-الفصل الثلاثون والاخير

638 24 14
                                    

سَنشيخُ مَعاً يَا حَبِيبتي ،
وَلن يَأكُل ألغِيابُ حِكاياتُنا ؛
.
.
.

~بعدَ مرور ثلاث سنوات~

أنهت ماكانت تكتبهُ ، لتترك الطبشور وتستدير
أليهم ، أردفت بأبتسامة لطيفة"حسناً يا أطفال
ما أسم الحرف الذي يأتي بعد حرف الباء"

أشارت للذلك الذي كان يرفع يده ليتحدث
بنبرتهِ الطفولية"حرفُ التاء"صفقت له بأبتسامة
وهي ترد"أحسنتَ يا غيث ، يمكنكَ الجلوس"
عادت لللوح الكتابة تأشر على الحرف ، لتسمع
بعضٌ مِن الهمسات ورائها ، ألتفتت بأتجاه الصوت.

لتتنهد بيأس عندما عرفت مصدره ، سوفَ يُجننها هذا الطفل يوماً ، كانَ يلعب مع زميله بينما يُلقي
بعضاً من الورق بأتجاه البقية ، بشعر أسود مموج وعينان بلون البندق ، يبلغ الثالث من عمره.

لتتحدث بحزم"زيد ، تعال هُنا"خبئَ الورق خلفه
بسرعة بينما يجيبها ببرائة كأنه لم يفعل شيئاً
"نعم أنسة"أردفت بنظرة تحذير"أقول فلتقف
وتأتي هنا"أشارت بجانب لوح الكتابة ، ليعبس
بظرافة وهو يستقيم ليتحرك بأتجاهها.

عقدت يداها أمامها بينما تردف بنبرة جدية ،
"ستبقى واقفٌ هنا الى أن ينتهي الدرس ، هذا
عقابك لليوم ، مفهوم"كانَ سيحتج ولكنه نظرَ
لعينيها التي تُحذره ، ليزفر تحت أنفاسه بينما
يُعطي ظهره لهم ،

أكملت باقي الدرس بينما تحاول كبت أبتسامتها
لتنتهي من ذلك بعد نصف ساعة وهي تودعهم
أمام الباب مثل العادة ، عادت للفصل لتجده بمكانه
لم يتحرك ، أمسكت بحقيبتها وهي تتحدث ،
"أحسنتَ صُنعاً ، هل تُريدني أن أخبر والدك عن
مشاغباتك أيها الشقي الصغير"

قالت ذلك بينما تلبسه حقيبته ، ليجيبها بحنق
"لا تخبريه والا لن يحضر لي تلك السيارة التي
أنتظرها"هزت رأسها بقلة حيلة ، لتمسكه من يده
وهما يخرجان من الروضة ، للعودة الى المنزل ،

ليتحدث زيد أثناء طريقهما"هل يمكنني الذهاب
لجدي اليوم يا أمي ، أريد التحدث الى خالد
بموضوع"رفعت حاجبها وهي تنظر له من الاعلى
"موضوع ، أي موضوع أيها الصغير"

أجابها بتذمر طفولي"لم أعد صغيراً يا أمي لقد
أصبحتُ كبيراً ، أما عن الموضوع فهو سر ، لا
يمكنني أخبارك أو أخبار أبي ، الا في الوقت
المناسب"هذا هو طفلها أعتقد أنه قد أخذَ بعضاً
من صفات والده ، كشعره وطريقة تحدثه ، كُل
شيء ، الا في العينان فقد اخذهما منها ،

ليقتربا من منزلهما ، فلمحت سيارته من بعيد ،
لتستغرب عودته المبكرة من العمل ، بدأ زيد
بالقفز بينما يتحدث بحماس"أبي هنا ، أبي هنا"
لتضحك من طريقة سحبهِ لها ، فقد كان دائما ما
يتحمس عندَ عودة والده من الخارج ، 

 ✔️ ||مآلذي بكِ لا يُعشق ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن