2

79.7K 920 94
                                    

‏‮
في بيت سطّام ابو هادي ؛
بالدور الثاني ؛ بشقة ذياب.
كانت موجوده تذكار وبعد ماكلمت ديم كانت تنظف شقته ، وهو كان جالس يشرب ويناظر فيها ببرود وهي خايفه من نظراته ، وتوترت وناظرت فيه وقالت بحده : عمي لاتناظر فيني كذا
ذياب : ومن قال اني اناظر فيك
تذكار : قاعد تناظر فيني الحين
ذياب : لا جالس اناظر تحت
تذكار خافت : بسم الله عليك عمي فيك شي ؟
ذياب : اقول انتي يابنت ليه ماتستعجلين وتطلعين
تذكار وقفت وهي خايفه وقالت بسرعه : استعجل انت وتعال لبيت عمي الحين بيوصل عناد
ذياب : منهو عناد
تذكار ناظرت فيه مرعوبه تحسه يستهبل لكن ملامحه تثبت انه صادق ، فتحت الباب وطلعت بهدوء ، فتحت يدها وناظرت للحبوب اللي شكلها غريب لقتها تحت مخدته ، من غير الاشياء اللي تشوفه يشربها ولاتقدر تمنعه ولاتقدر تقول لأحد عنها..
نزلت لدور الأول دخلت للمطبخ ورمت الحبوب بالزباله وطلعت بسرعه..

ديم دخلت على امها بعد ماجابت لها الاغراض ، وكحت من كثر مالغرفه كاتمه، نزلتهم قدامها وقالت بتعب : يمه ابي فلوس
امها بحقد : تدرين اني مااطلع فلوس بالساهل ، صيري مثلي وطلعي فلوسك
ديم : تبيني اصير ساحره ؟ اعوذ بالله
انقهرت امها وقامت وقفت قدامها وبرمشة عين رفعت رجلها ورفستها بكل قوّتها وطاحت ديم وصرخت بألم حست بطنها بتتقطع من الألم ، جلست عندها وسحبت شعرها بقوه وقالت بفحيح : بتشتغلين معي وإلا !
ديم بتعب : لا ، وش بتسوين
امها : بمنع عنك كل شي لين تتقطعين من الجوع والبرد ، والله لأخليك تمشين بدون ملابس
ديم : مااصدق انك امي ، قولي انك لاقيتني بالشارع، مستحيل اني جيت من بطنك وتعامليني كذا مستحيل
قامت امها وجلست عند النار ورشت فيها شي خلتها تزيد وتوصل للسقف وشهقت برعب ديم حسبت الغرفه احترقت رجعت على يدينها خطوتين وناظرت للنار وكانت طافيه ولا كأنها اشتغلت ، حتى دخانها اختفى.
وامها تناظر لها بشرّ وهمست : يدور براسك انك تبلغين علي ، لكن لو سويتيها يابنتي اخفيك مثل مااخفيت النار العظيمه
ديم رجفت شفايفها وغرقت عيونها بالدموع وطلعت بسرعه دخلت غرفتها وقفلت الباب وانهارت تصيح من كل قلبها وتصارع الخوف اللي عايشه فيه.
،
ديم البنت الوحيده لأمها ، ابوها متوفي من زمان ، عُمرها ٢٣ سنه ، تخصصها English ، عندها اخوان من ابوها وعندها اهل ام واهل اب ، لكن امها حارمتها من كل شي ومالها غير صديقاتها الثلاث " تذكـار ، ميـس ، شـروق "

عـزام كان بسيّارته ومعاه بنته رسيل ، كانوا يتمشون وهو مستانس ، بس رسيل كانت مجبوره تطلع معه لإنها تبي اشياء منه لكنها ماتبيه هو كـ اب ، لإنه مطلق امها من زمان ولما تزوجت امها وبقت الحضانه للأب رفض ياخذها ، لكنه مااهملها ولا تركها ، مجرد انه مابغاها تعيش عنده لإنه راعي سفريات ومشاغل ومايبي يقصر عليها او يتركها لحالها ، لكن رسيل مافهمت الا انه كره لها..
وقف عند بيت اخوه سطام " ابو هادي " وناظرت فيه مصدومه : مابي انزل
ابوها : مايصير يابابا سلمي على عمامك
رسيل : رجعني لبيت امي
عزام : تو الليل
رسيل : لا تأخر الوقت
عزام : طيب ابي اسألك سؤال ، ودك تدخلين الجنه ؟
رسيل ببرود : في مسلم مايتمنى الجنه ؟
عزام : حلو ، نسيتي لايدخل الجنه قاطع رحم ؟
رسيل بتسليك : طيب بسلم عليهم
نزلت ونزل هو ودخل ، كانوا اخوانه مجتمعين بغرفة الرجال ، سلم عليهم وكان منحرج لإن ماعمره جاب لهم بنته من باب الواجب تسلم عليهم ، رسيل دخلت ببرود سلمت وطلعت.
طلع وراها ابوها معصب من تصرفها : ليش ماتجلسين
رسيل : ابي ارجع لبيت امي
عزام : انتظريني لاخلصت تعاليل مع اخواني وديتك
دخل وتركها وانقهرت وجلست تنتظره ، دقايق ودخل عمها ذياب وكشرت وصدت ، ذياب وقف قدامها وابتسم بوقاحه : من هالحلوه اللي جالسه في بيتنا وكاشفه تحسب مافيه رجال
رسيل : لاتسوي نفسك ماتعرفني
ذياب عقد حواجبه : ماستهبل معك من انتي
رسيل : رسيل
ذياب : وتراب ، من رسيل ؟
رسيل مصدومه : عمي شفيك انا رسيل بنت عزام اخوك
ذياب بهدوء : اي معليش وانا عمك ناسي شكلك
رسيل بسخريه : اي ماتنلام ، من كثر ماتشوف من بنات صرت تنسى اشكالنا
ذياب : اقول ورا ماتدخلين تسلمين على عمامك
ناظرت فيه بحقد : سلمت عليهم ، قول انك تدور اي عذر علشان تسولف معي
ذياب : واذا سولفت معك يالمريضه وش فيها ؟ ماني عمك ؟
رسيل : بس اخاف لك نيه ثانيه من سواليفك معي ، مو حنا عندنا اهداف مشتركه ، نكره ابوي
ذياب : انا لي حق اكره ابوك لكن انتي ليش تكرهينه
رسيل دمعت عيونها : كان يضرب امي ويظلمها ولما تزوجت امي غيره رفض ياخدني عنده لإنه يكرهني ، ومسوي كريم وفاتح ابوابه للعالم وهو ظالم مايخاف ربه
ذياب : بس انا شايف انك تحبينه
رسيل : يخسي انا اجي معاه عشان يصرف علي هو حالف مايعطيني الا يشوفني
ذياب : تخسي تربيتك والله ، في بنت عاقله تقول عن ابوها يخسي
رسيل : مربيتني امي افضل تربيه ، حتى وهو ظالمها توصيني عليه لأنه ابوي
ذياب اتصل جواله ومشى : والله من الدراما
رسيل بصوت ماسمعه : الله ياخذك بس مامنك فايده ابد

ذياب قبل لايصعد الدرج انفتح الباب وسمع صوت ناعم يناديه : عمي
ناظر وراه وشاف شجن وقال بملل : خير
شجن عصبت : انا مدري ليش انت شايف نفسك علينا
ذياب لف لها بجسمه كله وضرب يده على الجدار وقال بعيون حاده : شايفه كم الساعه وشايفه المكان اللي جالسه تقيمين فيه اخلاقي ؟ تكلمي وش تبين
شجن بضيق : بسألك عن الشخص اللي تسبب بحادث زوجي
ذياب : انسجن ، والخيار لك ياتتنازلين ولاتطلبين ديه او قصاص !
شجن توسعت عيونها بصدمه ورجفت ايدينها : مسكوه ؟
ذياب وهو يصعد : ايه مسكوه.
راح بدون لايعطيها اي تفاصيل اكثر ، وش اسمه وكم عمره ووش كان شارب بهذيك الليله لما دخل عاكس السير على سيّارة زوجها فيصل ، اخر لحظه تتذكرها قبل الحادث انها ضمت ولدها اللي عمره شهرين وباسته ومانتبهت الا على صوت السياره اللي دخلت عليهم وصدمت فيهم بكل بشاعه ، وهذا اخر شي حست فيه دخلت بغيبوبه شهرين , ولما صحت سألت عن زوجها وقالولها بغيبوبه علشان يمهدون لها الموضوع ، ولما بدت تقوى اصرت انها تشوفهم فمابقى لهم مجال ينكرون وقالولها ان زوجها وولدها توفوا بنفس الوقت.. ماينوصف حزنها وضيقة خاطرها لكن ايمانها اقوى من كل شي حمدت ربها وطلبته العوض.. مرت ست شهور على الحادث والشخص اللي تسبب بالحادث مختفي ، وتوه رجع ، مسحت دمعتها ولملمت اشتاتها ونزلت وهي تحاول تكون قويه وماتتنازل عن حقها ابد ، مايريحها الا القصاص.

بعد ساعه ، طلع عزام مستعجل ويكلّم ووقفت رسيل : يبـ،
قاطعها : طلعت لي شغله مستعجله ، نامي عند بنات عمك
طلع بسرعه وماامداها تحاول ، جلست تندب حظها ، بنات عمها حتى مايدرون انها موجوده ، مستحيل تنام عندهم.
ناظرت لشقة عمها ذياب شافت اضاءات غريبه واضحه من الشباك تأففت : مالي غيره لكن.. واضح انه داخل جو ومستحيل يوديني ، ومالي خلق لنفسيته الشينه
جلست ع الأرض وتربعت بعناد : بجلس هنا لين يرجع ابوي، وراح ازعجه ازعاج لين يرد
اتصلت عليه لكن الخط مشغول وجلست تتصل لين قفل رقمه حسته عصب بقوه لكن مااهتمت ، لما فقدت الأمل انه يرجع قررت تروح لعمها وتطلبه بغض النظر انه بيرفع ضغطها اهم شي ماتنام الليله هنا.
طلعت من الباب الرئيسي ودخلت لباب الدرج وصعدت للدور الثاني وطقت باب شقته وثواني فتح لها وهو يدخن وقال ببرود : اخلصي شتبين
رسيل : ممكن توديني لبيت امي ماحب اجلس هنا هم مايحبوني وانا ماحبهم وابوي طلع له ظرف و.
قاطعها : بحريقه ، مالي شغل فيك انقلعي يالله
سكر الباب بوجهها ودمعت عيونها من الغبنه وصدت تفكر كيف تقهره مع انها متاكده انه مايحس
انتبهت للباب اللي مقابل باب شقة ذياب واخذها الفضول انها تفتحه ..

رسيل فتحت الباب ودارت بنظرها بالمكان كله ، كانت شقه رغم انها صغيره الا انها شرحه ومريحه للعين واثاثها راقي ، ماتوقعت عمها عنده ذوق كذا ، ماترددت انها تدخل ابداً ، استكشفت الشقه كلها كانت ثلاث غرف ومطبخ بتصميم يجنن ، جذبتها الشقه حيييل رغم انها عايشه ببيت كبير لكن اعجبتها اكثر هالشقه وتمنت لو انها عايشه فيها ، دخلت لغرفة النوم وكانت واسعه وكلها ابيض بأبيض نزلت عبايتها وجزمتها الله يكرمكم ودخلت للسرير وتنهدت من قوة الراحه اللي حست فيها وذابت عيونها ببطئ وراحت بسابع نومه.

في بيت سالم ؛
عناد جالس مع امه ويسولف لها عن كل شي صار معاه خلال التسع شهور ، وهي قالت له اللي صار بغيابه واهم شي ان شجن بنت عمه توفى زوجها وولدها بحادث سيّاره.
عناد : لاحول ولاقوة الا بالله ، ومنهو اللي صدمهم ؟
امه : اظنك تعرفه يقال له وافي عبدالله الـ^
عناد : ماعرفه ، طيب وينه وش صار عليه
امه : هارب له شهرين ، ويقولون مسكوه امس
عناد : الخسيس ، شلون يهرب ويرتاح وهو قاتل اثنين
امه : خايف من الموت ، لأن شجن حلفت انها ماتتنازل عنه
عناد : ماتنلام
امه بضيق : وانت متى بشوفك معرس
عناد : السنه الجايه اذا الله احيانا
امه : ليش مو الحين ، وش الفرق
عناد : يمه انا بعد كم يوم راجع عندي مرابطه بالحد الجنوبي
امه : وبتقعد هناك تسع شهور بعد ؟
عناد : ماادري يمكن اكثر ويمكن اقل ، على حسب الاوضاع ، لكن ان شاءالله برجع واتزوج
ضاق خاطرها اكثر وابتسم عناد : لاتتضايقين يمه اذا رجعت خير وبركه ، واذا استشهدت هذي امنية لي ، وفخر لك ولأبوي
امه : الله يحفظك يارب.

في بيت سطّام ؛
كانت تذكار تجهز الغرفه لحفلة ميلاد صديقتها " مــيــس " ودخلت شجن شايله الكيكه ونزلتها ع الطاوله : ترا دفعت الحساب عنك
تذكار : مشكوره ياروحي كنك عارفه اني مطفره
شجن وهي تناظر لأسم ميس ع الكيكه : بس ميس ماعمرك تكلمتي عنها ، مين هذي وش اسم ابوها.
تذكار سكتت شوي تستوعب السؤال ورجفت يدها وقالت بتلعثم : مـ، ماادري ماتعرفينهم
شجن : طيب قولي يمكن اعرفهم
تذكار بكذب : اسم ابوها صالح الـ.
شجن بإستغراب : طيب شفيك ؟
انقذ تذكار صوت الجرس وطلعت بسرعه : اكيد وصلوا صديقاتي
فتحت لهم الباب ودخلوا " ميس و وشروق " سلمت عليهم ودخلتهم للغرفه وميس كانت تدري انهم محتفلين فيها لكن سوت نفسها متفاجئه وضمتهم وقالت بمزح : رغم ان الهديه ماعجبتني بش شكراً
شروق : بعد تتشرطين ؟ احمدي ربك جبنا لك ، ترا قاطين فيها من كثر ماهي غاليه
تذكار : بتوصل الحين ديـم ، معاها الهديه العظمى
ميس : فديتها ديم دايم مدلعتنا.

وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن