"جهادي لأجلك"
من أين أبدي وقصتي لم تبدء بعد، كنت صغيرة حينها وكان يتردد على مسامعي ذكر اهل البيت عليهم السلام، إلا إنني لم اكن حينها أعي من هم وما هم، سوى شعور غريب يخالجني، وقليلا ماكنت اسمع عن صاحب الزمان وذكره يمر علي مرور الكرام، وان اكثر ما سمعت عنه هو واقعة كربلاء،
حتى تأثرت بها وغرقت في بحر خیالاتها رغم صغر سني، و دائما ما كان يخيل لي بإني في الطف أحاول ان اصد السهام وأنقذ الخيام، ومنظر ذلك الطفل الرضيع تلك الأحداث التي رافقتني منذ الصغر، إلا إنها لم تكن الواقعة الوحيدة التي أثرت بي، فرغم مرارة كربلاء والغصة التي لا زالت وتلك الجمرة التي اشتعلت ولم ولن تنطفئ، كنت أتأثر تأثرة عظيمة بتلك السيدة الجليلة اكثر من أي شيء آخر، لا اعلم لماذا إلا إن قلبي يعتصر الذكرها رغم عدم معرفتي بشأن عظمتها، وذلك الشعور الغريب الذي يحتويني كلما سمعت عنها حتى مرت الأيام والسنين، وحينها بدأت اعرف شيئا فشيئا عن اهل البيت عليهم السلام، وكنت قد عرفت ما معنى ذاك الشعور الذي يخالجني كلما اسمع عنها او يلوحني اسمها، ذلك الاسم الذي شغل حيزا من حياتي، نعم إنه شعور العشق والوله، عذرا لهذه الكلمات فهي الأمي هذه الكلمة التي اخجل لقولها حتى ما بين نفسي، بسبب ذنوبي وافعالي
غير المحببة، وكنت قد بدأت اسمع اكثر عن ولدها صاحب الزمان الذي يظهر ويملئ الأرض قسطا وعدلا، وليس هذا فحسب بل يظهر قبر امي المخفي ويعيد بناء مراقد البقيع، كنت استلذ بسماع هذه الحكايات ويصيبني الفرح والسرور، حتى بدأت احب كل حكاية عن الظهور كالطفل الذي يعشق الحكايات، إلا إنني لم أعرف بشأن عظمة صاحب الحكاية، فكثيرا من الظروف التي لم تجعلني اتعرف عليه جيدأ، فلم تكن البيئة مساعدة، ولم اعرف حينها كيفية اختيار الصديق، فقد كنت اصادق الجميع حتى قد وصل الظلام لحياتي، إلا أن نورهم لم يتركني، وحنان تلك الام كان يرافقني دائما، فرغم اخطائي وعودتي للذنب لم تتخلى عني، نعم لم اكن الولد البار، لكن عطفها دائما ما كان يشملني، وفي يوم من الايام كنت قد وفقت لرؤيته في المنام، رأيته كما لم يراه احد، فلقد رأيته على هيئته دون أن يحجب على نوره كما يقولون ممن رأه، لكن يا لحسرتي لم أحافظ على ذاك التوفيق الذي نلته، كم انا بانس وجاحد عدت من جديد للوقوع في الذنوب، تبا لي وما سولت لي نفسي، أن كنت احبه فلماذا أبعده عني!؟ لماذا لا اقي نفسي شرها وشر الشياطين؟ كنت كلما احاول التقرب ابتعد اكثر، حتى بدأت ادعوا الله أن يأخذ روحي على أن لا أفعل شيء يبعدني عنه وعن أمامي، ومرت الايام واذا بي قد عزلت نفسي عن المجتمع وعن الاصدقاء الذين ليس لهم علاقة بإمام الزمان، والى هناك كنت قد تعرفت على احد الاصدقاء المؤمن والذي اصبح رفيقي المخلص الى يومنا هذا، وكان انسان مؤمن طيب القلب محبة وموالية وكان دائما ما ينصحني، حفظك الله يا اخي وصديقي، نعم حتى بدأت الهج باسمه دومأ وادعوا بدعاء الفرج اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن، هذا الدعاء الذي أصبح رفيق حياتي وكنت قد بدأت اعلم نفسي ما قد ينفعها، حتى احببت امامي بمعرفة، وكنت ولازالت دائما اندبه ما بيني وبين نفسي، حتى وصلت لمرحلة اخشى ان اظهر حبي له، خوفا ألا يحسد، وليس هذا وحسب، بل رأيت أن في اظهار تلك المحبة مسؤولية كبيرة جدا، فأن اقل خطأ مني سيعود مضاره على امامي، والناس لا ترحم بل وتتجرأ على مقامه، ومرت ایام حتى تعرفت على أناس مؤمنين في الواقع وفي المواقع، وتعلمت منهم ماذا يجب افعل للتقرب من صاحب الزمان، وتعلمت من أحدهم أن أواظب
على قراءة سورة يس واهدائها الإمامي، وغيرها من الأعمال، حتى تعودت ألا أنام إلا بعد ان اردد سلام قولا من رب رحيم على قلب مولاي صاحب الزمان، وكلما اری او اسمع بمصائب يهتز لها البدن أقول: ساعد الله قلبك يا صاحب الزمان، بردة وسلامة على قلبك حبيبي يا صاحب الزمان، أن كانت جراح جدك 1900 او اكثر، فما هو عدد جراحك حبيبي!؟ ان كل ذنب منا يجرحك ويزيد الأمك ويحزنك سيدي، ان لك عهد مني ان اكون كما تريد، فخذ بيدي بحق فاطمة، وانتشلني من الجت يا يوسف الزهراء، وان امنیتي هي أن اقبل أثر اقدامك، علني اتطهر، ولو جازه اجتماع الطهارة بمثلي الاحتضنتك احتضان اليتيم، نعم لم اتطرق لكل تفاصيل قصتي ولكن سأكتفي بهذا، فقصتي الحقيقية لم تبدأ بعد، مجاهد لأجلك..
سيأتي وينثر عبيره في كل، ويحل الربيع ويسود الأمان ويخلص العالم من الظلام، نعم سيأتي حبيبنا ومعه سنبدأ أجمل الحكايات، هذا ما نسموا اليه انت وانا وكل من يحبه بمعرفة واخلاص 313... فدتك الانفس یا ابن فاطمة.