《٦》ساكن المكاتب

13 7 2
                                    

ومالنعيم إلا تجسيد لمحياك
لتأملك وملقاك
وربما إرتشاف الحميم لمسراك

...

صمتت ميونغ تنظر لما يفعله تايهيونغ بتركيز
كل حركة يصنعها تحت عينيها تدرس عليها ابحاثا عدة ، فقط لتفهم لغزه

بعد ان حضر جوا رومانسيا في ذلك القبو المظلم
رائحه زهور الجوري تنتشر بدل رائحة الملفات المهترئة القديمة ، والشموع كانت المؤنس لهما في ظلمتهما ، او لنقل في ظلمتهم

حك تايهيونغ فروة رأسه حائرا
"لم لم يظهر بعد ؟ هل نسيت شيئا يا ترى؟"
تأوه بعد ذلك بتذمر يبعثر شعره ويتأفأف

"مالخطب الان"
تسائلت بضجر بينما تمضغ علكتها الزهرية مظهرة اصوات تثير الاشمئزاز

"كان يجب ان احضر كتابه المفضل"
نطق بوهن ينظر للشمعه الرفيعه امامه

"هل تعمل طقوسا لإحضار الجن والاشباح؟"
سألته بإستهزاء رغم ان هنالك شيء ما بداخلها يجعلها تخاف قليلا

التفت تايهيونغ لخلفه وراح يبعثر الملفات ينبش بها عن ما يبحث عسى ولعل ان يجد ما يصبو اليه هنا

حمل بعد ذلك كتابا قد تآكلت صفحاته من فرط قدمه ، نفض الغبار عنه ليقرأ العنوان ثم بدأ يصدح بصوته العميق الرزين

《عند الخامسة فجر عشية الميلاد
حيث ترنيمات الكنائس تصدح في الارجاء
مضفية طابعا دافئا لبرد الشتاء القارس
يتمشى السكان في الشوارع ، تملأ البيوت بالبركات من الرب وتنزل على الارض الخيرات

مع انه كان الفجر بالفعل ، إلا ان العديد من الناس قد كانوا خارجين من بيوتهم يملؤون شوارع سيول بإزدحامات المرور البشري

كنت انا في هذه الغرفة المظلمة ، مع كتبي واقلامي ، لم اجد انيسا افضل منهم لأبتدأ السنه الجديد معه ، كان الجميع مهتم ببعضهم

لكن ، الم اكن انا جزء من الجميع ؟
الا انتمي الى هنا حقا ؟

تلك الاجواء التي كنت احبها ، قد اعدموها وحولوها للكره ، وخصوصا غرفة كتابتي ، انا هنا في سنه ١٩٥٠ قد رميت نفسي وحبستها في هذه الغرفة ، انتظر من يحيي ذكراي

فقط اثنان ليحييان ذكراي حتى اعود لعالمي
لم اعرف كيف استخدمت القلم ، انا لا اعلم كيف بقيت حيا ، لقد رأيت قطعه زجاج عاكس امامي
لكنها كانت تظهر ما خلفي ، المرآة تلك لم تكن تعكس صورتي

كأن شيئا لم يكُنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن