《٩》استحضار لروح الماضي

17 6 4
                                    


تلك الفتاة...

انها غريبة جدا ، تبدو مختلة ، احيانا منزعجة ، احيانا فرحة ، احيانا تضحك وبذات الوقت تبكي ، لكنها وبجميع احوالها لطيفة ، وجميلة

رغم ان اللقاء الاول بيننا كان غريبا ، بمنتصف الليل عندما هاجتمها القطة تلك ، كانت تبدو خائفة مني جدا وكأنها تقف امام وحش ما او حاصد الارواح

تساءلت حينها ، هل ابدو مريعا حقا في الليل؟.
كان ذلك بنفس اليوم الذي انفصلت فيه عن ميران.

انا حقا اخجل من تسمية ذلك انفصال ، نحن لم نتواعد بالاساس ، كل مافي الامر انها التصقت بي
حتى بالرغم من ان هنالك من يحبها ومستعد للتضحية من اجلها

على كل ، اتمنى لها حياة جيدة معه

لكن ماذا بالنسبة لي انا ؟ اشعر بالوحدة كثيرا
لا يوجد من يهتم بي او يهتم كيف اقضي يومي

اصبحت اسكن وحيدا بعيدا عن عائلتي ومعتزلا عن الجيمع ، في شارع هادئ مظلم لا يسمع به شيء غير نسيم الهواء

حاولت تجديد ذاتي ، ربما هنالك مشكلة بي تجعلني مختلفا هذه الايام ، اشعر بالنقص الشديد ، وكأن هنالك شيء ما كان يكمل ايامي ولكنه الان قد اختفى ، اندثر مع الماضي ، الماضي الذي اشعر بأنني لم اعشه ، فقد سمعته من والدتي

تسائلت ، هل من الطبيعي ان انسى اغلب الاشياء عن ماضيي ، انا بالفعل لا اذكر شيئا ، طفولتي ، وكأنني ولدت مراهقا ، لا اذكر شيئا سوى عندما رأيت امي تشتم بفتاة ما وتبكي على والدي

قال والدي انه قد شل بفعل ضربة فتاة ما على ظهره ورأسه ، هو لم يستطع الحركة ، لكنه يستطيع الكلام

وانها كانت صديقتي المقربة عند الطفولة لكنها كانت خبيثة ومشاغبة لأبعد الحدود وكانت تكرهني

كانت تكره كيف انني املك والدا وهي يتيمة منذ الولادة لذلك حاولت تيتيمي ، لكنها شلت حركة والدي بالفعل!

كرهتها وحقدت عليها ، هي سبب في انعدام قدرة والدي على الحركة اليوم.

لقد سمعت معلومات من والدي انها تعمل بشركة ما
اراد مني ان اخذ ثأره منها
ان انتقم له!

لقد رسخ تلك الفكرة ببالي وجعلني اتعايش معها ، لكن المشكلة...

لا اعلم الى الان ، جل ما اعلمه انني يجب ان انتقم منها ، هي يجب ان تعاقب ، على الاقل تسجن وتعترف بفعلتها للقانون ويأخذ والدي حقه منها

كأن شيئا لم يكُنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن