《٢٠》رحبي بجارك النبيل

15 6 3
                                    

"كأسا آخر؟"
كان فاتر الوجه يتكلم مع خالية المشاعر التائهة بقربه بهدوء

لم يحدث كلامه ادنى تغيرا في تعابير وجهها المتشنجة ، استلت القارورة بنفسها وقامت بإحتضان مقدمتها بشفتاها الرطبتان

لا تعي ما تفعل ، وإتخذت الكحول مؤنسا لها

ولم يكن ذلك الصديق سوى دخيل على اجواءها وخصامها مع النسيان

جلس قربها بهدوء وهي لم تولي له اية اهتمام ، مفرغة عقلها لما يزدحم بداخله لا غير

كان يشاهدها عالما بحالتها الصعبة بهذا اليوم الشاق والمزعج

ولو كانت الحياة ككتاب ، لكانت قد مزقت جميع اوراق الماضي لتبقى حرة دون قيوده الحديدة التي تمنعها من إتخاذ خطوة نحو المستقبل المجهول.

لم يشأ ان يزعجها فجلس متأملا فقط!

عندما لم يأته النوم ورأسه يؤلمه بسبب تلك السيدتان العنيفتان اللتان نتفتا شعره و اشعلتا شجارا داميا ثم رحلتا بعد توعد دامي.

لحسن الحظ ان والدته لم تكن موجودة ، لكانت شاركت بالمعركة دون ان تعلم اين الطرف الحق حتى وبحماس ايضا!

اخترقت ضحكة معالم وجهها الشاحب فجأة؛
استغرب يونغي وضعها لكنه استمر متخذا الصمت رداءا ليخفي كل مافيه من فضول ومعرفة

صوت ضحكاتها بدأ يتعالى وقد جزم ذلك المتسائل ان السبب هو الكحول التي افرطت بشربها

"ميونغ ، لقد شربت خمس زجاجات!"
تحدث بقلق امام مشوشة العقل هناك

كانت الساعة قد قاربت على الحادية عشر مساءا
والحانة القريبة من الحي تكاد تغلق ولم يتبق فيها سوى القليل من الزبائن واغلبهم ملمين على الرحيل!

نظرته بتساؤل بينما ذات الابتسامة الوديعة تتخذ طريقا بوجهها حتى وجنتاها المحمرتان ، عيناها المغمضتان على النصف كانتا تغدقان ملحا بذات الوقت.

بدا شكلها كاسرا للقلب بقوة حتى بالنسبة لذاك عديم الشعور ، او هذا ما يظنه الناس عنه.

جعد مابين ناصيتيه بأسف نحوها ثم استقام ليمسك بمعصمها بينما يقول
"هيا لنذهب الى المنزل ، لقد شربت الكثير ورأسك سيؤلمك صباحا ان بقيت على هذا الحال"
حاول رفعها من على المقعد لكنها أبت وتمردت بينما تدفعه وتجر معصمها بوهن من قيود يده الضخمة

تحدثت بغضب تخاطبه بينما وجهها قد اتخذ تعبيرا بالشؤم
"هذا لا يعنيك ، وما شأنك بي؟
اتركني هنا فهذه الجميلة هي الوحيدة التي ستسمعني

كأن شيئا لم يكُنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن