-الفصل الخامس والعشرون

311 15 0
                                    

أراكَ طِفلي عِندَ ألحب ، وَأبي عِندَ ضُعفي ،
وَأخي عِندَ شِجاري بِمزاح ،
وكُل البَشر عِندما أشعر بِأني وَحيدة ،
لذلك أحبكَ جداً ؛
.
.
.

تجلس بجانبه على الاريكة وأمامهما لمياء
تطعم خالد ، لكزته من مرفقه كي يتحدث
لينظر لها وهو يرفع حاجبه ، فأدارت عينيها
بسببه ثمَ وجهت انظارها لها وهي تردف ،
"أعطيني خالد قليلاُ ، أنا سأطعمه ، ومنه نلعب
قليلاً معَ بعضنا ، أليس كذلك أيها الوسيم"

أنهت جملتها وهي تحمله لتخرج من الصالة
بأتجاه الحديقة الخلفية ،عمَ الهدوء بأرجاء
الصالة ، نظرَ لها قليلاً كانت تقلب بالقنوات
بينما تقضم شفتاها من الوضع الذي أصبحَ
بينهما ، ليحمحم قبل أن يتحدث بنبرة حاولَ

أخراجها طبيعية"كيفَ حالكي اليوم"ليصفع
نفسه داخلياً على هذا السؤال الغبي ، كيف
يبدأ كلامه ، تركت جهاز التحكم لتعتدل بجلستها
أمامه ، ثمَ أردفت بجدية"أنا لا أبين هذا كثيراً
ولكن داخلي يرتعب أن حدث لكَ شيء ،
لذلك لا تسألني عن حالي أبداً ، صحيح
مشاعري لن تهمك ، وستبقى غاضب مني
ربما شهور أو سنوات ، لكن فل تعلم أن هناك
شخصاً يخاف عليك بقدر خوف زوجتك وربما
أكثر ، وسيبقى في داخلي ذلك الامل الذي
يجعلني أنتظر نظرة مسامحة منك ، ونعود
كما كنا"

نظر لها ولدمعتها التي تأبى الخروج ، ليتنفس
بعمق قبل أن يجيبها بأرتباك"لاداعي للانتظار"
عقدت حاجبيها قليلاً بعدم فهم ، ثوان حتى
أرختهم عندما فهمت مغزى كلامه ، لتتحدث
بنبرة أمل وهي تتسائل"ماذا تقصد"

تجنبَ نظراتها ليردف بجدية يغلفها التوتر
"مثلما فهمتيها"توسعت أبتسامتها بفرحة
فأستقامت لتتجه له وهي تعانقه بمحاوطة
عنقه ، بينما تركت لدموعها بتسرب ، لم يبادلها
بالبداية ولكنه حركَ يداه ببطء قبل أن يحاوطها.

دخلت روح بهذه اللحظة وهي تحمل خالد
لتبتسم بفرح عندما عرفت بمصالحتهما ،
فأبتعدا عن بعضهما بينما أخذت تجفف دموعها
وهي تتحدث"ماذا تريد أن تأكل على الغداء ،
أتعرف سأطهو لكَ وجبتكَ المفضلة ، فأنتَ
تحبها كثيراً"أنهت جملتها وهي تدخل المطبخ.

أقتربت الاخرى وهي تجلس بجانبه بينما
تنظر بأتجاهها ، لتردف بأبتسامة"أنظر لها
كيف أصبحت سعيدة ، خيراً ما فعلت المهم
أنكَ سامحتها من قلبك"

ألتفتَ برأسه لها وهو يجيبها"لم أكن غاضب
منها لأسامحها ، كنتُ فقط أُعلمها كيف تثق
بي مجدداً ، لا أكثر"أبتسمت له وعلى طيبة
قلبه ، كانت تعرف بذلك ، هي لم ترى نظرات
الكره أو الغضب ، سوى الحنين ، كانت تراقب
نظراته التي كانَ يسترقها بأتجاه شقيقته ،
فقد كانت ترى الاشتياق والالم بنفس الوقت.

 ✔️ ||مآلذي بكِ لا يُعشق ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن