"انه الامام قد رعاك لمراعاتك للحجاب "
من (بنفسي انت) بدأ الهيام، وبدأت الدموع والالام، من ندبة الجمعة ضج قلبها و بدأت نار العشق بالاضطرام، كانت آنذاك طفلة بريئة لا تعرف عن الحزن شيئا، ولكنها كانت قبل أن تنام تملى وسادتها بالدموع، ولكن ما الأمر؟! لا أحد يطلع عليها سوى الله، لقد كانت تبكي عليه، كانت زينب صغيرة عندما عرفته، عندما قالو انه غائب؛ انه مشرد؛ انه غريب وحيد؛ كانت تسمع عنه بين ما تقرأه امها من كتب تتحدث عن ظهوره وما تسمعه من قصص الذين تشرفوا بلقائه، فأصبحت له عاشقة، نعم لقد عطف عليها احد الليالي وزارها في المنام، كان بكائها شديدا فجاء و مسح على رأسها بسلام ثم قال لم تبكين؟ فلم تنبت ببنت شفة لأنها اختنقت بالعبرة وبعدها غاب عنها، كانت تهيم به في داخلها، لم تبح به حتى لأهلها، ذات مرة ذهبت الى كربلاء سيرا على الأقدام مع اهلها كانت قد بلغ الشباب عمرها فكانت متمسكة بعباءتها خافية في النقاب وجهها غاضة عن الانام بصرها، وعندما رجعت رأت في المنام انها ضاعت في الطريق وجاءها رجل معمم بعمامة سوداء، ومعه رجل ذو هيبة واحترام، جاءوا ليرجعوها الى أهلها بأمان، كانت تمشي خلفهم وكانوا يتحدثون بأمور لم تسمعها الأذان، لم ينظر اليها ذلك الرجل قط ولم تر وجهه مطلقا، وفي النهاية اوصلوها الى اهلها، وسمعت في المنام أحدهم هتف بأذنها انه الامام قد رعاك لأنك مراعية للحجاب. دخلت الى الجامعة وفيها الاختلاط الفاحش والخطر؛ فجاهدت نفسها بغض البصر وهونت على نفسها بأن اصبري الأجل المنتظر، تمسكت به، لأنه لا يوجد احد تشكو اليه سوى ذلك الغريب الهمام، النجيب المهذب المقدام؛ نعم قد عاشت زينب بين اهلها و ذويها الغربة، فأهلها كلهم هو الأمام، هامت فيه لأنها تعلم انه لا سبيل للفرج سواه، لان امنيتها أن تعيش دولة العدل تحت لواه .