الفصل التاسع عشر

9.8K 494 48
                                    

لا تتجنب ظُلمة قلبك فـ فيها تكمن نفسك الضائعة…

في جُنح الليل حيث الهدوء و الراحة تقبع إحداهن أمام الهاتف تبتسم بـ بلاهة شديدة أمام كلمات غزل حمقاء، لقد سقطت في الفخ بسهولة شديدة و هذا المتوقع من فتاةٍ لأول مرة تنجذب وراء مُغامرة ظنت أنها تتحكم في ذمام الأمور و لكن لغباءها الشديد كان هو الآمر و الناهي

يتركها تظن ما تظن، أنه يترك الحبل مُتراخٍ دون إهتمام ليضع الطُعم الذي يُريد فـ يُربح صيدًا ثمين دون عناء، إنها بلهاء شديدة التزمد و لكنها تنساق بـ سهولة و يترك لنفسه حُرية التفكير بـ الربح الذي يناله، شهوةً و مالًا فـ من يقع بـ فخهِ لا يخرج سوى و هو خاسر

أخرج زفيرًا قد سحبه من لُفافة تبغ ثم هتف وهو يضع الهاتف على اُذنهِ بعدما أخبرها بـ رغبتهِ في التحدث معها ليأتيه صوتها الخجول بـ تردد بعد عدة لحظات فـ إبتسم بـ خُبثٍ و إنتصار

-مساء الخير يا آنسة أُسوة
-مساء النور
-ياريت مكنش بتقل عليكِ
-هتفت سريعًا:لا أبدًا، أنا اللي بعتذر باخد من وقتك كتير عشان الشرح…

أخرج زفيرًا آخر مُعبق بـ سحابةٍ رمادية تُشابه نواياه الآن ثم أردف بـ نبرةٍ ثقيلة

-دا أنا اللي مبسوط، إن الصُدف خلتني أقابل شخصية زيك…

ينتقي كلماته و يعرف جيدًا مدخلها، عشر أيام فقط و ها هي تسمح له بـ الحديث لم يظن أنها ستكون بـ تلك السذاجة، و لِمَ لا وهي لا تعرف أي شيء عن هذا العالم، بريئة و نقية و الأكثر أنها جميلة بل الأشد جمالًا لو أنها تنزع ذلك الوشاح و تلك الثياب الواسعة

مُجرد التفكير بـ ذلك يجعل دماءه تفور لا يستطيع الإنتظار أكثر عليه الإسراع، يبتغيها و لن ينتظر، غرائزه الدنيئة تُخبره ألا ينتظر فـ في الإنتظار ضياع لحلاوة الظفر

-أُستاذ عمر أنت معايا و لا نمت!...

إنتشلته من تفكيره الذي تعمق إلى نُقطةٍ سحيقة جعلته يتعرق على الرغم من النسيم البارد فـ هتف بـ صوتٍ مبحوح إثر تفكيره

-لا معاكِ بس كُنت بفكر فـ حاجة
-سألت بـ حذر:أنا معطلاك!
-نفى قائلًا:أنا اللي طلبت نتكلم، فـ أكيد مش هكون قليل الذوق و أقولك عندي شُغل
-عاودت القول مُجددًا:أنت بتقول إنك كُنت بتفكر فـ حاجة
-طب مش تسأليني بفكر فـ إيه؟!...

ساد الصمت لدقائق و هو يعلم أنها فهمت ما يرمي إليه فـ إبتسم ماكرًا و قبل أن تتحدث هي سبقها يستطرد

-بُكرة هخلص شُغل بدري، لو مُمكن نتقابل فـ كافيه أشرحلك اللي محتاجاه لأني بالليل مش هعرف أفتح نت
-ترددت في ردها:بس آآآ، هنتقابل برة إزاي!
-هتف بـ بساطة:عادي يا آنسة أُسوة، دا مجرد شرح و فيه ناس حوالينا كتير مش هنبقى لوحدنا…

في غياهب الفرعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن