وجد بصره يتعمق بخصلات شعرها المبللة وقطرات الماء التي تنحدر الى عنقها البيضاء وصولاً الى صدرها بتناغم
وبدون ان يعي تعلق بصره بشفتيها الممتلئتين لتثير فيه رغبة بتذوق لذة نبيذهما الأحمر الشهيوكذلك لم تكن هي أقل توهاناً منه في بحر ذلك الشعور المتضارب الذي يعصف بكيانها
لم تشعر يوماً برجل يثير فيها لهفة الهوى بهذا القدر ؛ لم يرف نبضها على مشارف نظرات رجل كما تفعل بها نظراته
هي التي اعتادت ان تكون محط انظار الجميع ؛ الفتاة التي كانت ترافقها نظرات الاعجاب اينما حلت
لكنه يبث فيها شعوراً مختلفاً ؛ يضرم بداخلها ناراً تلهب أوردتها وتسري كالتيار في حواسها لتمثل له
شعرت به يقترب منها فأسدلت عينيها باستسلام لجنون ما ينوي الاقدام عليه ؛ لم تشعر بنفسها مسلوبة الإرادة كما تفعل الان في حضرة رجولته الآسرة ..لكن قدمها انزلقت بسبب تشتيتها مما جعلها تسقط في الماء من جديد وهي تسحبه معها
أخرج كلاهما رأسه من الماء ليحصلا على الهواء ثم نظرا الى بعضهما لتضحك بقوةيوري : لقد نلت عقوبتك !
تنهد بقلة حيلة من عبثيتها ليتكلم متذمراً : لقد ابتلت ثيابي بسببك
خرج من البركة وهو يعبث بخصلات شعره الطويلة ناثراً الماء عنها بينما كان يفكر بإبهام ..
هل كان ما حدث بينهما مجرد خيال تراقص على اوتار مشاعره نحوها ؛ أم انها كانت مفتونة النظرات مثله تماماً ؟
هل هو قلبه من سول له الاحساس بذلك الشعور من انجذابها نحوه بينما كانت تعبث كعادتها لتوقع به فقط !لم يدرك انها كانت تنظر له من الخلف تداهمها ذات الأفكار المربكة ؛ لا تعلم كيف انقادت للذة ذلك الشعور عندما تصادمت مع نظراته منذ لحظات !
ماذا كانت تلك النبضات المختلفة التي أخذت تطرق قلبها بسببه ، لماذا شعرت وكأن العالم يحوم حولهما هما فقط وكأنما لا أحد غيرهما على هذه البسيطة !
ولماذا لا تستطيع انتشال نظراتها عنه الان ؛ عن شعره الندي ؛ وقميصه القطني الابيض الذي التصق بجسده بسبب تبلله مبرزاً كل تفاصيل عضلاته المتراصة بشكل مثير !!
أنت تقرأ
" الطائر الحزين "
Fanfictionانتِ لست سوى طائر مالك الحزين تقفين على أعقاب بحيرة كبريائك الجافة وبمنقارك الحاد تضربين كل من يحاول الأخذ بيدك قبل ان تحلقي بعيداً بجناحي الغرور والعناد الكبيرين خاصتك ... لستِ سوى ذلك الطائر المهزوم للحنين يبدي شموخه حال وقوفه لكنه معطوب من الد...