الفصل العاشر

687 98 36
                                    

مع بداية هذا اليوم الغائم ؛ ومع أجوائه الخانقة التي تبعث الكآبة في النفوس ؛ جلس مع السيد يون على طاولة الاجتماعات في غرفة مكتبه
فتح امامه جميع المخططات التي سهر الليل بطوله لانهائها دون ان يترك النوم يتسلل الى جفونه المرهقة
تحاورا حول امور المشروع والمخطط الجاهز لبدأ التنفيذ ؛ ومع ساعات قليلة من العمل انتهى من حديثه ليتنهد بهدوء جاذباً انتباه السيد يون الذي بدأ الكلام بعدما رأى من انحيازه للصمت

السيد يون : ما بك بني ؛ يجدر بك ان تكون فخوراً فقد انهيت العمل بوقت قياسي وكل شيء انجزته على اتم وجه !

دونغهي : بالفعل انا فخور بنفسي وسعيد لانجازي ؛ لكن كما ترى فمع انتهاء العمل حان موعد انتهاء زيارتي لكم ؛ سأعود اليوم الى سيؤول اذا لم يكن لديك مانع جدي ..

كشر حاجبيه باعتراض : لازال من المبكر عليك الرحيل ؛ على الأقل انتظر حتى الغد فنحن لم نشبع من زيارتك القصيرة !

دونغهي : لقد مضت بضع أشهر منذ قدومي الى هنا وتركت والدتي وحيدة في المنزل وقد استنزف الشوق كل قدرتها على الصبر ؛ يجب ان اعود الى سؤول الليلة لذلك أردت تقديم مخططات المشروع كاملة لك قبل مغادرتي

حرك السيد يون رأسه بقلة حيلة قبل ان يهمس : مر الوقت سريعاً

تجنب النظر الى عينيه مباشرة وأردف : ماذا عن عرض الزواج الذي قدمته لك في بداية اقامتك في منزلنا ؛ هل فكرت بالأمر جيداً ؛ لعلك غيرت رأيك بعد ان تعرفت على يوري ..

كتم تنهيدة عالقة ما بين القلب والحنجرة ليهمس : أعتذر سيدي ولكن .. يبدو ان الأمور لن تجري كما تمنيت
لا أجد ان فارق العمر الذي يفصلنا يمكن تجاوزه بسهولة ؛ يوري فتاة لطيفة وطيبة من الداخل حتى لو ادعت الغرور واتبعت منهج الطيش
لكن .. على الرغم من كون رفقتها كانت مبهجة للقلب فلا أظن ان اي علاقة اكثر من الصداقة تناسبنا !

السيد يون بهدوء ووقار : انتما متناقضان ؛ ظروف منشئكما وحياتكما وحتى أفكاركما ؛ لكنني لازلت على ثقة ان هذا الاختلاف سيخلق التجاذب بينكما لا التنافر ، اقطاب المغناطيس تتنافر اذا تشابهت وتتجاذب اذا اختلفت وهذا حالكما ..
لكنني لن اكرِهك على ما لا تريده ؛ رغم انني على يقين انني لن اجد رجلاً اكثر منك حكمة وأفضل منك لرعايتها ..

دونغهي : تجاذبنا كحد السكين ، كلما تلامسنا كان هناك جرح جديد ..

السيد يون : عمق الجرح يشرح عمق الشعور ؛ الحب كأسلاك الكهرباء ، اذا ما لامستها لابد من ان تضربك بسوطها الكهربائي ، لكنه يضيء لك سراجاً من نور لتبصر طريقك في حلكة الظلام

" الطائر الحزين " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن