الفصل الثالث عشر

500 86 70
                                    


لم ترغب ان تظهر له مدى عجزها وانكسارها ؛ حتى في أسوء احوالها خشيت ان ينظر لها بعين الشفقة فادعت التماسك والغرور
لا شيء قادر على كسر هامتها ؛ لا شيء على هذا الوجود يمكنه ان يحني شموخها او ان يهز من اعتزازها بذاتها
ما يفصل بين الغرور والثقة خط أرفع من حد الشعرة ؛ لكنها جمعت بين الغرور والثقة ، بين الجرأة والوقاحة فخطت سطور قاعدتها الخاصة وانتصبت مرفوعة الهامة شامخة القامة

ابتسم على ايجابيتها وتماسكها : من الجيد انكِ بخير ؛ ستواجهين الكثير من الصعوبات ما دمت تصرين على التمسك بمنصبك ، جميع من في هذه الشركة هم أعداء لك يتطلعون لإقالتك والاستيلاء على منصبك وانتِ وحدك من تملكين الأحقية به .. لذلك تماسكي ولا تضعفي ..

ابتسمت بثقة وتكلمت بنبرة جريئة مقدامة : مرحباً هنا يون يوري ....

تعمدت بكلماتها تلك ان توصل له رسالة مفادها انها تلك القوية العنيدة التي لا تستسلم بسهولة
انها يون يوري المشاكسة والمتمردة التي لا يوقفها شيء كما عهدها تماماً ...

تركته واتجهت نحو دورة مياه النساء لتغسل يديها ووجهها وتنظف ثوبها وشعرها من الأوساخ
رفعت نظرها الى المرآة المعلقة أمامها تلاحق تلك الدمعة اليتيمة التي تمردت على أسر عينيها
ليس من السهل عليها تحمل هذا الانقلاب في حياتها ؛ لم يكن سهلاً عليها ان يكون هو دوناً عن العالم أجمع شاهداً على ما حل بها ..

هي التي دائماً ما تمسكت بغرورها وعنادها امامه ؛ من اعتادت ان تتهور وتتفاخر بطيشها وحريتها واستهانت بالعالم اجمع ظناً منها انها تملكه بيديها
ثم امام الرجل الوحيد الذي امتلك قلبها ؛ الوحيد الذي تمكن من تخطي صلابة غرورها وعنادها تحولت كرامتها لبساط يُداس عليه وكبرياءها خسف ليتناثر كالرمال ..

تنفست بعمق وهي تطرد تلك الأفكار عنها ؛ حتى الان أبلت جيداً امامه وتماسكت ؛ لن تسمح له او لأي شخص غيره ان يستهين بها او يشفق عليها لانها لن تكون مدعاة للشفقة ..
عدلت من زينتها ثم رشت الكثير من العطر على نفسها لتتخلص من الرائحة النتنه التي تعبقت بثيابها وخرجت نحو غرفة الاجتماعات تلبية لطلب المدراء باجتماع عاجل لحاملي الأسهم بخطوات واثقة لا يهزها شيء

جلست على رأس الطاولة المستطيلة الكبيرة وعلى جانبيها جلس مالكي الأسهم الذي ينظرون اليها باستياء لمظهرها الواثق رغم اعلان الشركة لافلاسها ووصولها الى الحضيض

تكلمت بثبات متجاهلة تلك النظرات التي تهاجمها بعدوانية : للأسف لقد مرت بعض الظروف الصعبة على الشركة وعلى جميع العاملين بها ؛ بداية من وفاة الرئيس السابق السيد يون هانغ تشول ونهاية بالأزمة المادية التي أودت بالشركة الى الإفلاس
اعلم انكم جميعاً فقدتم ثقتكم بي كرئيسة لمجموعة يون لانني لم اتمكن من تجاوز هذه الأزمة حتى الان
لكنني اطلب منكم ان تعاونوني على النهوض بالشركة من جديد ؛ لن يكون ما احاول الاقدام عليه سهلاً ولكن بتعاوننا وتكاثف جهودنا لن يكون مستحيلاً

" الطائر الحزين " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن