"من الحسين الى المهدي مسيرة عشق"
منذ نعومة أظفاري كنت اذهب مع والدتي الى مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام، وهناك بدأت قصة عشقي لأهل البيت عليهم السلام عامة والإمام الحسين عليه السلام خاصة، وحيث اني كنت قد تربيت في بيت مفعم بالحب والولاء لمحمد وال محمد صلوات الله عليهم، فقد كبر معي هذا العشق وأخذ يزداد يوما بعد يوم حتى وصلت الى صف السادس اعدادي وقد أخذ مني هذا العشق مأخذه، فقد كنت لا يمر علي يوم دون أن أذكر مصاب الإمام الحسين عليه السلام وابكي عليه، وكلما ذكر أهل البيت عليهم السلام كانت دموعي تجري بحرارة دون ان اسيطر عليها، حتى الأهل كانوا يلاحظون ذلك، اذ كان الحزن باد على أغلب الوقت، وقد نحلت أكثر مما سبق، وكنت أضع لى جدولا عباديا وبين فترى وأخرى اقوم بتغيره حسب ما تقتضيه الحاجة، وكان من ضمن الجدول قراءة دعاء التوسل من أجل التوفيق وجعل العسر يسرة، فكنت عندما اقرأه أتأثر كثيرا، وخاصة عندما اصل الى الأمام الحسين عليه السلام، كنت أقف عند ذكره وابكي كثيرة ثم اكمل، حتى أصل الى ذكر صاحب الامر روحي فداه فكنت عندما الفظ كلمة (المهدي ) يرجف قلبي ويقشعر بدني، كان في البداية قليل فلم اهتم للأمر ولكنه اخذ يزداد كلما قرأت الدعاء، فكنت اقف عند قراءته ثم اعيد ذلك وفي كل مره يحدث نفس الشي حيث يرجف قلبي ويقشعر بدني فكنت دائما أسأل نفسي ما هذا الشعور الغريب فقد كان مختلفا ولكن لا أحصل على جواب، فتوقفت ذات مره وسألت نفسي هذا السؤال الإمام المهدي هو الإمام الثاني عشر وهو أمام زماني فماذا اعرف عنه فكرة وفكرة فلم تسعفني ذاكرتي بشي لأني في الحقيقة لا أعرف شي عنه نعم كانت معرفتي عنه قليلة جدا فكل عشقي وهيامي كان بالإمام الحسين عليه السلام فلم اكن اعرف شي عن الأئمة الباقين الا شيء القليل، فأدركت مدى تقصيري وجفاءي بحق امام زماني وبدأت ابحث عنه في الكتب واقرأ فكان أول كتاب اشتريته في زيارة الأربعين من مكتبة العتبة العباسية المقدسة كان (المهدي من المهد الى ظهور) لازلت اذكر تلك الحظة كأنها حدثت بالأمس أذكر عندما وقعت
عيني عليه ومسكته بيدي، كانت فرحتي لا توصف، كتاب يتكلم عن صاحب الامر روحي فداه وكلما عرفت شي عنه ازددت حبا به وعطشا لمعرفة المزيد وخلال فترة تخرجي من السادس اي في العطلة الصيفية عاهدت امامي اني سأكون من أنصاره ومحبيه ومواليه المخلصين له، وسأحاول أن اكون بلسما لجراحه اخفف بعض الألم والحزن الذي يحمله قلبه الطاهر، وسأزرع الابتسامة على شفتيه بالتزامي بأن اكون فاطمية زينبية، هكذا اخذني معشوقي الأول وهو الإمام الحسين عليه السلام الى حبيبي وسيدي ومولاي صاحب الامر روحي فداه، اذا لولا حبي للإمام الحسين عليه السلام لما وصلت الى المهدي، والان الحمد لله انا ادرس دراسة أكاديمية، وما اجمله من تخصص حيث كرمني الله وجعل قسمي علوم القرآن وعلاقتي بإمامي تزداد يوما بعد يوم عشقا وهيام، أدعو من الله تبارك وتعالى أن يثبتنا واياكم على طريق الهدى والصلاح فالثبات على الطريق أصعب من الدخول