《٢》تراقب بصمت

45 10 18
                                    

يسود عيناي الشوق ولرؤياك الحميم يغدقني
لم اعلم ان لقياك املا يمكن ان يندثر او يغرقني

....

في تلك اللحظة لم اعلم مالذي علي قوله

أأصمت فقط واذهب لشقتي ، بعيدا عن مواجهته ؟

ام اتكلم معه وكأن شيئا لم يكن ، متخذة دور الجارة المخبولة غريبة الاطوار
حسنا ، بكلتا الطريقتين اللتان قد فكرت بهما انا سأكون غريبة اطوار بباصره

تحدث هو بعد صمت وثلوج
"من....من اين خرجت؟"

وصمت انا كجواب ، استيطع وصف هيامي لك بشتى معاجم العالم ، لكنني لا استطيع قول كلمة ما امامك
ذلك لأن لدي رهاب

رهاب المواجهة

تلعثمت بكلامي عدة مرات بينما اغطي كتفي العاري
"لقد... لقد ك-كنت ارمي القمامة لكن القطة قد هجمت علي"

صوب بصره نحو كتفي الذي احاول ستره من عينه
ظهر منه ما يجب الا يظهر

توجهت نحو المبنى المقابل ، الذي اقطن فيه
مسرعه بخطواتي كي لا اسمع اي كلمة اخرى منه

تاركة اياه غارقا في بحر من الحيرة حيالي
آسفة يا ضيائي ، افعل ذلك لمصلحتك
فأنا كنت كالجدار لم يهتم بي احد ، ولن يفعل احد

وربما حتى انت !
لكن ذلك لمصلحتك ، لمصلحتك ، ومصلحة الجميع

توجهت لشقتي بسرعه حتى كدت اتعثر واسقط من الدرج ، ما ان وصلت اغلقت الباب بتلبك بينما الهث بشدة ، توجهت بساقاي نحو الشرفه لأجده هناك
لا يزال واقفا كالرجل الجليدي

رفع رأسه نحو موقعي ، هذه المرة انا لم اغلق الضوء الخاص بغرفتي ، ليظهر له ظلي خلف الستارة

لقد كشفت نفسي هذه المرة
علي عدم الظهور امامه ابدا

فماذا لو اكتشف من انا ؟
وما فعلت به سابقا

رميت بنفسي على السرير افكر لو لم يحدث ما حدث بالماضي ، لكنت التقيتك بأفضل الظروف
وكنا احببنا بعضنا كالعشاق المعتادون
دون ماض سيء ، دون حواجز ضخمة عالقة بيننا تأبى التزحزح ومبارحة مكانها العتيق

اتذكر ما حدث بالماضي قبل خمس عشرة سنه
لكن تاثيره علي وكأنه حدث البارحة

رفعت انظاري حيث السقف بينما استلقي على ظهري مستعيدة جميع تلك الذكريات البائسة

كأن شيئا لم يكُنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن