"الصديقة المهدوية"

225 27 0
                                    

"الصديقة المهدوية"
وقد يكون رزقك من الله، ذلك الإنسان الملائكي الذي يعيدك إلى الصواب كلما انحازت قدمك عن جادته... يسبب هوى أو شيطان.. كانت مختلفة بكل شيء.. بصفاتها واخلاقها، شخصا مهدويا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لم نجلس يوما للحديث إلا وكانت تربطه مباشرة بالإمام عجل الله فرجه، أو بإصلاح النفس لنيل رضاه، بين ثنايا حديثها كنت أجد ذلك النفس الإلهي، تلك الكلمات التي كانت تخرج من القلب بوجه منبسط، كلما جلسنا كانت تذكرني بغربة مولانا الحجة، أحيانا كانت تبكي وأحيانا أخرى تتكلم بشغف لم اعهده لدى مخلوق ولم اره ليومنا هذا. كانت مختلفة... علمتني ان الامام ليس في زيارة آل ياسين وليس في دعاء الندبة، ليس في دعاء الفرج، الإمام ليس في أوقات خشوعنا وليس في أوقات نظن بها أننا قريبون لا، الإمام معنا في تلك الأوقات التي لا نعتقد فيها أن لا أحد يرانا، في أوج غضبنا ونحن نطلق أقبح الكلمات، هو يرانا، پرانا عندما نكذب ونغتاب، عندما نشك ونظن ونشتم ونغتاظ، في أشد لحظاتنا سوءا هو يرانا، هو يتألم لما نفعل، هو يتأسف كثيرا لذلك، كانت مختلفة، كانت تخبرني أننا يجب أن نجعل كل شيء نفعله من أجله، نتغير من أجله، نصلح أنفسنا من أجله، نحب الأخيرين من أجله، نجعل حياتنا قربة إلى رضاه، فهو الوسيلة والغاية، كل عصر جمعة كنت أقرأ دعاء السمات، ذات يوم قالت لي إنني يجب أن أضيف إليه دعاء زمن الغيبة، لأن آخر ساعات الجمعة يجب أن نندب فيها غائبنا، وإن يكون له مسك الختام في يومه المتوقع فيه ظهوره، نسمع كثيرا عن أخلاق أهل البيت عليهم السلام، صابرون، صادقون، هادئون، محسنون، الخ.. لكن أن ترى شخصا بكل تلك السكينة على أرض الواقع أمرا يشعرك بالأمان، يشعرك بالأمل. كانت تعطيني أمل أننا نستطيع أن نصل، نستطيع أن نصبح كأولئك الذين وصلوا مع أنهم لم يكونوا معصومین، سلمان وأبو ذر.. حتى في اللحظات التي نشعر فيها أننا أصبحنا في نهاية المطاف ولا أمل من الإصلاح، لنجعل الحر الرياحي نصب أعيننا؛ الذي غير قدره بلمحة بصر، غير كل شيء،
حتى عندما يصيبنا اليأس وان الله تعالى قد أبعدنا واقصانا، نتذكر سحرة فرعون و عظم ما فعلوه والله قبل توبتهم، الصدق شرط في كل شيء، شرط في الحب، شرط في القربة، شرط في النية، علمتني أن الإمام يحبنا كثيرا وكثيرا، يحب كل فرد منا يدعو له يستغفر له، يؤمن على ادعيته، الإمام أعظم شخص في الوجود، هو لا يحتاجنا مع ذلك يريد منا أن نصلح ذواتنا، أن نصل، يريد منا أن نحارب الهوى والنفس الإمارة والشيطان، كل ذلك لأنه يحبنا فقط، هو يستحق أن نتغير لأجله ونحن نستطيع.

كيف ارتبطت بأمام زمانكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن