذاءها الخفيف
-ماما، الشركة اللي ماضيين معاها عقد طالبين مني شُغل، ساعة و هرجع
-أغلقت والدتها التلفاز وقالت بـ تذمر:أنتِ شايفة الساعة كام؟ الجيران تقول عليكِ إيه؟!
-تأففت تالة وقالت:يا ماما دا شغل، ساعة و هرجع إن شاء الله، متخافيش، سلام…كادت راوية أن تتحدث و لكنها كانت تُخاطب الهواء إذ أسرعت تالة راحلة لتلحق بـ إيليا
خرجت من حيها لتجد سيارة تقف على الطريق المُقابل أيقنت منها أنها تعود إلى إيليا.. لتعبر تالة الطريق ثم طرقت على نافذة السيارة لينظر إليها قبل أن يفتحه قائلًا
-شو بدك تحكي!
-تسمحلي الأول!...أومأ إيليا لتفتح تالة باب السيارة ثم صعدت و جلست جواره في صمتٍ دام لعدة لحظات قبل أن تقطعه قائلة بـ عزم ملئ بـ الإصرار
-الصُبح أنا قولت إني هكون معاكوا، و أنا فعلًا هعمل كدا
-تساءل إيليا بـ شك:و ليش بدك تساوي هيك؟ و ليش من الأساس بصدقك! هو مديرك بـ الشِغل يعني ما راح تستفيدي شي
-هتفت تالة بـ إنفعال مُندفع:لأ هستفاد، أنا و عيلتي بقالنا سنتين تحت رحمته.. عاوزة أخلص منه…كان لا يزال ينظر إليها بـ شك قبل أن يتكئ إلى النافذة بـ مرفقهِ وقال بـ نبرةٍ لا تنُم عن شئ
-رح ساوي حالي مصدقك، شو راح تقدمي لإلي!
-قالت مُسرعة:أي حاجة، حتى لو أسرار من الشركة
-قطب إيليا جبينه و تساءل:ليش شو بتعرفي!...صمت قبضتيها و وضعتها فوق ساقيها ثم قالت وهي تنظر إلى عينيهِ الرائعة حتى و إن كانت محفوفة بـ الشك تجاهها
-السنتين اللي إشتغلتهم حاجات كتير بتحصل، أه مش من أرغد نفسه بس هو ساكت و متستر على أبوه
-قصدك شغلات مو قانونية!
-شحبت و قالت متوترة:مش قانونية و بس، تحرش بـ الموظفات و إبتزاز من فؤاد الرازي و حتى العُملا، بيورط الزوجات فـ حاجات مش كويسة علشان يضغط على العميل، ولو العميلة واحدة بيتم بـ طريقة مُباشرة…إسترعى إنتباه حديث تالة فـ ولاها إهتمامهِ وهو يستدير بـ جسدهِ إليها ثم هتف بـ إهتمام يُحثِها على الإكمال
-كملي حكي.. بدي أعرف كِل شي
-أومأت تالة قائلة:صفقات و رشاوي فؤاد عملها علشان يوصل للمكانة دي، أقدر أوصل للورق دا بسهولة
-تساءل إيليا بـ إهتمام:ولك أنتِ بتعرفي هاي الشغلات، ليش ما تحركتِ قبل هيك؟!
-أجابت نافية:مكنتش هعرف أقف قُدامهم، و أريام تقدر تقف قُدام أرغد…