من لم يطرق بابه الى الان

799 89 2
                                    

القصة (8)
"من لم يطرق بابه الى الآن "

أما عن إحداهن فطريقة المعرفة لم تكن من خلالها بل من خلاله هو - بنفسي
وأهلي..
كان كثير التردد عليها بالرؤى؛ كل ليلة كان يطرق باب قلبهاء كل جائحة لها
تستنشق عبيره؛ يوما بعد يوم بات كل كيانها يميل لذاك الحبيب صاحب
القسمات الملكوتية؛ ويومها لا يحلو إلا برؤيته؛ منذ ذلك الحين دب حبه في
قلبها دبيب النحل في جوف الزهور؛ أستشعرت قربه كثيراء فحينما تكلمه»
تكلمه وكأنه واقف أمامها يسمعها ويجيبها وتحس بذلك والأمر كذلك فعلا -
فهو يسمعنا ويجيبنا والذي يعيش هذا الإرتباط يدرك هذا المعنى تماما -
كلما مرت بأمر أو تحيرت بشيء؛ تشعر أن لا منجى لها منه إلا بالإستغاثة
بحبيبهاء فهو الوحيد الذي يفهمها ويعلم ما تريد؛ فكل غاياتها و ما تطمح إليه
رضا حبيبها.
كان ولازال يحنو عليها كما يحنو الأب العطوف على إبنته المدللة؛ كلما
أضلت طريقها أخذ بيدها وأرشدها إلى مرسى أمانه؛ ما أن أحست بخوف أو
إضطراب حتى نادت بصوت خفي " السلام عليك يا صاحب الزمان "
فيزيل كل ما ألم بها وسرعان ما تشرع روحها بالسكينة والطمأنينة..
عاهدته أن تمهد له بكل ما تملك وها هي تجاهد هذه الحياة علها تصل إلى
مبتغاها ولو بعد حين؛ وتدعوا الله أن يرزقها حسن العاقبة كي لا تحيد عن
طريق مولاها ومرشدها وحبيبها .
لو أصبحت الأبحر مدادا والأشجار أقلاما لما وفيت بعض حقه مطلقا مطلقا
فرغم تقصيرها وإنشغالها عنه إلا إنه لا يعاملها كما باقي البشرء متى ما
طرقت بابه وجدته ينتظرها بشوق ولهفة؛ وكلا يديه مشرعتان بإستقبالها
وعيناه يتهللان فرحا بقدومهاء رغم عدم إستحقاقها لذلك لكنه كريم من أولاد
الكرماء يعاملنا بلطف وحنو كبيرين و لا يضمر بقلبه حقدا عليناء رغم أذيتنا
المتكررة له؛ إلا أنه لا يعاملنا بالجفاء بل بالشفقة والرأفة .لو حفينا وبحثنا وكللنا حتى تشققت أقدامنا تعبا وأدميت عيوننا حزناء لما
وجدنا شخصا يحبنا في هذا الزمان ويخاف علينا كما يحبنا ويخاف علينا
الإمام صاحب الزمان عجل الله فرجه.
من لم يطرق بابه إلى الآن
أقول من هذه اللحظة أشرعوا بطرق بابه وقولوا له: سيدنا ريد ألا نريد إلا
ما تريد.
حينها سترون ألطافه كيف تحاوطكم؛ فقط أشرعوا عنان قلوبكم بإتجاه
بوصلة الصاحب.
حقا هو بإنتظارنا .

كيف ارتبطت بأمام زمانكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن