اسفة اسفة جدا على التأخير دا كله بس والله انشغلت جدا ف الامتحانات و حقكوا عليا المفروض كنت اعتذر بس بجد والله الظروف مكنتش سامحة
بعتذر مرة تانيةعندما تتناثر بتلات الأزهار أرضًا فإنها تنثر شذاها لفترات قصيرة
ثم بعد ذلك تذبل و لا يبقى منها سوى بقايا تقذفها الرياح بعيدًا
ثم تذوي و تتحول إلى فُتات لا يُرى…و هذا الوصف الأمثل للحياة…
-نعم!!!...
هتف بها فؤاد مشدوهًا و كأنه لا يعلم أن أريام ستتخذ من كُل فُرصة ضربة قاضية تضرب بها، بينما أرغد كان يقف باردًا دون أن تظهر عليه إمارات الصدمة أو الغضب بل كان يتوقع أن تفعل أريام مثل ذلك الفِعل لذلك عَجَلَ بـ عقد قرانه مع تالة و لكن فـ النهاية فشل
أعاد الضابط عبارته وهو ينظر إلى أرغد الذي يُبادله النظر بـ برود صقيعي مُثير للغضب
-معايا أمر بـ القبض عليه
-هدر فؤاد مُتساءلًا:بسبب!
-مط الضابط شفتاه وقال:كُلنا عارفين ليه و مع ذلك هقول لحضرتك، تُهمته دفع الآنسة أريام القاسم من السلم يُعتبر شروع فـ قتل…كاد فؤاد أن يتحدث و لكن الضابط أوقفه بـ إشارة من يدهِ و قال بـ صرامة حازمة
-من فضلك بدون كلام كتير، التأخير مش فـ صالحه…
زفر فؤاد بـ حرارة حارقة من شدة الغضب ثم ضغط على مُنحدر أنفه و نظر إلى أرغد الصامت ليقول بـ غيظ
-هتفضل ساكت!
-أجاب أرغد بـ بساطة:هقول إيه! إتقدم فيا بلاغ هروح أدلي بـ أقوالي و أروح
-هتف الضابط بـ سُخرية:ياريتها بـ السهولة دي، عمومًا إتفضل معايا…أومأ أرغد ثم تحرك وسط الجموع ما بين مصدوم و سعيد، إلا أنه إلتفت إلى تالة التي تُنظاره في شماتة ليبتسم بـ خبثٍ غاضب رغم أن نبرته لم تشي بـ ذلك
-مبسوطة أنتِ!...
لم تستطع تالة أن تُخفي سعادتها لتظهر إبتسامة غير قادرة على السيطرة عليها لتتسع إبتسامته و التي كانت تُخفي شرًا و أردف قبل أن يخرج من باب الشقة القديمة
-عاوزك تتبسطي على أد ما تقدري لأن اللي جاي مش هتشوفي فيه ضحكة فـ حياتك…
إلا أنه لم يستطع إخافتها بل إتسعت إبتسامتها أكثر و حينما خرج الجميع، خرت ساجدة تشكر الله على إزالة محنتها بـ تلك السُرعة
ظلت جالسة لبعض الوقت و جوارها والدتها تربت على ذراعها و تقول بينما تنظر إلى إبراهيم الناظر إليهما بـ سعادة
-عدت، و ربنا يعدي اللي جاي على خير…
و بـ الأسفل تحرك أرغد مع الضابط بـ سلاسة دون التذمر أو الإعتراض و قبل أن يصعد عربة الشُرطة أوقفه فؤاد هادرًا بـ صوتٍ قوي