تذكار بين دموعها : اتركني بحالي ، لو وريت ابوي بعلمه انك مدمن مخدرات ، وانك تدخل بنات لبيتك ، وان عندك بنت ، لاتقول انا رجال مايضر سمعتي ، انت تعرف ابوي كيف بيعاقبك
ذياب: حلو ، انتي علميه وانا بعلمه وبتجيه جلطه ويموت ونرتاح ونعيش حياتنا بالشكل اللي نبيه صح!
تذكار برعب : اسم الله عليه ، خلاص اطلع ماراح اتكلم ولا اسوي شي بس تكفى لاتقول لشروق ، تكفى مابقى لي غيرها مابي اخسرها!
ذياب : رغم انها حقيره لكن ماتستاهل اخليها على عماها ، حالياً بسكت عنك لإني احتاجك بمصالح كثيره ، اذا انتهيت منك بشوف افضحك ولالا !
عطاها ظهره وطلع ، تذكار بكت وهمست بحرقه : حقير، والله حقير.
➖
شجن استجمعت نفسها ومسحت دمعتها : الحمدلله على كل حال ، قسمه ونصيب وانا راضيه فيه
ام عناد : ايه كذا ابيك ، لاتزيدين المواجع
ام وافي : عناد ماارسل ؟ ماطمني على بنتي
ام عناد : لا والله اقولك له شهر ماارسل لكن انا متفائله الحمدلله
ناظرت لشجن : شجن بالله قبل لاتمشين اغسلي لي المواعين ، ظهري يوجعني ومافيني حيل اوقف
شجن : ابشري
اخذت الصحون ووقفت بتمشي للمطبخ وفجأه انفتح الباب ودخل واحد متلثم وقفل الباب بسرعه التفت عليهم وطاحت عيونه بعيون شجن الدامعه ورجفت ايدينها وطاح منها صحن وصرخت ام عناد : يويلي حرامي ، يابنت تغططي تغططططي
شجن جلست ونزلت اللي بيدينها ورفعت حجابها وموقفها ماتنحسد عليه ، الغريب بالأمر ان الشخص اللي دخل لازال على وقفته وبنفس نظراته المصدومه ورغم صياح ام عناد ماتحرك فيه ساكن، ام وافي كانت تناظر مستنكره ، شفايفها ترجف وعيونها تدمع بصمت وتهمس لنفسها بعدم تصديق : عيون وافي ، زول وافي ، ايدينه انا متأكده
وهو كان يناظر فيها حس الدنيا كلها تضحك له ، فتح لثمته ورمى شماغه وقال بصوت عالي : يمــه
ام وافي بكت بصوت عالي وفتحت له ايدينها : يمه ولدي وافـــي ، وافـــــي
جلس قدامها وحضنته بكل شوقها ودموعها مثل المطر انحنى وباس رجولها ورفع نفسه وحضنها بكل قوته وشوقه وعيونه تلمع ويحارب دموعه همس بضيق : سامحيني يمه سامحييني ، يشهد الله ماقصدت اللي سويته
امه : لاتطلع يايمه لاتبعد عن حضني ، لاياخذونك
ناظرت لشجن ، كانت شجن واقفه وعيونها تنزف دموع ، تناظر فيه بصدمه وذهول وعدم استيعاب ، مرت سنه وهي عايشه بجحيم تنتظر رجعته ، وبرمشة عين وبعد مافقدت الأمل تلقاه قدامها..
ام وافي حضنته بقوه وقالت بخوف : شجن لاتبلغين عنه ، انخــــاك ، انخاك ياشجــن !
شجن رجفت ورجعت خطوتين لما شافت وافي يبعد عن امه بهدوء ويلتفت لها، استرجع كلام امه " انخاك لاتبلغين وتنازلي عن ولدي"
➖
قف وعيونه تراقب شجن ، لأول مره يحس انه مايقوى الكلام ولا الحركه ، دموعها حركت الف ساكن وندم فوق الندم الف مره.
ام عناد وقفت جنب شجن ومسحت على ظهرها : اسم الله عليك يايمه ، تكلمي شفيك ، شجـن !
شجن كانت ترجف بشكل مُزري وعيونها تمطر دموع ، وافي استوعب على نفسه وصدت عيونه المعقوده بالبؤس.
ام وافي رفعت يدها ومسكت يده بقوه ، وافي بيده الثانيه مسح على يد امّه يبي يطمنها.
شجن استجمعت قوّتها وتقدمت له بخطوات بطيئه وقفت قدامه همست ببحه : مرت سنه ، كيف قدرت تنام بالليل وانت برقبتك اثنين ذابحهم ؟ برقبتك بنت كل ليله تنام على الف دمعه وتصحى على الفين ، برقبتك بنت حرمتها من حياتها وولدها و رجّالها ، حرمتها من ابسط حقوقها ، راحتها ، كيف قدرت ترتاح فهمني ؟ كيف كنت تصلي وتعبد ربك وانت هارب من حدوده وشرعه !
وافي من كثر ماضاقت فيه الأرض حس انفاسه تنكتم فتح ازارير ثوبه ومرر اصابعه بشعره وعيونه الحمر تناظر لكل شي بالمكان بشتات همس بهدوء : انا اللي صدمت زوجك وولدك ، اختي ميس وش دخلها تخطفونها ؟
شجن : لو ماخطفناها مارجعت حضرتك و.
تذكرت ان ميس بالجنوب وسكتت وصرخت ام وافي : يمه وافي تطمن اختك بخير ان شاءالله ، بس اهرب لاتشتكي عليك اهـرب ، مابيهم يمسكونك ، الحمدلله شفتك وتطمنت ، يالله اهرب
شجن حنت راسها وناظرت فيها بإنكسار : خوش ام ماشاءالله ، انا ولدي مات بسبب ولدك وانتي ولدك ماتبينه ينسجن حتى !
وافي : اسمعي شجن
ناظرت فيه وكمل بهدوء : مافيه ولادليل يثبت كلامي لكن يشهد الله..
سكت وصد وقالت امه برجفه : تكلم حبيبي قول وش عندك
شجن : ايش ؟ بتبري نفسك صح ؟
وافي : انا بريء ، اللي صدم زوجك صديقي ، كان بسيّارتي ، صدمكم وهرب وتعمم بلاغ بأسمي انا ، لإنها سيارتي ومافي اي دليل يثبت عكس ذلك ، لذلك انا مضطر اهرب الى ان يشاء الله وتنكشف براءتي اللي مالها دليل
شجن برجفه : كذاب
وافي اخذ شماغه وتلثم : الأيام بتثبت ذلك
شجن فتحت جوالها بتتصل رقم الشرطه لكن برمشة عين وافي طلع ، لحقته وهي تصيح وتناديه وتتوّسل ، لكنه اختفى، انهارت تندب احزانها وجروحها.
➖
ديم جلست بالدرج ضايعــه ، تحس نفسها بحلم طويل ، عجزت ترجع لأخوها حتى ، مابكت ولا قوت تستوعب اللي سمعته.
ذياب طلع وسكر الباب ناظر فيها ببرود لكن داخله براكين تحرق قلبه جلس قدامها ولفت عنه ، عيونها متوسعه وواضحه الصدمه فيها، كانت تحسبه يحبها ، حاولت تتفاءل فيه لو قليل ، لكن الحين اتضحت لها اشياء كثير أولها واهمها انها مالها قيمه بحياته ، وانه فعلاً يساعدها لإنها بحاجة مساعدته لا اكثر ولا اقل.
مد يدينه مسك ايدينها وسحبتهم ، حس الضيق يكويه كوي همس : ماضي ، تزعلين من الماضي وانتي بإمكانك تصيرين الحاضر ؟
ديم : عندك بنت ، ومدمن ، ومتزوجني بالسر ، كيف يطاوعك قلب تكذب علي وتلعب فيني ، خاف ربك !
قامت بسرعه وهي تداري دموعها ، دخلت على اخوها وجلست قدامه وقالت بتوسل وعيون باكيه : خذني ، مابقى لي غيرك ياخوي
ذياب دخل وسمع كلامها تجمعت حوله شياطين الإنس والجن وقوّمها بسرعه وقال بحده : لاتذلين نفسك لحد ، ماتطلعين
مشاري بصدمه : اترك اختي اذا ماتبيك ماتقدر تجبرها
سحبت نفسها منه ووقفت ورا اخوها وقالت بصوت راجف : لاتتركني له، خذني معك
ذياب : ديــم !
مشاري : روحي جيبي اغراضك وامشي معي ، والله ماتحتاجين احد بعد اليوم
طلعت ديم اربع جهات الكون ضايقه عليها وكمل مشاري : اعذرني ياذياب انا ماادري وش السبب اللي خلاها كذا لكن متأكد انك ماقصرت ، والحين جاء دوري كأخ.
➖
ظهر اليوم الثاني ؛
كانوا الشباب يودعون فهد ومستانسين له ركب سيّارته ومشى ، مرت خمس دقايق ورجع بعد ماتأكد انهم دخلوا ، وطلعت من بين السيّارات ميس ، دفنت خوفها وركبت ورا واول مامشى فهد طق باب السياره عليهم وانفتح الباب الخلفي وانسحبت ميس بقوه وصرخت لما شافت ياسر بملامح معصبه : وين رايحه ياغبيه بتجيبين لنفسك المشاكل
ميس بخوف : مجرد مااطلع من هالمكان اعرف ادبر نفسي
ياسر : ماتطلعين الا معي انا او مع عناد ، غيرنا لا
ميس : ليــش ؟ فهد يحمي دوله كامله مو عاجز لايحمي بنت وحده ويساعدها ، انا متأكده وواثقه ان كلكم تبون لي الخير وماتشوفوني الا اخت لكم
ياسر : حنا واثقين بفهد مثل ثقتنا بنفوسنا ، لكن انتي امانه مع عناد مايصير تهربين وهو مايدري ، فهد راعي خير وبيسوي اللي عليه لكن انتي ماتقدرين لحالك ، الدنيا كبيره ، اذا انا وفهد وعناد عيال حلال ماتدرين كم فيه من عيال حرام ، ارجعي معي واصبري كم شهر و.
ميس بغصه : اسألك بالله انك تخليني امشي ، يشهد الله اني تعبت من اللي مريت فيه ، ومابي اسبب لكم مشاكل ، خلني ارجع واتطمن على امي ، لو بمكالمه بس ، ياسر تكفى ياخوي لاتردني
ياسر بضيق : يابنتي ما.
قاطعته : انخاك !
➖
ياسر نزل راسه وقال بإستسلام : ودعتك الله ، امانه انك تنتبهين لنفسك
ميس ابتسمت بضيق : ماقصرتوا معي وقفتوا معي وقفه مانساها بحياتي ، عسى الله ينصركم ويثبتكم ، انتبه لنفسك ولعنـاد.
ياسر : ان شاءالله ، امسكي جوالي ماحتاجه
ميس : الا تحتاجه ، كيف بتكمل رسم صورة بناتك
ياسر : صورتهم محفوره بعقلي ماانساها ، انتي تحتاجين الجوال ، على فكره انا مكلم ريم بموضوعك وتعرف كل شي عنك ، بيتي بنجران ، كلميها وخليها توصف لك ، وروحي لها وهي بتدبر امورك ان شاءالله
ميس دمعت عيونها من كثر امتنانها له ، هذا الشخص اللي انصاب بسببها اكثر شخص وقف معاها وحماها دمعت عيونها وقالت بإمتنان : والله لو اخوي هنا ماسوا اللي انت سويته ، ماراح انساك من دُعائي ابد
ياسر : امشي قبل لايفقدك عناد ويجي ويحوس الدنيا
ابتسمت وركبت مع فهد ، ياسر ربت على كتف فهد : ترا ميس امانه معك ، اذا منت قادر ترجعها لأمها وقفها عند باب بيتي
فهد : ماطلبت الا عزك ، والله فلا اتركها الا بأمان
ياسر : كفو ، ودعتكم الله ، مع السلامه.
ركبوا فهد وميس ومشى فهد ، ميس مجرد ماطلعت من الحد ومسكوا الخط نزلت راسها وبكت ، اختلطت مشاعر كثيره بداخلها ، ماكان ودها تمشي وعناد مايدري لكن متأكده لو عرف بيمنعها ، دعت لهم من اعماق اعماقها بيقين تام ان محد يستاهل الدعاء كثر جنود الوطن ، صح تجربه كانت صعبه وقاسيه لكنها علمتها اشياء كثير ، وزرعت بداخلها قوه تجاه الحياه..
➖
ياسر لف بيرجع ووقف لما شاف عناد جاي لناحيتهم يركض وعيونه على سيّارة فهد حاول يلحقها لكنها اسرعت واختفت عن نظره ، وقف وحط يده على راسه وعيونه تلمع بضيق العالمين ، كان بيتكلم وسكت ضاع منه الكلام والتفت لياسر وناظر فيه بهدوء ثواني ثم قال بصوت كل من بالمكان سمعه : ليــــــش ، ليـــش تخليهــا تروح ياياســـر ليــــش
ياسر : اقصر صوتك ، ترجتني وماقدرت اردها ، وبعدين انت فكر من ناحيه ايجابيه ، تقعد وش تقعد له ؟ بنت لحالها بمكان خطير وكله رجال ، خاف على نفسيتها ، خاف عليها من العقوبات لو احد اكتشف امرها ، عناد انت طول الفتره اللي راحت كنت متوتر ومقصر شوي بشغلك ، عناد تكفى لايضيق خاطرك ترا ميس بخير ، ارسلتها لبيتي مبدئياً وبعدين يفرجها الله
عناد عطاه ظهره وسرح بالطريق على امل ان سيّارة فهد ترجع.
ياسر : ياعناد وكل امرك لربك ، وخلنا نرجع نحارب ونأدي واجبنا على اكمل وجه لين ينتهي دوامنا ، هانت وانا اخوك ، تعال معي ، تعال.
مسكه ومشى فيه ودخلوا ، عناد اول مره يتضايق بهذا الحجم ، خاف عليها فوق خوفه لما كانت هنا ، واللي ذابحه انه ماوّدعها..
➖
عناد وياسر اول ماوصلوا المخيم جاهم امر عاجل بتصدي هجوم ، اخذوا اسلحتهم وانطلقوا مجموعات توزعوا على الجبال وبدأ الإشتباك ، عناد كان يطلق بدون شعور خلّص ثلاث ذخائر وناظر لياسر ، شافه يطلق بحماس واستغل الفرصه ووقف لكن انمسكت كفه من ياسر وقال بهدوء : كنت عارف انك بتسوي كذا، تركيزي نصه هناك ونصه معك ، انت صاحي انت ؟ تبي تحوشك رصاصه مره ثانيه ؟
عناد : ابي انصاب علشان ياخذوني للمستشفى واقدر اكلم ميس ، اتركني ياياسر مافي وقت
ياسر عصب : جعلك بحديب كانك صادق ، انت جرحك الأول للحين مابرا للحين ينزف ، اجلس اقول ، اذلف جب لك ذخيره وتعال حارب اما تنتصر ولا تموت وتفكنا من هبالك
عناد غصب عليه ضحك لكن بسرعه تلاشت ضحكته وسند ظهره ورفع سلاحه واخذ ذخيره من ياسر ودخلها بسلاحه وبلمحة بصر رفع راسه واطلق بقوه ، ياسر حاس بالذنب اخذ قنبله ورماها وانفجرت وهجد صوت الضرب شوي ثواني ورجع الضرب وزاد الإشتباك عناد نفذت ذخيرته الرابعه وسند ظهره مره ثانيه وسرح وانفاسه سريعه ، ولاحظ ياسر وحس بالذنب زياده قال بحده : عناد ، تبي المستشفى ؟
عناد : ابي بس اتطمن عليها لكن ماباليد حيله
ياسر : ابشر بي
رفع يده ينتظر اي رصاصه تصيبها ، سحبه عناد بعصبيه :هيييييه ، ياسر خاف ربك يارجل
ياسر : بسيطه ماتضر ، اهم شي تتطمن عليها ولاتظل سبع شهور شايل همها
رفع يده مره ثانيه وبرمشة عين انصابت وقال بقوه : اااه
عناد بخوف : ياســر
ياسر بألم : هاه مافيني شي ، يالله ابسوي نفسي مغمى علي وخلهم يسعفوني
عناد : والله انك وحش بس نذر مااتحرك الا وانا مذبحهم عيال الكلب ، اصبر
اخذ قنبلتين ورمى الأولى وانفجرت ورمى الثانيه وانفجرت بوقت قياسي وهدأ طلق النار وفجأه انزمت قنبله ثالثه من طرف ثاني واعتلت اصواتهم : الله اكبر ، الله اكبر انتصرنا ياشباب
عناد ابتسم : اللهم لك الحمد
جلس وياسر استجمع نفسه وجلس جنبه وسجدوا سجود شكر.
عناد رفع راسه وضحك : وين اللي بيسوي نفسه مغمى عليه ، فضحتنا
ياسر انسدح وغمض عيونه وقال بصوت واطي : ياحمار اسرع ترا تعبت صدق
عناد وقف وقال بصوت عالي : ياشباب ياسر انصاب تعالوا نشيله
ارسلوا اشاره للقسم الطبي وخلال ثواني وصلوا واسعفوه وطلعوا للمستشفى بالإسعاف مع ياسر ، عناد وثلاث من اصدقائهم.
عناد اول ماوصل وتطمن على ياسر طلع واتصل رقم ياسر ،مره ومرتين ومافي اي رد ، المره الثالثه وصله صوتها الحزين : هلا
عناد بصوت خافت مليان غضب : لاهلا ولامسهلا ، انتي مجنونه ؟
ميس بضيق : عناد ، انا اسفه
عناد غمض عيونه واخذ نفس طويل وهمس : انتي اسفه ؟ بكل برود كذا ؟
➖
أنت تقرأ
وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادب
عاطفيةالرواية منقولة . للكاتبة الرائعه : rwaya_roz . اتمنى ان لا تلهيكم الروايه عن الصلاة...قراءة ممتعه❣