الفصل الثاني عشر

11.9K 593 129
                                    

عندما يجلدك الماضي بـ مرارةِ ذكرياتهِ
واجهه أنت بـ قسوة حاضرك…

اتسعت عينا بشده ثم هدرت بـ خوف  ثم حاولت تدق جرس الإنذار  إلا أن يدًا قوية منعتها من ذلك فـ حاولت أريام سحب يدها  إلا أنها لم تستطع بسبب قبضته القوية

- أنت بتعمل إيه هنا، وعرفت أنا هنا منين!...

إبتسم بسخريه ثم دنى منها وعيناه السوداء تحدق بها بشراسه و وقاحة كما لو أنه يتلذذ بـ ضعفها و الذي يسمح له بـ فعل ما يشاء ليهمس بعدها بصوتٍ خفيض

- مش صعبة على واحد زيي يوصلك و بسهولة كمان أنتِ عارفاني يا أريام، بوصل لـ اللي عاوزه حتى لو فـ بوء الأسد مش كدا و لا إيه!!…

تشنجت معالم وجهها  بـ تقزز  ثم حاولت سحب يدها مرةً أخرى ولكن كانت قبضته تشتد أكثر وأكثر، حينها لم تجد بِدًا من الصراخ لتقول  بصوتٍ حاد

-أخرج من هنا، أخرج من هنا وفورًا يا إما هتحصل حاجة مش هتحبها
- ضحك متين بسُخرية  وقال:يعجبني فيك ثقتك بنفسك

حاولت أريام بـ شدة ألا تظهر ملامح توحي بـ تأثرها بلقائهِ والذي يُعيد إليها ذكريات غير مُحببة، ذكريات تتمنى لو أنها لم تتواجد على الإطلاق

بعد مرور العديد من السنوات يتجسد أمامها ذلك الكابوس الذي أوصلها أو بالأحرى دفعها إلى ذلك المنحدر فأصبحت علي حافة الهاوية، ينقُصها دفعة لتسقط مُهشمة إلى فُتات لا يُمكن إصلاحه، وهذه الدفعة مصدرها وبلا شك هو أرغد

بينما متين يقف مُحدقًا بها بـ إستمتاع شره إنها أمامه هذه الدميه التي إستمتع بها طويلًا وليس لفترة طويلة  جدًا وحينما مل منها ألقى بها ليعود ويلتقي بـ أريام علي حال لم يكن يتوقع أن يجدها عليه رُبما مُحطمة أو رُبما أكثر ضعفًا ولكن تلك الراقدة أمامه عكس ما توقع تمامًا

إنها نِتاج عكسي لما هو متعارف عليه ولكنه سعيد بما رآه، وسيخوض معها الكثير فـ الآن هي أثارته وبشدة من جديد

يُريد تجربة مذاقها وهي شرسة رُبما أعجبه اللعب معها أكثر، إنها وبـ بساطه تمتلك جاذبية لا يستطيع العاقل تجنبها أو تحاشيها وهو رجل يعشق الجمال والتحدي لأُنثى تنتقم من جميع الرجال معاداه فـ إزدادت جمالًا فوق جمالها و نظرة تلمع كـ عيني قِطة شرسة تنوي نشب أظافرها في وجه من يُقرر الإقتراب منها

ملس متين على خُصلاتهِا الحمراء  إلا أنها صفعت يده بعيدًا عنها فـ قهقه وأبعد يده ليضعها في جيبي بِنطالهِ ثم توجه و جلس فوق المقعد واضعًا ساق فوق أُخرى و أردف

-إتغيرتي يا أريام
-صرت على أسنانها بـ حنق وقالت:المفروض بعد ما عرفتك أفضل زي ما أنا!...

إلتوى شدقه في شبه إبتسامة ساخرة ثم هتف بـ نبرةٍ ثقيلة

-تفتكري ثوب الإنتقام حلو!، خصوصًا إنك بتلعبي مع أرغد الرازي، فكرك هتطلعي كسبانة!
-رفعت حاجب و قالت بـ صوتٍ جامد:متقلقش يا متين دورك جاي...

في غياهب الفرعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن