الفصل السادس عشر

9.4K 469 50
                                    

‏من النادر أن نقدّر ما نملك
دائماً نركض وراء ما ينقصنا فنخسر مرتين…

في صباح اليوم التالي و بعدما إنتهى الليل بـ كوارثهِ نهضت أريام من فراشها و الذي لم تنم به أبدًا بل ظلت مُحدقة بـ سقف الغُرفة، ولأول مرة تقع في حيرة ما بين ميار و صداقتهما و خوفها عليها و ما بين مشاعرها بـ الغضب التي أصبحت تُسيطر عليها بـ كثرة هذه الأيام

أنزلت ساقيها على الأرض و ظلت جالسة تضع يدها بـ خُصلاتهِا تمنعها من السقوط كما سقطت أكتافها و التفكير ينهش خلايا جسدها كما عقلها تمامًا و لكنها عزمت على آخر حل قد تلجأ له، ستظل تُتابع من بعيد و ما أن تُصبح ميار في خطر ستقترب و تُنقذها لا حل آخر سوى ذاك

نظرت إلى ساقها المُجبرة ثم تأففت بـ ضيق قائلة

-هشيل الزفت دا أمتى؟ أنا تعبت…

نهضت بـ بُطء كما يسمح لها حركتها ثم جذبت ورق بلاستيكي تلفه حول الجبيرة جيدًا حتى لا تصل إليها الماء و إلتقطت بعض الثياب الخفيفة من خزانتها و إتجهت إلى المرحاض

بعد مرور دقائق عديدة

خرجت أريام مُرتدية كنزة زيتونية اللون واسعة تضع جزءها الأيمن في بِنطال من اللون البني الفاتح بـ درجة قريبة من الأبيض واسع أيضًا ليحتوي الجبيرة و يُخفيها ثم صففت خُصلاتهِا الحمراء و وضعتهم فوق كتفها الأيمن

إلتقطت حقيبتها ثم وضعت الهاتف الذي صدح مُعلنًا عن وصول رسالتين أحدهما من السائق يُخبرها قدومه و إنتظارها بالأسفل، و الأُخرى من

-أرغد!!!...

هتفت بها مذهولة حقًا لتفتح الرسالة و ما كانت سوى بداية تسليته، رسالة إستفزازية تُعلن عن مدى فراغه حقًا لم يكن يكذب بأنه عاطل فيستغل وقته في إثارة غضبها و هي لا تحتاج فـ الغضب يأكلها كما تأكل النيران في الهشيم

"هتبوظي الخطوبة!"

قبضت على الهاتف بـ قوة تكاد تخرج منها سبة لم تعتد قولها و لكنه يُجبرها على إرتداء ثوب لا يُلائهما، لذلك أخذت نفسًا عميق ثم أرسلت له رسالة و هي تسير بـ بُطء في إتجاه باب الشقة

"أنت إيه رأيك!"

أغلقت الباب خلفها و إستقلت المصعد تنتظر رسالته و لكنه تأخر فـ ظنت أنه ان يرد، فـ قامت بـ وضع هاتفها بـ الحقيبة و لكن صوت الرسالة قد عاد، إلا أن أبواب المصعد قد فُتحت فـ تركت قراءتها حتى تصعد السيارة

-صباح الخير يا هانم
-إرتدت أريام نظارتها وقالت:صباح النور…

فتح باب السيارة الخلفي لتصعد و من ثم هو إلى مقعده و إنطلق بـ السيارة يسألها بـ تهذيب

-على فين يا هانم!
-سوق و أنا هقولك…

أومأ و إنطلق في طريقهِ صامتًا بينما فتحت أريام الهاتف و نظرت إلى الرسالة بـ غرابة تامة، هل جُن أرغد؟  أم أن الفراغ المُحيط به إنتقل إلى عقلهِ فـ توقف عن التفكير!

في غياهب الفرعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن