《٢٥》مقتحم

19 3 3
                                    

صوت طرق خفيف على الباب الساعة الرابعة صباحا

يطرق ويطرق ، وصوت الرعد يطرق أيضا

تنهد امام الباب ، أمعن النظر بلوحة المفاتيح التي تلتصق بالجدار عند عتبة الباب

رفع اصبعه الصلب النحيل ليضغط أزرار الارقام الحمراء تلك ، على كل ، فهو يعلم كلمة السر سلفا.

صدر صوت من الآلة دلالة على قبول كلمة المرور ، اعاد يده إلى جيب بيجامة نومه ليزم شفتاه متوترا

إبتلع ريقه عاكفا حاجبيه ، يحاول إستراداد ذاتيته
وألإمتناع عن ذلك ، فهذا يعتبر إعتداء.

سحب أنفاسا عميقة هادفا تنظيم مجرى تنفسه المضطرب ، خطى بيسرى قدمه ليعتب تلك الشقة المظلمة

دخل بخفي منزله وأخرج مصباحا يدويا ليرى بتلك العتمة

ركز مسامعه مبعدا التمركز عن صوت الرعد القوي
ليستمع إلى ما بداخل الشقة ، إن كانت مستيقظة بوقت كذلك أم لا.

توجه بخطوات خفيفة كالشبح نحو الدرج الذي سكن بغرفة معيشتها ، يوجه المصباح الخفيف إلى الأمام كي لا يصطدم بشيء يعرقل طريقه ويصدر ضجيجا قد يؤدي إلى إستيقاظها وكشف أمره

فتح ذلك الدرج على مهل بينما يعض شفتيه بعنف ، وجه بصره نحو ذلك الباب الذي ركن امامه خوفا من أن تأتي او تستيقظ بوقت كهذا

اعاد بصره لما يحتويه الدرج ، تنهد بهدوء ليمد كفته بداخل ذلك الدرج ويستل ذلك الكتاب الضخم الثقيل

حمله بعناية وضمه لصدره بحذر ، ثم إلتفت بجسده نحو طريق العودة من ذلك الظلام الكفيف

خرج بسرعة هاربا قبل أن يفتضح أمره ، بذلك الجو العاصف حيث قرر أن يكتشف الحقائق دون الإعتماد على أية معلومة قد افاده بها أحد ، لا والديه ، ولا حتى ميونغ

هو سيكتشف ذلك بمفرده.

دخل شقته لاهثا ، فتح ضوء غرفته ورمى تلك المذكرات على السرير

تخصر بيديه ورفع صدره ، جر انفاسا باهتة وإرتمى هو ايضا بجانب الكتاب

اغمض عينيه سامحا لجدسه بالاسترخاء والارتياح

لم يجهد نفسه جسديا ، بل عقليا ونفسيا ، هو قد فكر كثيرا ليخطو بتلك الخطوة التي قد وجدها متهورة جدا لشخص عاقل مثله

•••

"ميونغ ، حل الصباح"
صوت والدتها غنى قرب جسدها الساكن

كأن شيئا لم يكُنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن