في الجنة كان للإنسان عدوٌ واحد,
شيطان
وفي الأرض تكاثر الإنسان فأصبح عدو نفسه!
هو رجل لم يختر أعداءه, كانوا جود الحياة
ولم يختر عائلته.. من منا فعل!
والأم كانت الحب..
التملك..
فطبيعة الذكر تميل نحو كل أنثى, والطفل يرتبط بأمه
الطفل يغار..
من الأب..
مقبول
من كل رجل..
جنون!!
وخالفت الأم التوقعات.. خالفت الآمال وأحضرت له أول أعدائه
ملس على رأسها ولم ينطق..
ظلت ملامحه غامضة وهو يستمع..
لأول الخبر
آخره ومنتصفه ومحتواه
هي حامل
وجه آخر في عائلته الصغيرة
عائلته الحقيقية
فبماضٍ ما كانت هناك شبه عائلة,
أجبروه على تقبلها
على الخضوع.. على الابتسامة لما لا يرضاه
وعلى تنفيذ أوامر رجل يكرهه
اللحظة الأجمل, اللحظة الأفضل, الحظة الأروع..
يوم خرج منتصراً من غرفة كارمن
يوم طرده مختار ليتخلص أخيراً من تلك العائلة حتى لو كان الثمن خذلان أتقنته
أمه!!
تنهد ليجذب رأسها نحو صدره ثم طبع فوق بندقها قبلة, رفعت عيناها نحوه:
مبسوط؟
أغمض عينيه لتخرج من بين شفتيه ابتسامة وتنهيدة دافئة:
أجمل عيلة!
حركت عينيها لا تفهم وودت أن تتحدث مجدداً ولكنه وضع إصبعه فوق فمها
ليهمس:
ما تسأليش!
تنهدت ولم تنطق..
لم تخبره أنها لا تود غيابه..
هل يجوز أن تأمره.. تتوسله.. تضغط بكل أسلحتها..
مباح كان أو غير مباح!
حركت شفتيها ومجدداً حرك أصبعه ليمنعها من الكلام
يعلم ما ستقول ولا ينوي تنفيذه, فق ا رر الرحيل الآن بات لازماً.. وطفله القادم
يحتاج حمايته ربما من قبل أن يولد..
وكارمن آخر من تبقى من إرث مختار,
حب..
جنون..
رغبة..
ثأر..
هوس..
وربما وحدة..
ولكن تظل هي كارمن صاحبة أكبر تهديد قد يهدم عالمه, ففي النهاية
رصاصتها قد مرت بقلب إيناس..
**********************
خلف بنايتها الصغيرة وفي ركن منزوٍ بعد ثلاث شوارع من جاليري لافييت كانت
هناك طاولة ومقعدان..
ورجل وفاتنة..
ضحية وجلاد..
وطبق شهي من حلوى البروفيترول
شهية وهشة وتذوب في الفم بقضمة واحدة!..
ارتدت ثوباً نبيذياً وتركت خصلاتها منسدلة تحت قرط متدلي من العقيق الحر,
جيدها شامخ دون رتوش وفوق شفتيها حمرة صارخة بنكهة الرمان.
أيهما الجلاد؟!
أيهما الضحية؟!
ماذا لو بدلنا الأدوار.. هل لدى الضحية اختيار
هل ستنحر جلادها..
أم أنها ببساطة اعتادته!!
من لم يختبر الوحدة لا يفهمها, أن تستيقظ صباحاً دون أحد.. أن تموت دون
أحد!
أن تقبع رغماً عنك في الذكريات لأنك ببساطة لا تمتلك غيرها, وفي النهاية
تمنحك سخرية الحياة جلاد ليهتم بك..
ابتعلت مشروبها جرعة واحدة ففهم أنها تود الرحيل, كان يرتشف قهوته
السوداء ببطء ويراقب زخات المطر تتلكأ فوق الزجاج وكأنها بدورها تتلصص
على حكاية..
يودها أن تكتمل كما رسم في مخيلته..
على امرأة
تقترب من الموت في شموخ غامض, كأنها لم تعد تخشى مواجهته..
باريس سهارنة كالعادة
قالها فجأة وكأنه يود أن يأخذها لحوار.. فمنذ هذا الصباح بمنزلها وتلك اللوحة
التي أصر على أن يلونها بريشته, وتلك النظرة التي تحدته بها ثم استقامت
لتكمل إفطارها وكأن شيئاً لم يكن, شعر أن هناك كارمن أخرى تختبيء خلف
ستار النكهة الحمرء اليائسة
كارمن لا يعرفها
وربما لا يود..
والبرقية!
تلك التي أرسلتها لحبيب سابق لم تخبره عنها ولم تبادر حتى بشبه ذكر لما
فعلت وقرر هو ألا يسأل.
فأياً كان ما تخطط له فالنهاية سيسطرها بيده كما قرر وبكل ثقة.
ابتسمت هي بعد وهلة لتقطع أفكاره:
عايزة أروح برج إيفل.
اندهش فرفع حاجبيه استنكاراً:
ليه؟
لم تجبه فقط استقامت وتركته ليدفع الحساب ويلحق بها..
كان الطقس بارداً بعض الشيء وعلى مقربة من البرج الشهير كان الوضع
المعتاد, بعض البائعين الأفارقة يعرضون منتجاتهم ثم يولون هروباً كلما ظهرت
صفارات الشرطة, صف طويل من السائحين نحو جولة ستمر بمصعدين نحو
قمة البرج الأشهر, وابتسامة من الحارس العربي المنشأ نحو امرأة ربما لا
تتكرر بعينه كثيراً..
في المساء الأضواء رائعة وربما الم ا رقبة من الأسفل أفضل ولكن فوق اختلاف..
هواء..
ملكها فقط هذا الهواء..
لم تكتفِ بمنتصف المسافة فهي أرادت القمة..
توجهت مسرعة نحو المصعد التالي ليقلها نحو القمة المستديرة والتي اكتظت
بعدد لا بأس به من السائحين مع مشروب الشامبانيا الشهير في ذكرى مميزة
فوق أجواء باريس
الهواء لفح بشرتها وارتدت جميع خصلاتها نحو الوراء, راحة ليس لها مثيل
وكأنها امتلكت الأرض والسماء وما بينهما في لحظة
سكون ممتع قطعه هو بهمس يود امتلاك:
أفهم سر الطلب الغريب؟
لم تستدر نحوه فقط جاوبت بهدوء:
اعتبره أحد أمنيات ما قبل الموت!
وبدت ساخرة.ز
وأصبح مغتاظاً...
جذبها ولكن برقة لتترك السياج الحديدي ثم اقترب منها محذراً:
أنا مش بحقق غير أمنية واحدة بس!
وحينها رفعت هي ذقنها شامخة لترمقه بنظرة شبه محتقرة قبل أن تردف بلسان
واثق:
وأنا اخترتك علشان كده.. بس المهم تقدر تحققها!
وتركته متبخترة..
ترقص شهر ا زد ويقف شهريار ساخطا تخطط شهرزاد ويكتب شهريار أمانيها كمنتصر
نسي شهريار أنها هي صاحبة الحكايا!
*******************
كيف يتم الأمر؟..
حقاً كيف يتم الأمر!
ركبتان مضمومتان, فم صغير بابتسامة مترددة, وقرصة فوق وجنة عروس..
كعك وعصير وأصوات عدة وهو بشكل ما يبدو مختلف..
الآن تدرك أن قميصه المفتوح الذي طالما كرهته فوق السروال القصير ومياة
البحر تبدو أفضل من مظهره الكلاسيكي ورزناته بالحديث وبجانبه أمه!
ومنذ دخلوا تحاشت هي النظر نحو أمه, بل تحاشت النظر نحو الجميع..
ولم يكونوا كُثُر..
فقط رجل أنيق هو خاله وام أ رة بشوشة الوجه قيل أنها زوجته وحمزه يناديها
بكل أريحية روكا!!
والجميع يتفحصونها..
ولمَ لا؟!
فهي ترتدي ثوب بوردات ملونة وتجلس كحمقاء في طلة عروس لا حول لها
ولا قوة..
وكرهت الثوب وعاندت أمها ورغم أنها وصية لمنصور بعدم الحداد بعد أربعين
يوماً, إلا أنها تكره هذا الثوب الربيعي وتلك الطلة الحمقاء التي جاءت بتعليمات
جارتها, وتحمد الله أنها غسلت وجهها قبل أن يأتوا ويشاهدوا تلك الكارثة!.
وفي عينيه بدت خرافية..
ثوب ربما لا يلائم ذوقه كثيراً ولكنه أهدى جسدها ملامح أنثى
"رغماً عنكِ هناك أنثى مختبئة في تفاصيلك يا ليلى حتى وان تمردتِ"
ومن وسط شرودها وأفكاره خرج صوت رقية مهللاً بطلب أرجفها:
تعالي اقعدي جنبنا يا عروسة!
عروس.. ومكان ما وسط تلك السيدة ووالدته!!
تقدمت بحذر وربما لأن تلك السيدة صغيرة الحجم كانت تتفحصها منذ دخلت
دون تعبير واضح!
وزاد ارتباكها وجلست بشبه الابتسامة, نعم تلك الابتسامة المترددة التي كانت
تكرهها! وصوته هو عاد من جديد..
يفرز قوانين بشكل ما بدت دون رادع..
يتحدث والجميع يستمع, موعد عقد القران بعد شهرين..
لا اعتراض..
وافقت الأم..
رأي العروس؟
صمتت..
السكوت علامة الرضا..
تلك العبارة هي السبب في مصائب العالم..
ربما السكوت علامة الغضب وربما التيه..
التردد..
الحيرة..
بل الرغبة في الخروج من تلك الدوامة, نحو القارب.. نحو البحر..
نحو روح منصور.
وفي ردة فعل غير متوقعة, وفجائية لها قبل الجميع
بكت!!
عبرتان.. ثلاثة.. عشرة ولا تستطيع التوقف..
فقد رأته هناك يبتسم.. يجلس جوار حمزه ويطمئنها ويوصيه عليها ويخط
تفاصيل زفافها ككل عروس.
ولحظة تلتها لحظة أخرى فجائية أيضاً ربما لصاحبتها نفسها, امتدت ذراع نبيىله
حول كتفها لتضمها إليها وتبتسم مطمئنة..
لا حديث.. لا حوار..
فقط ربتت فوق رأسها بحنان أمومي يشبهه ولتتدارك أمها الموقف بجملة
واضحة:
ليلى كانت مرتبطة بأبوها قوي.
ويهمهم الجميع:
الله يرحمه.
ويعود صوت رقية تحادثها أم ربما تتحدث عنها:
يا حبيبتي..
ثم..
تعالي..
وعناق آخر
الآن تفهم لما يحب حمزه العناق يبدو أنه أمر وراثي!
وعندما رفعت بصرها نحوه وجدته يبتسم وكأنه يقرأ أفكارها, بل تجرأ وهمس:
دوري!
وأهداها غمزة!
لتتورد وجنتها وتلمحه رقية فتبتسم معاندة وتضمها لها أكثر في استحواذ
أمومي تتقنه.
ووسط كل هذا يشرد حسن وي ا رقب أمومة وحنان زوجته مع الجميع سوى ابنه!!
وفرك حمزه كفيه بعد صمت درامي طويل:
نقرأ الفاتحة؟
وتم
وثاني خطوة,
خاتمي زواج..
وتلك مفاجأة آخرى!
نظرت نحوه لا تفهم ودفعتها رقية لتكون بجانبه..
فعلياً ملتصقة به واضطربت وابتعدت وجذب يدها بتحكم ذكوري فوق بنصرها
ثم دفع حلقته وأطال فارتجافها بشكل ما ممتعة..
وحان دورها..
الآن هي تمسك بيده وتضع بإصبعه حلقة..
قرب لم تكن تتصوره فقط قبل أسابيع عدة.. وحب كانت ترفضه, ورجل هو بعد
ستون يوماً زوجها!
وهمس:
مبروك..
ونظرت نحوه, كفتاة تود أن ترى الحب.. تختبره.. ترفضه وتقبله وتعاركه
ويهزمها أو تهزمه.
ولكن.. بشكل ما الأمر يختلف..
تشعر أنه ليست صاحبة قدرة ولا قرار..
وهذا خانق!!
رغم أنها تحبه.. تعشقه, ولا تود رجلاً غيره
هذا.. كله خانق.
******************
منذ راتها رأته
حمزه بشكل ما يعود والسبب تلك الفتاة..
هو مختلف معها
وكأنها في عينيه سعادة..
احتياج أكثر منه اشتياق
هو يحبها وبصدق..
ولكن هذا لم يمنعها أن تسأله وتلك المرة بحزم:
ليه مستعجل يا حمزه؟
أوقف السيارة ولم ينظر نحوها بل ظل صامتاً يراقب ظلام الطريق, كررت:
ليه يا حمزه؟
أغمض عينيه وبدا مستاءً:
علشان ليلى لازم ترجع شغلها على مركب باباها وهي مراتي!
وقبل أن تبادر بسؤال ثانٍ أزاد:
ما حدش هيقرب من مراتي ولا يضايقها.. غير كده هافضل خايف عليها..
وبنبرة لم يتوقعها عارضت الأم:
يا سلام!.. تقعد في البيت خالص وتفهموا بعض براحتكم.
وحينها استدار ولم يكن غاضباً بل ابتسم:
أنا حبيتها زي ما هي كده.. بعنادها وبشغلها على المركب, ووقفتها كل يوم
الصبح على مقدمته وعلى راسها أسوأ كاب ممكن تشوفيه في حياتك وشعرها
القصير بيعاندها وبرده بيطير..
أغيرها ليه!
ولم يلحظ أنه شرد بها أثناء حديثه وتحولت ابتسامته لشيء آخر يشبه شرود
عاشق حتى نغزته أمه في كتفه بغيظ:
اطلع يا روميو!!
ليضحك وتتمتم هي بهمس لم يسمعه واغتياظ أكبر ربما لأنها هي نفسها أحبت
ليلى.
***************
عادة كل شيء بثمن
ورغم أنها كانت تظن أنها بلا ثمن إلا أن قرار عتمان بزواجها من المشوه
أفهمها أنه قبض وأنها مجدداً غنيمته وبشكل آخر..
صرخة أمها بعد ضرب عتمان على يد صبري كانت ممتعة..
حتى أنها توجهت نحو دورة المياه لتغتسل برضى تام وكأنها فائزة..
وحتى عندما عاد صبري وفهمت من ولولة أمها على الباب ق ا رره المتفرد بالنفي
و رأس عتمان النازف خير دليل..
ساعة واحدة..
وكان قد رحل عتمان وأمها واخوتها عن الشاطيء بأكمله ولم تتأثر!
في البداية ظنت أنها راحلة معهم ولكن ما فعله صبري معها مجدداً أخبرها أنها
باقية كزوجة بكل الصلاحيات.
ولم تبالِ..
ليس هناك فرق عتمان من صبري من غيره
فالأمر مقزز في كل الحالات!
ولكن عزاءها تلك المرة أنها زوجة..
وكانت الأيام تمر متشابهة, تستيقظ في الصباح الباكر.. تعد الطعام والشاي
ويرحل نحو عمل تجهله ولكن بدا أنها تركة مغتصبة من عتمان..
ويعود مزمجراً ويتحدث مع أناس لا تعرفهم على الهاتف ويتناول عشاءه..
ويطلبها
تلبي ثم تنام..
ثم يوم آخر
وهكذا..
وكل هذا عندها كان سعادة
حياة والسلام!
ولكن الصفعة تقول.. كل شيء بثمن..
الفكرة جاءته بليلة مقمرة وأمام بحر ثائر..
الأمواج تضرب أفكاره واحدة تلو أخرى وكل ضربة تحمل اسم رجل واحد لا ينوي
انتقاماً سوى منه..
"حمزه"
سينتقم من حمزه ويعود ملكاً فوق رؤوس الجميع..
وسيعرفون بحق من هو صبري..
والآن هذا الكوخ الصغير وعاريته السمراء بالداخل لا يبدوا بشيء سيء على
الإطلاق, بل هم شرارة البداية.
العودة!
قالها هو..
من بين صفرة أسنانه وتبغ رديء الرائحة بدا وكأنه أهداه نشوة..
ضمها نحوه في تملك ما بعد العدوان ليتابع بفحيح مخيف عن مجهول لا
تفهمه:
أنا خدمتك يا حلوة وخلصتك من الراجل العجوز.
وحركت عينيها بارتباك.. فتابع وقد ضاقت عيناه هو بتوحش:
دورك جاي وهتردي الجميل!.
وحينها لا تعلم لما ابتعدت عنه,
انتفضت جاذبة قطعة مهترئة من الملابس وقلبها ينبئها بخطر..
بدور جديد لا يحمل ترف مجرد زوجة حتى ولو بالية.
*************
وفي مكان آخر وعلى فراش وردي يشبه وجنتيها أمسكت الهاتف غاضبة, ألم
تحذره من تلك الرسائل..
الكلمات..
عن الحب.. وعن اشتياقه
زفرت وكتبت بتلعثم بعد ثلاث رسائل..
"وحشتيني"
و..
"ما ينفعش تكوني حلوة كده"
والأسوء هي الأخيرة..
"غير في بيتي"
ولم تكتب..
لن تكتب..
بل هاتفته, وكانت قاسية.. معترضة.. ومتمردة!
حمزه.. قلت لك ما بحبش الكلام ده!!
وضحك ثم أخفض صوته هامساً:
أنا هسافر بكرة.. مش هتحني عليا بالكلام يا كابتن ليلى؟
ضمت حاجبيها معاندة:
لأ يا كابتن حمزه!
وفجأة صمت, غاب فأقلقها وقبل أن تناديه جاء بجواب أسوأ:
ما فيش خروج وأنا مسافر يا ليلى!
وخرجت منها عفوية ورغم صرامته لم تغضبه:
نعم!
رد بهدوء أكبر:
ما فيش خروج من البيت وأنا مش موجود يا ليلى.
وكان يضغط على كل حرف وكأنه يحتاج توكيداً, ورفضت كما توقع:
لا طبعاً.. يعني إيه ما فيش خروج!!.. هو أنت فاكر إيه يا حمزه.. غلطة مني
وتحكمات منك!
وحينها غضب..
وتحول الهمس لزعيق..
وحتماً ستسمعه نبيلة..
مخك ده متركب إزاي!!.. ما فيش خروج لوحدك وأنتِ فاهمة ليه, ولو خرجتِ
يا ليلى حتشوفي مني وش ما تعرفيهوش وهاجي أكتب كتابك بكرة وأخدك غصب
عنك!
ولم تحتمل أكثر..
أول عراك وجاء مبكراً جداً!
سلام يا حمزه
وكانت مستاءة وغاضبة منه
ومرة أخرى اختفى قبل أن يأتيها جوابه ساخراً
اسمها حاضر يا سي "حمزه"
وفتحت فاهها لا تصدق, الآن سي "حمزه"
يا سلام!
قالتها بتنمر ليضحك هو بمكر:
وأصحى كل يوم الصبح ألاقيكي لابسة أمينة وتقوليلي الفطار جاهز يا سي
حمزه
ولم تمنع نفسها من الضحك حتى أنها لم تجبه فشاكسها:
بتضحكي!.. طيب وكمان لما أرجع بالليل..
قاطعته هي متهكمة:
تلاقيني لابسة أمينة وبقولك العشا جاهز يا سي السيد..
ضيق عينيه متوعداً:
اسمها سي حمزه!..
ثم ضيقها أكثر وتلك المرة بخبث مقصود:
وتكوني لابسة مارلين مونرو!!
لم تتوقع.. فاجآها من جديد وبوقاحة لتصرخ معاتبة بقسوة:
حمزه قلت لك..
وقاطعها هو بصوت أبح.. أُجهد من معاندتها بحق:
ما فيش خروج.. ما تتعبيش قلبي يا ليلى..
وتنهدت حينها بحرارة خرجت منها رغماً عنها,
تنهيدة تلاها رضوخ..
كحال كل أنثى..
حاضر يا حمزه..
**************
أنت تقرأ
صمت الجياد بقلم /مروه جمال
Любовные романыسلسله عشق الجياد (همس الجياد الجزء الثاني ) تنبيه هام كل الروايات اللي علي صفحتي مش انا اللي كاتباها انا بس عجبتني الروايه و بحثت عنها ملقيتهاش علي واتباد فضيفتها عندي و اسم كل كاتبه لكل روايه موجود مع اسم الروايه
