ذياب فتح ازارير ثوبه واخذ نفس عميق واستغفر شوي لين هدأ ، صعد لشقته وقفل الباب.
ديم كانت جالسه وتقرأ قرآن ، وقدامها القهوه والحلا جلس بكل صمت جنبها ، حست ان فيه شي ، حطت الحلا والتمر قدامه وصبت له فنجال قهوه واخذه بدون مايناظر فيها وواضح ان ذهنه شارد.
شرب فنجاله وناظر فيها : شخبارك ، مو تعبانه ؟
ديم عرفت انه يسأل عن تعب الحمل : لا كل شي تمام
ذياب طاحت عينه ع اللي بين يدينها " القرآن الكريم" حس زادت نبضات قلبه ورجفت يده وحاول انه يسكت لكن غصب عنه قال بقوه : اتركي اللي بيدك
ديم استغربت : ليش ؟
ذياب : بتتركينه ولا كيف
ديم : انت ماعمرك تدخلت فيني لابخير ولا بشر ، الحين تمنعني من القران معقوله ذياب ؟
مد يده وسحب منها المصحف وشدت عليه ديم وقالت بصدمه : ذياب خاف ربك !
ناظر فيها بنظرات غريبه ، ماذكرتها الا بنظرات عبير لما قالت لها اقري اذكارك ، ارتجف قلبها قبل جسمها ودمعت عيونها لما عرفت ان هالشيء مو بيده.. معقوله !!
قامت وهربت بسرعه دخلت غرفتها وخبّت المصحف ورجعت له ، جلست جنبه وقالت بهدوء رغم خوفها : ذياب ليش تسوي كذا ؟
ذياب سكت ثواني وكررت ديم : ليش تسوي كذا ؟
ذياب : وش سويت ؟
ديم برجفه : لا ولا شي
ذياب نزل راسه وفرك عيونه بقوه ، مرت دقيقه وديم تناظر له بضيق ودموعها بعينها ، رفع راسه وسند ظهره على الكنبه وانفاسه سريعه ، ديم من يوم ماعرفته ماشافته بهالشكل ، قطعت الشك باليقين وصدت ومسحت دمعتها ، قلبها يتقطع عليه ، ماقدرت تنقذه من سحر امها ، حست قلبه يتآكل من قوة احساسها بالذنب ، قربت له ومسكت يده وناظر فيها بتعجب ، من زمان ماقربت له ولا مسكت يده ، عدل جلسته وكأنه مو مستوعب انها حنت عليه ، انصدم انها تبكي قال بأبتسامه خفيفه : شفيك ؟ تعبانه اوديك للمستشفى ؟
ديم : لا ، انت اللي تعبان شرايك تقوم ترتاح
ذياب ناظر لساعته : لا عندي موعد بعد ربع ساعه و.
ديم قاطعته : اعتذر عنه ، انت تعبان لازم ترتاح ، قوم معي
ذياب ماعارض رغم اهميّة الموعد ، قام معاها دخل للغرفه اخذت شماغه وفصخ ثوبه وعطاها وعلقّتهم ، دخل للسرير وديم غطته.
ذياب بتعب : خليك عندي
ديم بدون تردد دخلت جنبه وذياب ماانتظر سحب خصرها ونام بحضنها ديم ارتبكت : ذياب ماراح ترتاح كذا
ذياب : الا راحتي هنا
ديم دخلت اصابعها بشعره ومسحت عليه ، ودموعها تنزل بصمت ، وصلت لمرحله مالها اسم ولا لها حل ، عجز عظيم حست فيه ، حامل وتعبانه وعايفه نفسها ، وذياب انسحر وراح يتعب كثير وراح تتعب معاه ، وامها سبب عذابهم ، وش الحل ؟ الى متى وهي عايشه بتعاسه وهموم وضيقه ماتنتهي الا بموت امها ، لكن متى تموت ؟
➖
في بيت ام وافي ؛
شجن : انتي وش سبب عزيمتك لنا كذا فجأه
ميس بربكه : اشتقت لكم خير الواحد مايشتاق ، ليش رسيل ماجت ؟
شجن : نايمه ، خليها احسن تفكنا من ازعاجها
ميس طلعت للمطبخ وشجن فتحت جوالها شافت تذكار ترسل ولاردت عليها.
تذكار كتبت : صاروا بنات عمك اهم من اختك ؟
اوجعها قلبها على تذكار ، لكن ماردت عليها علشان تعرف حجم غلطها.
انفتح الباب وبسرعه تقفل شجن حسبتها ميس ومارفعت راسها قالت بضيق : امي طلبتني ارجع اسكن عندها ، وانا بصراحه اشتقت لها ، ومدري كيف افاتح رسيل بهالموضوع و..
رفعت راسها وسكتت ، انصدمت لما شافت وافي ، رجفت ومدت يدينها جنبها تدور حجابها ، لكن وافي ماعطاها فرصه قرب لها ومسك اعلى يدها لين وقفها وصارت قدامه وشهقت من قوّة مسكته ، قالت بألم وهي خايفه : اتركني ، واطلع افضل لك
وافي : ليش ياست الحسن تخافين مني ؟ ارتاحي ماني بسويلك شي ، بس ابي اعرف لوين وصلتي من قسوة القلب
شجن : اي قسوة قلب واي خرابيط ، استح على وجهك داخل على وحده ماتحل لك بلا احم ولا دستور ، عيـب عليك
وافي : منهو فيكم يعرف العيب ؟ عناد اللي ماحشم حرمة بيتي بغيابي ؟ ولا انتي اللي تركتيني ثلاث سنين عايش بذنب مهو ذنبي ، واخرتها وبكل سهوله تنازلتي عن قاتل زوجك
شجن فهمت كل شي ، وعرفت ليه هو معصب الحين وداخل عليها بوحشيه قالت بحده : مالك حق تقول عناد ماحشم حرمة بيتك وهو صاين اختك عشر شهور بالجنوب ، ولما رجعها تزوجها ودامه تزوجها عيب عليك تتكلم بغيابه ، وبالنسبه لي !
سكتت وابتسم وافي بسخريه وواضح القهر بصوته : اي وبالنسبه لك ايش ؟ كملي ؟
شجن : لو كنت مسلم نفسك من البدايه كنت تنازلت عنك ، لأني طمعت بأجر العفو عند ربي ، لكن هالثلاث سنين اللي تعاتبني عليها عاتب نفسك عليها اول ، انت اللي هربت !
وافي ضحك وصد عنها شوي ، ناظر فيها وقال بهدوء : صادفتك هنا ، في بيت امي ، وطلبتك قدامها وقدام ام عناد انك تتنازلين لإني بريء ، قلتلك تنازلي بروح اساعد اختي اللي بالجنوب لحالها ، وماتنازلتي ، قلتلك ياشجن امي تعبانه ومابه احد يداريها تنازلي ، وماتنازلتي ، تذكرين هالكلام ولانسيتيه ؟
➖
شجن صدت عنه ، رجف قلبها من كلامه ، حست بحجم معاناته
قالت بغصه : طـ.. طيب مو ذنبي انا بعد ،
انا بعد فقدت اعز مااملك وانت كنت هارب و.. نزلت راسها لما نزلت دمعتها ، ومسحتها بسرعه ، وافي صد واخذ نفس طويل ، وغمض عيونه بقوه.
مرت ثواني ولما سمع شهقاتها أوجعه قلبه قال بهدوء : خلاص شوفي
رفعت راسها وناظرت فيه وكمل : صدق اني زعلان منك، بس مايهون علي اشوفك تبكين ، ارتاحي انا بطلع و.. اعتبري ماصارشي ، حتى الثلاث سنين اللي فاتت من عمري تـ.
سكت شوي وكمل بحرقه : تفداك ، بس لاتتضايقين
شجن مايمديها ترفع راسها بترد عليه الا طلـع، ناظرت بصدمه.. انسان غريب عجيب ، لكن الواضح بشخصيّته ان طيبة قلبه تطغى على اي جانب سلبي داخله ، اخذت عبايتها وطلعت بهدوء ماتبي تواجه ميس..
➖
ميس شافتها وهي تطلع وماحبت تسولف معاها وهي بهالوضع ، تنهدت بضيق من وافي واصراره على مقابلتها ، نفسها تسأله وش استفاد ؟ لكنه طلع.
فتحت باب غرفتها ودخلت بهدوء ، قربت لسريرها وشافت عناد للحين نايم قربت له بربكه وهمست : عناد ، عناد
كررت اسمه لين فتح عيونه ، ثواني واستوعب وفز : كم الساعه
ميس : بيأذن المغرب
عناد قام : الحين وين اغسل انا
ميس : قوم مافي احد بالبيت ، وافي راح وامي طلعت مع امك
عناد : امي متأكد انها جت تدورني بس توهقت لما مالقتني واخذت امك
اخذ منشفتها وطلع قبلها للحمام اعزكم الله ، ميس رتبت سريرها وطلعت تراقب له الوضع ، غسل وطلع من الحمام الا بدخلة امه وام ميس ، ناظروا لهم بوهقه وخوف.
ام عناد بتوعد : وينك من صبح ربي ؟
ام ميس : قلنا زوج بنتي بس مالك حق تدخل عليها الحين
عناد : اصلاً كنت جاي اشوف امي وقلت اشوف زوجتي مره وحده
ام عناد : ياربي دخيلك لايطيح علينا السقف ، امش امش الله يفشل العدو
مشى وطلع قبلها وهي وراه وتهمس : وجهك منتفخ من النوم وتكذب بعد
عناد : يمه ترا ماني بزر تلوميني كذا ، مابها شي نمت عند زوجتي وين المشكله بالموضوع
ام عناد : عيب تنام عندها قبل العرس ، انت ضامن انكم بتستمرون مع بعض ؟
ناظر فيها مصدوم من كلامها ، قال بصوت خافت : وش قصدك ؟ سامعه شي ؟
امه : لا ، بس الإنسان مايدري وش بيصير بعدين
عناد : يمه ، انتي سامعه شي بس ماتبين تقولين
امه : ارتاح ماسمعت شي .
ركبوا السيّاره ، وعناد وصلته رساله فتحها وقرأ الكلام وابتسم ، ماحس الا وهي خاطفه الجوال : انت ماتمل ؟ ماتزهق ؟
عناد : يايمه شسوي بقلبي ، احبها
ام عناد : مدري اغار ولا اخاف عليك ، اغار لأنك تحبها ولا اخاف لأنك صاير لها خروف
عناد : بكل الحالتين انتي ست الحبايب وتاج الراس والحب الأول والأخير.
➖
رسيل كانت جالسه قبال المرايا وبيدّها شفره ، ناويه تقصر شعرها اكثر ، بدت من ورا وحلقته لين صار ربعه محلوق ومن فوق كثير ، انفتح الباب ودخلت شجن ، رفعت حاجبها مستغربه من حركتها لكن ماحبت تتدخل.
شجن : ابوك موجود ويبيك
رسيل تركت الشفره وقامت بسرعه : وينه ؟
شجن : بالصاله ، رسيل !
رسيل ناظرت فيها وشجن كملت بهدوء : لاتنسين انه ابوك ، احترميه !
رسيل : اي خير ان شاءالله
شجن : رسيل انا ابوي كان يعايرني بالأرمله ، بشيء مالي يد فيه ، مع ذلك عمري ماقليت ادبي معاه لإنه ببساطه ابوي
رسيل تنهدت وطلعت له ، دخلت عليه ناظرت شوي وتقدمت له باست راسه وجلست جنبه.
ابوها بدون نفس : كلفتي على نفسك يوم سلمتي
رسيل : لا عادي مابها كلافه
ابوها عصب : وش مسويه بشعرك
رسيل وهي تلف علشان توريه : حلقته ، كيف ؟
ابوها سكت وجلس يتحايل عليها ويسولف لها عن ممتلكاته وبيوته والاشياء اللي بتجيها اذا وافقت تجي معاه ، لكن رسيل مره مو مهتمه مسنده ظهرها ع التكايه وتناظر فيه ببرود وسرحانه تفكر باشياء ثانيه ولكن ملامحها توحي انها مركزه معاه وهو متحمس.. قطع كلامه دخول هادي عليهم.
ابوها : هيييه ماتشوف البنت ماتغطت مدرعم كذا
هادي : بس انا مو شايف بنت ، هذا ولد
عزام : اقول انثبر واطلع
هادي جلس : ماعندي استعداد اوقف ، خلها هي تطلع
رسيل : خير انت الي داخل بيتنا ترا
هادي : وانتي للحين جالسه ؟ وتناقشين بعد ؟
عزام عصب : رسيــل ! اطلعي بسرعه
قامت وهي معصبه رمت الخداديه على هادي واخذها وعزام كمل بحده : والله انك ماتستحي ، هذا قدامي تسوي كذا اجل من وراي شلون ؟
هادي : اشوفها مثل خواتي
عزام قام وهو يضرب ع الطاوله : لاتحسبني ماعرف نواياك يالخسيس ، دامك شبعت من شوفها تمرجل وتزوجها
هادي انصدم ورفع حاجبه بإستسلام لما عرف ان عقلية عمه لاتقبل النقاش قال بهدوء : ان شاءالله
عزام : لاتقول اخذه على قد عقله واسلك له ، اذا ماخطبت رسيل تحمل مايجيك
طلع وتركه ، رسيل كانت سامعه الكلام ، حست بخجل وجت بتدخل لكن طلع هادي وشافها واستوقفها قبل تمشي : لحظه ، شرايك بالكلام
التفتت له وقالت بربكه : عادي قال كذا لإنه معصب
وقف قدامها وقال بهدوء : والإنسان اذا عصب يقول الكلام الصح
رفعت راسها له واول مره يكون قريب لها ، حست بقصرها جنبه رجعت شعرها ورا وقالت برجفه : سواء كان صح ولا غلط مستحيل امشي على شي يفرضه ابوي
هادي : ريلاكس يالخارجه عن القانون ، الحين ابي افهم وش مسويه بشعرك اشوف
لفها ورا وشافها محلقه نص اللي تحت وتاركه اللي فوق طويل شوي وطايح على عيونها من قدام وضحك على منظره : الله لايبلانا.
➖
هادي لفها ورا وشافها محلقه نص اللي تحت وتاركه اللي فوق طويل شوي وطايح على عيونها قال بضحكه : الله لايبلانا ، قزع بعد ؟ مو بسيطه يابنت عزام
رسيل سحبت يدها وعدلت نفسها قدامه: هذا مو قزع ، بديته وماكملته
هادي : لا ياشيخه ! يعني ناويه تحلقينه كله ؟لعنبوك شوفي
دخل اصابعه بشعره قدامها وحرّكه يمين ويسار : شعري اطول من شعرك وانا رجل !
رسيل : ياخي ماحب الشعر الطويل ، غصب هي غصب
هادي : ماتحبينه ؟ ولا على بالك اذا قصيتي شعرك تتغير نفسيّتك وتروح ضيقتك ؟
رسيل نزلت راسها وكمل هادي بإبتسامه : يعني مافي حلول ثانيه تغيّر النفسيه وتبعد الضيقه ؟
رسيل : اذا عندك عطني
هادي : عندي ، بس اذا عطيتك الحلول توعديني ماتلمسين شعرك ؟
رسيل : اذا مااعجبتني حلولك مااوعدك
هادي : خلاص برسل لك مجموعة حلول ، واختاري
رسيل : بترسل رساله فيها حلول لضيقة الصدر ؟ ريلاكس ياقوقل انت
هادي : الحلول اللي عندي مستحيل تلقينها بأي محرك بحث بالعالم ، مو بس قوقل
رسيل : يعني خلاص بترسل لي حلول برساله؟ وش هالفضاوه
هادي : راح تعجبك صدقيني
رسيل : طيب ماينفع تقولها لي الحين
هادي : مع اني مستعجل عليها بس بتوصلك برساله ان شاءالله..
➖
ديم كانت واقفه ترتب البيت وهي حاسه بتعب ، جسدياً ونفسياً من غير خوفها على ذياب ومنه ، قررت تداريه قدر الإمكان علشان لايقلب مزاجه ويضربها او يسوي شي يضر الجنين ، جلست واتصلت عليه ، رد بصوته التعبان : هلا ديم ؟
ديم بربكه : وينك
ذياب : بالمستشفى
ديم : ليش ؟ ذياب فيك شي ؟
ذياب : لا ، بس في شغله بخلصها وأرجع
ديم : طيب انتبه لنفسك
ابتسم لكلمتها وقفل لما انتبه للممرضه تناديه : لو سمحت ، توقيعك
ذياب اخذ القلم ووقع على دفع تكاليف عمليّة ليكسا ، وقال بهدوء وهو ياخذ بطاقته : مابي احد يعرف من اللي دفع التكاليف
الممرضه : بس هذا حق
قاطعها : لااحد يعرف اسمي ، سلام
طلع بهدوء من المستشفى ركب سيّارته ومشى، ديم اول ماقفلت منه اتصلت امها ، ضاقت فيها الدنيا الوسيعه وردت بحده : نعم ؟
امها : هلا
ديم بحرقه : لا هلا ولامرحبا ، وعسى اللي خلقك ياخذك
امها : هذي اخرة الحمل والأمومـ..
ديم من القهر صرخت بأعلى صوتها وشدت شعرها بجنون : اي حمل واي خرابيط ؟ انتي خليتي فيها امومه اصلاً ، انتي دمرتي عيشتي وحرمتيني من اهلي وبتحرميني من ذيـاب ، وش بقى بعد وش بتاخذيــن عسى الله ياخذك لجهنم
امها : انا مابي شي غيرك ، ابي اعيش معك ، انتي بنتي واحبك اكثر من روحي
ديم تعبت وحست بهبوط بضغطها قالت ببحه : والله لو مايبقى غيرك بالدنيا مارتجيت محبتك
امها : ارجعي لي ، ولك مني وعد افك السحر عن ذياب وعن عبير
➖
.
أنت تقرأ
وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادب
Romanceالرواية منقولة . للكاتبة الرائعه : rwaya_roz . اتمنى ان لا تلهيكم الروايه عن الصلاة...قراءة ممتعه❣