الفصل العشرين والأخير

853 63 85
                                    

أشار لها المحامي بتوقيع الأوراق التي جهزها بطلب من دونغهي مسبقاً لينفصلا بشكل رسمي امام القانون
أخذت القلم محدقة بتلك الاوراق حيث طلب منها التوقيع والحزن يعصف بوجدانها ، تشعر بقلبها يكاد يفقد نبضاته أسى على حب انتحر على ضفاف الكبرياء ...
وامام بصره المتعلق بها ألقت ذلك القلم ببرود ممتنعة عن التوقيع لتعيد بصرها اليه هو الذي تعرجت خطوط جبينه وضاقت عينيه متعجباً من فعلها

تكلمت بكل ما لديها من عناد وغرور : لن أوقع هذه الأوراق ولا اقبل بهذا الطلاق ، انت ملكي فلا تحاول العبث بحرية ظناً منك انك نلت الخلاص

تخطته ببرود بخطواتها الواثقة رغم ارتعاشات قلبها فما كان منه الا ان يتنهد بهدوء محركاً رأسه بالنفي امام تساؤل نظرات المحامي : لا اعلم ما يدور بعقل تلك الفتاة حقاً ..!

قال كلماته تلك ليتبعها بخطواته المتسارعة ؛ اوقفها قبل ان تصعد سيارته لتلتفت اليه بنظراتٍ باردة وملامح متبلدة لم تحمل اي شعور ليتكلم : ما الذي تحاولين فعله ؟

وضعت سبابتها على صدره تشير له متعمدة غرسها فيه بقوة : انت لي ، وتلك الفتاة الرقيقة لن تحصل على شيء منك فلا تنسج اي احلام يائسة حولها لانك لازلت زوجي

دونغهي : لست ملكك كما لست ملكاً لأحد ، دعي عنك صفات التملك فتلك صفة سيئة اخرى لا تضيفيها لقاموسك الممتلئ بالسيئات !

ابتسمت بعبثية أردت قلبه طريح هواها الذي لم ينهض منه قط : لسوء حظك زوجي العزيز انا امرأة متملكة ختمت كل الصفات السيئة وقبلت ذلك ام رفضت انت لي بوثيقة زواج قانونية ، وصك مشاعر قلبية تجتاح صدرك فدع عنك الانكار ولا تحاول الهرب لانني لن اتخلى عنك

تركته لتصعد السيارة بهدوء ، حدق في الفراغ مشدوهاً للحظات قبل ان يزفر انفاسه بغضب متمهلاً يحاول تمالك اعصابه من افعالها المربكة وكلماتها الوقحة رغم ترسيخها لقاعدة تمسكها به
لكنه لن يقبل بمحاولتها العبث بمساحة كبريائه او الخوض بعبثية في أراضي رجولته الشامخة وشخصيته المتقدة

بداخله شعورين متناقضين يصارعان للبقاء ؛ كبرياؤه المجروح من فظاظة كلماتها ، وحبه المتفاني الذي يتراقص فرحاً لرفضها الانفصال والتخلي عنه ..
من جديد هي تعبث بأوتار قلبه وتعزف ألحانها الخاصة ولا يسعه الاعتراض ؛ يروقه ان تدافع عن شعوره بضراوة
ان تتملكه بقوة وجرأة مبعدة كل نساء العالم عنه بصفته زوجها ؛ يسعده انها تمسكت به ولم ترضخ لمحاولته الانفصال عنها
ظن انها ستفر هاربة بسرور حال حصولها على وثيقة الطلاق ؛ لكنها فضلت البقاء معه بصفتها زوجته رغماً عم كل شيء

فور وصولهما الى المنزل كانت السيدة كيم بانتظارهما ؛ نظراتها القلقة تتربص به هو الذي لم يقوى على قول كلمة في خضم الحرب الضروس بين قلبه وعقله ففضل الصعود نحو غرفته التي استقر بها منذ قرر الانفصال عنها وترك غرفتهما لها
امي هي فوجدت نفسها وحيدة امام تساؤلات السيدة كيم فانحنت امامها باحترام لتتكلم بهدوء وصلابة

" الطائر الحزين " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن