الفصل السابع عشر

501 82 90
                                    

بدل ثيابه وانزل شعره الذي كان مصففاً للخلف ليتركه حراً ؛ رسم ابتسامة جانبية ماكرة ونزل نحو الأسفل بخطواته الواسعة ونظرته العميقة
وجدهم يجلسون على مائدة العشاء بانتظاره بينما اتخذت لها مكاناً مختلفاً عن المكان الذي تجلس عليه عادة
اعتادت ان تجلس الى جانبه باعتبارها زوجته لكنها اختارت الجلوس في الجهة المقابلة بجانب بيتر وسوني
وحالما وقع نظر ذينيك الاثنين عليه حتى اعتلت الدهشة وجوههم واعادوا نظرهم الى يوري التي بدا الارتباك عليها جلياً

يوري : كما تعلمون ؛ هو كان صديقاً لجدي واصر على اقامتنا في منزله قبل وفاة جدي وسارت الامور بهذا الشكل لاستقر هنا !

تكلم بيتر بضيق : تقيمين مع هذا الرجل حقاً ؟

حدجه بنظرات حادة شرسة فما كان من بيتر الا ان يبادله بنظرات غاضبة وكأنما يكاد احدهما يحرق الاخر بعينيه
لكن تعليق سوني جعل جميع الانظار تتجه اليها عندما تكلمت بانفعال : هذا يبدو أشبه بالحلم ؛ يجب ان تكوني سعيدة يون يوري !!

انقضت عليها بسرعة لتغلق فمها بيديها بينما تمتمت بألف شتيمة جعلت سوني تبتلع حروفها وتلتزم الصمت
اما ذلك الرجل فنظر اليهما بتعجب دون ان يفهم ما يحدث حتى سمع صوت والدته تنضم لهم فساعدها على الجلوس في مكانها متكلماً : لننتظر قليلاً قبل تناول العشاء ؛ هناك ضيف لم يصل بعد

تساءلت يوري متعجبة : اي ضيف ؟

لم يجبها ؛ اكتفى بابتسامة ماكرة وهو يتجه نحو الباب عندما رن جرس المنزل ليتركها في حيرة من امرها
وبعد لحظات فقط ؛ كانت تجلس على مائدة الطعام في الجهة المقابلة له بينما نظراتها مسلطة عليه وكأنما تحاول افتراسه بعينيها الغاضبتين في الوقت الذي تعمد هو تجاهلها فيه وصب اهتمامه على مي ران الجالسة بجواره

شملت جميع المحيطين بها بنظراتها لتتأكد ان جميعهم منهمكون بتناول الطعام بينما ذلك القابع مقابلاً لها يتهامس مع مي ران
بعبثيتها المعهودة مدت قدمها الى ساقه من اسفل الطاولة بحذر دون ان تلفت الأنظار اليهما لتلامسه مشاغبة اياه وتلفت انتباهه
لكنه اصر على تجاهلها بينما يدرك جيداً صاحبة هذا الأفعال ويتلذذ بمضايقتها بالعبث في مساحة غيرتها الجارفة

صكت أسنانها بغيظ ، انزلت قدمها لتدوس على قدمه بكعب حذائها وبكل قوتها لتجعله يضرب الطاولة امامه كرد فعل سريع مع صرخة مكبوتة من شدة ألمه مما افزع الجميع حولهما
وامام نظرات التساؤل التي هاجمته كان يوجه نظراته اليها ليهسهس بغضب : عذراً لكن يبدو ان حشرة مزعجة لدغت ساقي !

بصعوبة كتمت ابتسامتها وبنظره اعتلاها الغرور التفتت نحو بيتر الجالس بجانبها ؛ بدلالها المفرط وعبثيتها الأنثوية الساحرة تركت اناملها تلامس ذراعه صعوداً ونزولاً وكأنما تغازله بينما تسأله : هل اعجبك الطعام ؟

" الطائر الحزين " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن