《٣》في القبو

25 7 15
                                    

نائمة بين احضانه ، تحدق بملامحه الصافية
لا تصدق انها بقيت حيه لتشاهد هذه اللحظة ، تشاهد وجهه النائم عن قرب ، كأن الحياة اهدتها حياة اخرى

هدية لصبرها وتحملها من اجله !

تسللت يداها لتداعب وجنته الطرية ، تلمست نعومة خصلات شعره ، وجهه كالملاك النائم
او كالاطفال الذين لا يفقهون شيئا في هذه الحياة

قهقهت بخفة قرب وجهه ، قلبها الان ليس معها

اقترب وجهها قليلا نحو وجهه ، حيث شفاهه الرقيقة
مطت بشفتاها واغمضت عيناها بهدف تقبيله قلبه الصباح

لكن شيء ما عكر صفو حلمها الوردي
رن المنبه بترنيمة صاخبة لتعلن صباح يوم فعلي
غير ذلك الصباح في حلمها
كانت شفتاها لا تزال ممدودة للأمام بشكل مضحك
ترفض الاستيقاظ من ذلك الحلم الجميل
كان املا لها لتكمل حياتها على الاقل

اصدرت اصواتا غريبة بينما تتقلب بجسدها على السرير ، كفاها يدعكان جفنيها اللذان يرفضان الافتراق ، معلنان عن حب يتسمى بعناق شديد

فتحت عيناها بصعوبة تنظر حولها ، لا تصدق ان تلك المشاعر التي احستها بلحظة كانت مجرد وهم
كانت حلم فقط لاغير

تذمرت بأصوات مضحكة اطلقتها حنجرتها ، طرقت على السرير بقدماها بعنف تأبى الانصياع لهذا القانون المتكرر ، الاستيقاظ كل صباح دون هدف ، سوى رؤيته

غزت ابتسامة بلهاء تعابير وجهها عند استرجاعها لتفاصيل وتقاسيم وجهه عند حلمها ، لكنها تجهمت مرة اخرى عند استرجاعها لليلة البارحة ، حيث رآها

لا تعرف كيف تظهر امامه ، كما تظن ، لا يمكن لشيطان مثلها ان يظهر لملاك مثله

هذا غير مألوف ، وهل سيتذكرها بالاساس ؟

ماذا لو ظهرت له واسترجع ذكرياتهما معا ؟

ماذا ستكون ردة فعله

تحاول الخروج من هذه الدوامة اللانهائية من الافكار السوداوية من خلال التملص من السرير ، الامر صعب بالشتاء ، حيث دفؤه الذي يحويك يغنيك عن العالم بأسره

تدحرجت حتى سقطت على الارض ، امسكت برأسها تتأوه ثم قامت حيث النافذة ، عسى ولعل ان يكون وجهه هو اول ما سيستقبله ناظريها في هذا الصباح

فرقت بين الستارتين بحذر ، تنظر بتركيز كالقناص نحو هدفه

فقدت الامل للحظة عندما لم تر جسده هناك او حتى ظله

كأن شيئا لم يكُنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن