عندما تسألنُي عن أمنياتي ، كُن واثقاً
أن قُربكَ أولها
.
.
.
في صباح يومٍ مشمسٍ ، خرجت من منزلها
مسرعة وهي تتكلم معَ أمها ، التي كانت توصيها
قبلَ عودتها أن تمر ، على جارتها أم احمد
وتُعلمها بزيارتها ،
هتفت لها وهي تسرع في مشيتها قبل
أن تتأخر "حسناً ، سوفُ اخبرها ، الى اللقاء"
اما والدتها فلوحت بالمقابل ترد ،
"في أمان الله ، يا ابنتي"
كُل هذا امامه وهو لايزال في شرفته ، منذُ
الامس ، راقبها وهي ترحل عن ناظريهِ ،
مسحَ جانب وجهه وهو يدخل ، ليغير
ملابسه ويخرج ، فهو افتتح قبلَ اسبوعين
ورشة للحدادة ، لتكون قريبة من منزلهِ
على بُعد شارعين ،
.
.
.
خرجت من عملها بينما تلوح للأطفال ،ظهراً
بأتجاه جارتهم قبل أن تعود للمنزل ، قرعت الجرس
وما هي لحظات ، حتى فُتح الباب من قِبل ،
أبنها أحمد ، شاب أكبر منها بسنتين ، معجب بها
لكن فقط ينتظر والدته ، أن تذهب أليهم لتطلب
له يدها ، أما هي فلاحظت نظرات الاعجاب ،
ولكن لم تهتم ، فهي تعتبره جارها ومثل الاخ ، لا
اكثر ولا اقل ،
"السلام عليكم ، هل السيدة عطية موجودة"
فأجابها بأبتسامة واسعة "وعليكم السلام ، نعم
موجودة ، تفضلي بالدخول"
فأردفت بنفي"شكراً ، ولكن أخبرها أن والدتي سوف
تمُر عليها مساءاً ، الى اللقاء"
ورحلت بعدما ألقت السلام ، فظلَ ينظر أليها
ثم أغلق الباب.
.
.
.
اثناء عودتها لمحت جارها الجديد امام تلك
الورشة ، يعمل فأقتربت قليلاً وهي تلقي السلام
بأبتسامة هادئة"السلام عليكم ، هل انتَ صاحب
هذه الورشة ، فلم ارها قبل ذلك اثناء مروري من
هذا الشارع "
فتركَ ما بيده ما أن سمع صوت انثوي رقيق خلفه
ألتفت أليها ليراها تقف بأبتسامتها وهي تنتظره أن
يجيبها فأردف "وعليكم ، كانت مغلقة ، وفتحتها
اليوم"فأومئت له بتفهم ، بعد ذلك
ودعته كانت سوف تتحرك ولكن رأت والدها يقف
على بُعد خطوات ، فتصنمت داخلها من نظراته التي
تجدحها من بعيد ثمَ تحرك ليكمل طريقه الى المنزل ، تنهدت بأرهاق من هذا الوضع ثم تحركت ،
بينما هو أيضاً قد راقب نظرات ذلك الرجل لها ،
ولم يعلم من هو ، عادَ الى عمله ، ولم يبقى
الكثير على اغلاقهِ للورشة ،
.
.
.دخلت الى المنزل بخوف داخلي ، ألقت السلام على
والدتها ولم ترى والدها بالصالة ربما في غرفته ،
توجهت الى غرفتها ، لتغير ملابسها ، وتؤدي فرضها
بعدما انتهت من كُل هذا ، انظمت أليهم الى مائدة
الطعام ، اخذت مقعدها لتسكب في صحنها القليل
كانت الملعقة سوف تقترب من فمها ، لو لم يخرج
صوت والدها بنبرة حادة ،
"من هذا الذي كنتي تقفين معه في وسط الطريق"
نظرت قليلاً بأتجاه والدتها ، ثمَ أجابته ،
بصوت خافت "أنه جارنا الجديد ، يسكُن بالمنزل الذي أمامنا "
فأردفَ بقسوة"وكيف تقفين أمام المارة هكذا ،
تضحكين مع رجل غريب ، هل هذهِ تربيتكِ "
فلم تتحمل هذا الاتهام ، والدمع بدأ ،
بالترقرق ، انسحبت الى غرفتها بسرعة من دون
أن تسمع صراخهِ وهو يناديها ،
اغلقت الباب بأحكام ، واتجهت على سريرها
وهي تكتم شهقاتها بوسادتها التي شهدت ،
على الكثير فيما مضى ،
بينما تسمع صوت والدتها وهي تحاول تهدئته
.
.
بعد ساعة كانت جالسة بدل استلقائها ، وعيناها
وأنفها محمران من البكاء ، خرجت من شرودها
على طرق الباب ، ولم يكن غير صوت والدتها
التي تحثها بالخروج ، استقامت لكي ،
تفتح لها ثم تعود للجلوس على سريرها ، دخلت
الام ورائها وهي ترى حالتها تنهدت ،
ثم اخذت مكاناَ على حافة السرير ، وقالت
بنبرة حنونة"ماذا حدث ، والدكي خرجَ غاضب من
المنزل ، ولا يريد اخباري" فأجابتها بأنهيار وهي
على حافة البكاء ،
"لم افعل شيئاً يمسُ سمعتهِ ، أنا فقط ألقيتُ
السلام عليه ، وفي تلك اللحظة رأنا والدي ،
ما الشيء الكبير الذي جعله يغضب بهذا الشكل ،
لقد تعبتُ من معاملته الجافة لي ، لم اعد اتحمل ، ،
أخي مات ، وقد دفعتُ ثمن ذلك من رحيله
الطويل ، هل يعتقد أنه ابنه وحده ،
لقد كان أخي كذلك ، أخي يا أمي ، أنا ايضاً قلبي مكسور على غيابه ، لما لا يداري مشاعري ،
لما!!!!!"
انهت كلامها وهي تنفجر بالبكاء ، بينما والدتها
التي كانت تبكي على فراق فلذة قلبها ، وعلى
حالتها ، اخذتها بأحضانها ، وهي تطبطب عليها
اما هي فمازالت تبكي على هذا الجرح ،
الذي لم ولن يُشفى .
.
.
.
جالس في شرفتهِ ، يتأمل شباك نافذتها المفتوح
وهو يسمع شهقات بكاها العالي الذي وصل أليه
صوت بكائها قد مسَ قلبه ، بينما يفكر ،
أن خلف هذا الوجه البرئ الهادئ ، حزن عميق
وهو الذي كان يرى في الايام الماضية ابتسامتها
التي تلقيها عليه ، في كل سلام ،
تنهد ثمَ همسَ بأتجاه نافذتها ، وكأنها امامه ،
"ماذا فعلوا بروحكِ ، يا روح "
.
.
.
مساءاً
أنت تقرأ
✔️ ||مآلذي بكِ لا يُعشق ||
Romance•أحبكِ وأعلمُ جيداً بأنَ ألحبَ لغيركِ مُحرم ، أحبكِ وأوقنْ أن الله أوجدكي بِصَدري ، لأفرح ولأتجاوز ألسماءِ مُحلقاً نحوكِ دون عودة أرتجيها . •وهل يَتسع صدرك لأحاديثي ألمملة ، هل يتسع حضنكِ لحُزني ، وقلبكِ للوقوع ب غرام شخص بائس مثلي. ...