6

37.4K 641 46
                                    


الساعه ٢ الظهر ام عناد وتذكار وشجن نزلوا من السيّاره لبيت ام وافي ، طقوا الباب وانتظروا دقيقتين ، انفتح لهم الباب وشافوا وحده كبيره بالسن على كرسي متحرك ، واضح التعب والإنهاك بوجهها كانت تتمتم بكلام مو مفهوم وكأنها مصدومه وانصدمت اكثر لما شافتهم وقالت بصوت مهزوز : ميس ، وينك مو انتي اللي جيتي ؟
طلعت بكرسيها للشارع وناظرت وراهم وقالت بهستيريا : وين بنتي تكفون ، ثلاث ايام ماشفتها وينها
ام عناد ثبتتها وجلست قدامها ومكست ايدينها : بنتك بخير ياخيتي تعالي معي
ام ميس هزت راسها بإنكار : ماهي بخير ، من انتم
شجن بضيق : تعوذي من ابليس ياخاله وادخلي معانا نفهمك الموضوع
دخلوا ام ميس داخل وجلسوا جنبها ودخلت شجن للمطبخ تحاول تسوي لها شي تاكله لإن واضح انها ماتاكل.
ام عناد بدت تشرح لها السالفه بهدوء وسمّعتها تسجيلات عناد ، طبعاً ام ميس انهارت تصيح على حال بنتها ,وبدور ام عناد طمنتها كثير وقالت لها انها بترجع بالقريب العاجل.
لكن رغم الطمأنينه قلبها مجروح وخايف كثير على عيالها اللي ضاعـوا بالحياه ولا تهنوا بشيء ، شجن طلعت شايله المعكرونه ونزلتها قدامها على الطاوله وطاحت عينها على صوره مركونه على الطاوله ، لمعت عيونها ورجفت يدها ، عرفت انه وافي ، برمشة عين اخذت الصوره وخبتها بشنطتها.
شوي وانفتح الباب وناظروا فيه دخل ذياب شايل اكياس كثيره وقال بحده : فزي انتي وياها وشيلي الاكياس اخلصوا
شجن قامت وتذكار وراها اخذوا الاكياس ودخلت شجن وتذكار قالت بقهر : بدا الضمير يشتغل صح ؟ اشتغل متأخر حيييل
ذياب صح انه ندمان وحاس بالذنب لكن ماوضح ابد مسك كتفها ولفها لين عطته ظهرها ورفسها بقوه وتعثرت خطواتها قالت بألم : وكسر ، متخلف غبي
ام عناد : تذكار ! استحي على وجهك ، تعال ياذياب سلم على ام وافي
ذياب تقدم لهم وباس راسها وجلس قدامها وقال بندم : اسف ، انا اللي خطفت بنتك
ام ميس بصدمه : وعادي عندك تقولها بكل برود ؟
ذياب : المقصد ان ولدك يرجع ، بس لك علي دين ماينتهي هالشهر الا وهي عندك
ام ميس بصوت باكي : شلون شهر ؟ وهذا عناد يقول ان مرابطتهم تنتهي بعد شهور وماعنده احد يقدر يطلع ويجيبها ، ومافي مطار بالمنطقه اللي هم فيها ، يعني الامور متعقده وبنتي اذا ماصار لها شي ماراح ترجع قبل ست شهور ، ياويل قلبي عليها
ذياب : انا بسافر وبرجعها لك وان واجهني مستحيل تعديته ودست عليه ، المهم لايضيق لك خاطر
ام ميس : ولدي وبنتي راحوا مني ولاقدرت اساعدهم ، اه ياربي تلطف فينا
ذياب ناظر لشجن بتردد وشجن مسحت دمعتها وصدت قال بعزم : شجن بتتنازل عن وافي ، وبيرجع لك ، مايكفيك !

شجن توسعت عيونها بصدمه ورجفت ايدينها لما توجهت نظراتهم عليها ، ذياب مايدري وين حط نفسه لكن متأكد مافي الا هالحل يطمن قلبها ويريحها شوي.
شجن وقفت بتتكلم لكن سبقها ذياب وسحبها بقوه وطلعها برا كانت تبكي بصوت مسموع : من سمح لك ؟ من سمح لك تقرر عني ؟
ذياب : اششش خلاص انا ادري انه مو بكيفي وانتي صاحبة القرار ، لكن لازم نواسيها بهالكلام علشان ترتاح لو قليل
شجن : وانا وش ذنبي ، مو انا اللي قتلت زوجي وولدي ، ولا انا اللي خطفت ميس ، الذنب ذنبك وذنب وافي ، تحملوه انتم
ذياب : بس هالمسكينه اللي داخل شلون بتتحمل اذا ماواسيناها ! شجن احتسبي الأجر على الأقل لين ترجع ميس ، لاتتنازلين ! لكن اوهميها انك تنازلتي ، يكفيها همومها وتعبها.
شجن بغصه : محد حاس فيني ، ولدي مات بين يديني بسبب تهوّر وافي ، ليش امه ماتقتنع ان ولدها غلطان واللي صار كله بسببه
ذياب وهو يمسك كفوفها يهديها : شجن ارجوك ركزي معي ، انا مقدر وضعك وادري ان اللي صار لك كثير ، لكن شهر واحد بس ، اقنعيها انك بتتنازلين ، هديها شوي ، اولاً واخيراً هي مالها ذنب
شجن : بس ماراح اتنازل والله ماراح اتنازل
ذياب : حقك ، يالله تعالي هديها.
دخلوا واقنعوا ام وافي انهم بيتنازلون ، شجن منكسر خاطرها عليها لكن مستحيل تتنازل عن الشخص اللي بثواني سرق اعز ماتملك ..

ميس حست بصوت قريب منها ورفعت راسها ، شافت عناد وجنبه الشخص اللي اطلقت النار عليه ، كان يمشي بتعب لكن الواضح انه سليم ، انشال عنها هم كبر الجبال ، فتحت الباب ونزلت بسرعه واتجهت له وقفت قدامه بدون شعور قالت بغصه : انت بخير؟مااصدق عيوني ، صار لك شي ؟
ياسر ابتسم : لا ماصار لي شي ، وتنازلت عنك
ميس خانتها حروفها قالت بصوت خافت : بس هذا حقك ، انا استاهل
ياسر : اخسي كان خليتهم يجرجرونك بالسجون ، مايكفي انك متبهذله بحالك ومخطوفه ولقيتي نفسك هنا ، انا مقدر وضعك وواقف معك ، وعناد واقف معك وبأذن الله ماحنا بنقصر معك
ميس ناظرت لعناد وكانت ملامحه محتده لكنه ابتسم لها دامها تطمنت ماله داعي يخوفها بعد ، مسحت دمعتها وقالت بهدوء : جميلك ماراح انساه طول حياتي ، هذا العشم
ياسر تنهد : لا ياميس حنا اهل واخوان ، لو تعادينا داخل بلدنا كيف ننتصر على عدونا اللي خارج بلدنا ؟
ميس : الله ينصركم يارب
ياسر : تدرين ياميس ، وش اللي خلاني اجيك الحين وانا تعبان
ميس : ايش ؟
ياسر : اسمك ، مثل اسم بنتي ، اكبر بناتي والأغلى على قلبي
ميس تلقائياً تذكرت ابوها ، حست ان الحزن اللي بقلبه اكبر من حزنها مسكت نفسها لاتبكي وقالت بأبتسامه : الله يردك لها ويفرحكم ببعض.

الساعه ٩:٣٠ الليل ؛
قفلت ديم كِتابها بعد ما تعبت من المُذاكره ، سندت ظهرها وفتحت جوالها شافت شروق مرسله ودخلت محادثتها.
شروق : وينك مختفيه ماتقولين عندي صديقات اسأل عنهم
ديم استغربت ، كانت تحسب تذكار علمتهم بحقيقة امها وزعلوا عليها وهذا سبب اختفائهم ، لكن الواضح ان شروق ماتدري وشايفتها هي اللي مختفيه.
ردت : هلا شروق ، انشغلت شوي اعذريني ، شخباركم
شروق : تمام
ديم بإستغراب : فيك شي ؟
شروق : ليش انتي مادريتي عن ميس ؟ صح تذكار مالها وجه تعلمك
ديم رجفت : وش فيها ميس !
شروق : خلاص خلي تذكار تعلمك دامها تسببت عليها
ديم برعب : شروق تكلمي
شروق قفلت جوالها ، ديم ارتفع ضغطها ودخلت محادثة تذكار ترسل لها ماردت ابد ، اتصلت عليها.

بأحد الإستراحات ، ذياب كان جالس بين اصدقائه وهم يسولفون وشابين النار ويطبخون وجوّهم عليل الا هو كان جالس بعيد عنهم وسرحان بالمصيبه اللي صاروا فيها ، حتى عناد مايرد علشان يتفقون على حل..
تنهد ونزل راسه وانتبه على جوال تذكار يتصل " ديم "
اخذه وقام وطلع وخلص الإتصال وشاف الرسائل على الشاشه " تذكار ، وش فيها ميس ؟ وش صار لها ردي طمنيني"
اتصلت مره ثانيه وفتح الخط وسكت.
ديم بصوت راجف : شفيكم انتي وشروق ماتردون ، يالله قولي لي وش صاير ، بسرعه
ذياب غمض عيونه ماوده يقفل ويخليها على اعصابها صرخت ديم برعب : تذكار لاتسكتين بموت من الخوف تكلمي شفيها ميس مـ.
قاطعها بهدوء : ديـم !
سكتت تحاول تستوعب اللي سمعته وهمست : تذكار !
ذياب : ديم انا ذياب !
ماعرفته من اسمه عرفته من نبرة صوته ، رجفت شفايفها حست بحجم المصيبه اللي صايره همست : و. وين تذكار وميس ؟
ذياب مرر اصابعه بشعره بتوتر كيف يقولها انه خطف ميس وهربت لأرض بعيده.
ديم : ذياب وين صديقاتي
ذياب : شوفي ديم مادري من وين ابدا لكن..
قاطعته : ذياب
عقد حواجبه : هلا
ديم بصدمه وصوت غريب : بيتنا قاعد يحترق
ذياب ماصدق الا لين صرخت بإذنه : الحححقققننننيييي بمووتتتتتتت
شافت امها تفتح الباب عليها وتهرب علشان توصلها النار بسرعه ، كحت من الكتمه وطاح جوالها وقامت بسرعه اخذت شنطتها اللي فيها كُتبها وجت بتطلع لكن دخلت السنة النار لغرفتها ورجعت خطوتين وزلقت وطاحت على ظهرها وعيونها تنزف دموع ، شافت الموت ورفعت سبّابتها همسّت بغصه : يارب انت تشهد اني ماخذت من حياتي شي فعوضني بالجنه ، وانا اشهد ان لا اله الا انـت..
سندت ظهرها وغمضت عيونها بإستسلام وسالت دموعها مثل المطر ، حرقة قلبها من امّها اقوى من حرق النار ولهيبها وحرارتها
.
.
.
لو النبات تطلّعه دمعة احـزان
شفتوا على وجهي ورود وبساتين
.
.

وقف بسيّارته عند بيت ام ديم واخذ بيدّه كبسوله صغيره اخذها من غرفة ام ديم لما قفلت عليه ، نزل بسرعه كان الباب مفتوح ،دخل ووقف عند الباب الداخلي شاف النار ،تأكد من اللي بيصير لما حس بخطوات سريعه جايه من وراه فتح الكبسوله ولفّ بسرعه شاف ام ديم معاها قماشه حمراء ماركز فيها ونثر اللي بالكبسوله عليها كله، صار وجهها اسود وكحت كحه قويه وصارت عيونها بيضا وطاحت على الأرض ،رجع لسيّارته اخذ طفاية حريق صغيره ودخل وهو ينزع مسمار الأمان وبخ اللي فيها كله على النار ودخل عليها شافها طايحه بشكل مزري النار اكلت بداية غرفتها.
اخذ علبة مويا وانحنى لها ومسح على وجهها شوي لين بدت تستعيد وعيها ، ناظرت فيه بشتات ورمشت اكثر من مره.
كحت وقالت ببحه : وين ميس
ذياب براحه : بخير ميس بخير، قومي معي
ديم كانت بتقوم وحست بألم بظهرها وبان على وجهها.
ذياب : لحظه
قام وجمع كتبها بالشنطه وحط جوالها واخذ من دولابها كم لبس ديم تناظر بأحاسيس كثيره تفوق عليها الخوف : وش تسوي
ذياب : بطلعك من هنا ولا ناويه تبقين بعد ؟
انحنى لها بدون تردد حضن خصرها وهمس بإذنها : امسكيني ادري انك تعبانه
ديم مافي ولا كلمه توصف شعورها بعد ماعاشت الموت صوت وصوره فجأه تلقى نفسها بحضنه ماانتظرها تمسكه ووقف فيها بسرعه واضطرت انها تمسكه ، طاحت عيونه بعيونها الدامعه وحسوا الزمن وقف عند هذي اللحظه ، صدت بسرعه ديم وقالت بحده : اعرف امشي بطلع واروح بعيد مو معك
نزلها بلطف من حضنه وغمضت عيونها بألم وقال بهدوء : براحتك لكن ماراح تلقين شخص افضل مني لك ، انا الأفضل لك
ديم : على اي اساس
ذياب : محد يعرف بموضوع امك الا انا ، وانا الوحيد اللي بساعدك ، لو مشيتي خطوه بدوني بتضيعين
ديم حطت يدها على عيونها تتهرب من نظراته وربكتها.
ذياب : ماتلاحظين رغم كل الطرق الصعبه والحواجز إلا اني اصر عليك انتي بالذات ؟
ديم بغصه : مابي ادخلك بمشاكل ، انا بتحمل خلاص
ذياب بحده : لاتسوين فيها قويه ، بتجين معي تعالي، ترا لو عطيتك ظهري ومشيت ماراح التفت !
ديم تضاربت عندها الرغبه مع الرهبه لكنها ماسيطرت على مشاعرها وقالت بصوت مهزوز : ماراح اجي معاك
ذياب : ترا هذا فخ علشان اجي انا وتمسكني !
ديم : اطلع ، انا لو بهرب هربت من زمان
ذياب اخذ نفس عميق وهمس : طيب
عطاها ظهره ومشى ، حست قلبها بيوقف لما استوعبت كلامه "هذا فخ" يعني امها ماسوت كذا علشان تهرب وتتخلص من ديم ، سوت كذا علشان يجي ذياب.
قالت برجفه : ذياب
كانت متوقعته ينفذ كلامه ويكمل لكن صدمها لما وقف والتفت لها ، ابت عيونها ان ترمش وهمست : ليش التفتت ؟
ذياب : لو ماكنتي انتي ماكان ألتفتت !

ذياب : لو ماكنتي انتي ماكان ألتفتت ، انتظرك بالسيّاره
طلع وتركها بشتـــــات ، قلبها يرجف بشكل فضيع ، جلست بسرعه وحطت يدها مكان قلبها تداري نبضاته ، عجزت تفهم هالإنسان ، لكن اللي تعرفه انه يسوي هذا بطيب نيّه ، خافت عليه ومنه ، وخافت من اشياء كثير ، من هاللحظه بتتغير حياتها وماتدري هل امها بتتركها بحالها او لا !
لبست واخذت اغراضها وطلعت ، شافته واقف على سيّارته ورافع رجل وحده ويدخن استغربت ، دايماً هذي طريقته بالإنتظار ليش مايجلس داخل السياره وينتظرها.
ذياب رمى السجاره وداس عليها ، ركب سيارته وديم حست رجلينها ترجع فيها بدال ماتتقدم ، مشت بصعوبه فتحت الباب وركبت..
شغل السيّاره ومشى ، ديم كانت منزله راسها وتسترجع الأحداث ، اول مره بحياتها تدعي على امها وعلى كثر ماشافت منها مادعت الا اليوم لإنها فقدت بقايا الأمل اللي كان بقلبها.
قالت بهدوء : وين بتوديني ؟
ذياب : لشقتي
ديم بخوف : لامعليش و.
قاطعها : انا بسافر للجنوب ، بخليك فيها لين ارجع
ديم : وين مكانها
ذياب : فوق بيت اخوي
ديم ارتاحت شوي يعني عندها تذكار ، وصلها ونزل وفتح الباب وشال شنطتها وارتبكت ، نزلت وقالت بربكه : ماله داعي تشيلها
ذياب وهو يمشي قدامها : الا بشيلها الدرج مُتعب
ديم : لحظه بتصل على تذكار و.
ذياب : يابنت الحلال تذكار نايمه الصبح تشوفينها ، يالله امشي
مشى قبلها وانتظرت شوي ودخلت بخطوات هاديه صعدت وراه شافته يفتح باب الشقه : يالله تفضلي
ديم انحنت بتاخذ شنطتها ورجعها ورا : قلت تفضلي انا بدخلها
ناظرت فيه وناظرت وراها بتوتر ، سمعوا صوت خطوات تصعد لهم ومسك يدها وسحبها بسرعه ودخل وقفل الباب ، ديم حست الهواء أنعدم
قالت بتوتر : شفـ،
قاطعها بهمس : اشش ! ولا كلمه
طق الباب ورجفت ديم ذياب وقفها ورا الباب وفتحه شاف شجن واحتدت ملامحه : نعم ؟
شجن بربكه : مـ، متى بتسافر ؟
ذياب حس راسه صدع من كثر الاشغال والهموم قال بهدوء : اذا الله كتب
شجن : شرايك تاخذني معك
تحولت نظراته لسخريه وابتسمت شجن : ميس راحت لحالها مع شخص غريب عنها ومايصير ترجع لحالها مع شخص غريب خلني اروح معك اسليها شوي
ذياب : شجن ! هالحركات ماتمشي علي انا اعرف نواياك ، يالله وانا عمك روحي نامي وراك دوام
شجن كشرت ونزلت وهي معصبه منه ماينوخذ منه حق ولا باطل ولا يمشي الا على مزاجه ورغبته.
التفت لديم وانصدم لما شاف دموعها مغرقه عيونها ، تذكر كلام شجن وتضايق اكيد انها عرفت موضوع ميس ، تنهد بضيق قفل الباب وراح جلس وحط رجل على رجل.
ديم ماتدري تخاف على نفسها من مصيبتها ولا على ميس قالت بحده : ليش ماتقول الحقيقه ، ميس وينها ؟

قالت بحده : ليش ماتقول الحقيقه ، ميس وينها
ذياب : تعالي اجلسي وبقولك كل شي
ديم جلست بالكنبه الثانيه وذياب شافها خايفه حب يختصر لها : كنتي تدرين ان وافي اخو ميس هو اللي صدم فيصل زوج شجن ؟ ماكنتي تدرين صح ؟ تذكار ماقالت لكم ؟
ديم : معقوله اخو ميس ! لاطبعاً ماقالت لنا
ذياب : حلو ، حنا بما ان وافي هارب رحنا وخطفنا ميس اخته ، علشان يسمع وافي ويسلم نفسه وياخذ جزاه
ديم بصدمه : وينها ؟ خطفتوها صار لها شي ؟
ذياب : لا ، المشكله مو بالخطف ، المشكله انها هربت من بيتنا وركبت اول سيّاره بوجهها ، ماكانت تدري ان السياره لجندي مرابط بالحد الجنوبي ، وكتب ربها انها تروح معاه هناك
ديم ماقدرت تكلم من الصدمه ، دموعها كانت كافيه بشرح اللي داخلها.
ذياب حس بالذنب اكثر مايتحمل يشوف دموع احد وقف وقال بهدوء : برجعها ، الشقه حلالك ماراح ارجع لها ، سلام
ديم : لحظه ، بطلبك طلب ولاتردني
ذياب : على حسب قدرتي
ديم : بتقدر ، بس عطني وعد انك تنفذه
ذياب : اوعدك
ديم : خذني معك للجنوب
ذياب بصدمه : لا واضح ان سحور امك اثرت على مخك وقمتي تقطين خيط وخيط
ديم : لا ماعليك انا بكامل قواي العقليه ، ومستحيل اترك صديقتي بعز حاجتها لي
ذياب : ديم خلاص انا بروح لها وبحجز لها ونرجع وترجع الامور لمجراها
ديم : لالا بروح لميس والله مااتركها ، وبعد فرصه علشان امي ماتلقاني
ذياب : امك ماراح تلقاك سواء هنا ولا هناك ، انتي وراك دراسه اجلسي واهتمي فيها ، كم يوم وبترجع ميس
ديم بنبرة توسل : انت مو فاهمني ، انا ربي ماعطاني الا صديقاتي ، اشوفهم اكثر من خوات وخصوصاً ميس لإتها تشبهني كثير حتى بالظروف ، انا متأكده انها محتاجتني كثير
ذياب : لا
ديم : انت وعدتني !
ذياب : اول شي لازم يرد عناد ويعلمني وش الوضع عقبها بفكر اخذك او لا !
طلع بسرعه نزل وركب سيّارته ومشى ، تعبان يحس شايل هموم الدنيا على ظهره ، اخذ جوال تذكار وكتب رساله لديم.
" قال لي عمي انك في بيتنا ، ماراح اجيك عشان اهلي مايلاحظون وجودك وتصير سالفه ، وماراح نروح مع بعض للجامعه "
ديم قرت الرساله بضيق ، كانت متفائله انها بتنام عندها الليله وتهون عليها ، ناظرت للشقه كانت صغيره لكنها واسعه وحلوه دخلت اول غرفه كانت غرفة جلوس رايقه وجميله ، دخلت الغرفه الثانيه كانت غرفة نومه ، كانت حوسه استغربت ماهو واضح عليه انه مهمل ، ملابسه بالأرض ، والمخدات والغطا نصفهم بالارض ، طبعاً ديم ماعندها اخوان بنفس البيت ولا كان عرفت ان هذا شي طبيعي ، حست بحماس للتنظيف لكن غلب عليه شعورها بالنوم ، نزلت عبايتها ودخلت السرير وتغطت وذابت عيونها ونامت.

الساعه ٥:٤٠ الفجر ؛
صحت ميس بعد اربع ساعات نوم وهذي تعتبر اطول نومه نامتها من اربع ايام ، صحت على صوت الأذان ونزلت بصعوبه حست بالبرد ولمت عبايتها عليها ونزلت واخذت علبتين مويا وتوضت حست البرد ينخر عظامها ولمت عبايتها اكثر لكن نفس الشيء ، استقبلت القبله وكبرت وبدت تصلي ولاشعورياً نزلت دموعها وخشعت بصلاتها وبكل ركعه وسجده تطلب ربها  ترجع حياتها القديمه مع امها واخوها وتنحل مشاكلهم ويعيشون بسلام.
خلصت وسلمت ومسحت دموعها حست بشي ثقيل على اكتافها لفت بسرعه شافت عناد ماسك بطانيه وحطها عليها قال بهدوء : تقبل الله ، صوت صياحك واصلني على بعد كيلو ، دعيتي ولا بس بكيتي عالفاضي ؟
ميس : لا دعيت قلت يارب انت تعلم اني قاعده اتخبط يمين ويسار
عناد : وش صيغة الدعاء هذي ! كذا حتى ربي لو يبي يرحمك ويستجيب مايستجيب ، ادعي بصيغة دعاء حلوه ، مثلاً يارب اجمع شملنا ، وردني الى امي سالمه يارب احفظ امي
ميس : لا شرايك تجيب قلم ودفتر وتجلس تدرسني بعد ! الله يعرف اللي بالقلب وهذا يكفي
عناد : طيب وش فيك معصبه تقول انا اللي ركبت سيارتك وجيت معك ، ترا المفروض انا اللي اهاوشك
ميس : شكراً لإنك جبت لي بطانيه
عناد وهو يعدل سلاحه على كتفه قال بهدوء : واسف على التأخير كنت بجيبها من اول يوم لكنك عارفه الوضع
ميس : مومشكله
عناد : وجايب لك شي ثاني بعد
ميس : ايش
عناد فتح جواله وميس رجفت لاشعورياً وقفت جنبه وناظرت بجواله تحسبه بيتصل على امها ، دخل محادثة امه وشغل ملاحظه صوتيّه ودمعت عيونها من جديد لما سمعت صوت امها التعبان وحطت يدها على فمها تمنع شهقاتها تبي تركز بالصوت " حبيبتي ميس وحشتيني، لاتخافين الله معك قلبي داعيلك بكل وقت انتبهي لنفسك وخليك قويه ماابغاك تضعفي ابدا ، الله يحفظك ويحفظ اخوك ويفرحني برجعتكم"
مجرد ماوقف الصوت حست اختل اتزانها وحست بتطيح ومسكت يد عناد وبكت بقوه عناد جلسّها بسرعه وقال بحزم : لالا مااتفقنا كذا ، وش قالت امك ؟خليك قويه
ميس بين دموعها : مستحيل مافي طريقه تبعدني عن هالمكان ، تكفى لو ادخل بوسط نجران ولا بجبال ابها اوحتى اطراف الباحه بس لاتخليني هنا ، بموت من الخوف
عناد : لو فيه حل سويناه من اول
صد عنها شوي وقال بهدوء : الحين افكر كيف ادخلك عندنا ، باقي في جنود كثير ماعرفوا انك موجوده ، لازم ادخلك بدون مايشكون انك بنت
ميس ابعدت عنه وقالت بحده : يعني كيف بتدخلني عند الشباب ؟ خلني هنا بسيارتك
عناد : خلاص ، انا كنت مخليك بالسياره عشان تريحين وتتهيئين نفسياً ، ماقلتلك ان السياره خطر عليك مابي اخوفك ، وبرد بعد
ميس : ماراح ادخل
عناد : للأسف بتدخلين !

ميس : ماراح ادخل
عناد : مو لصالحك تعاندين ، بعطيك بدله عسكريه والبسيها
ميس برعب : لا كذا كثير والله ، خاف ربك فيني
عناد : والله لولا خوفي من ربي كان رميتك بأقرب وادي ومشيت ، تراي مو ملزوم فيك لكن قاعد اساعدك ، بالمقابل انتي لازم تساعديني علشان تنتهي هالازمه على خير !
مشى لسيّارته وفتحها وطلع منها بدلته ورجع لميس وقف قدامها وكانت دموعها تنزل بصدمه وذهول قال بسرعه : حطي في بالك ان كل شي بيكون تمام ، والبسيها بسرعه مافي وقت
ميس : مافي وقت لإيش ؟
عناد ماكان بيقول لها لكن اتضح له انها لازم تكون على علم بكل شي : بنطلع نحارب
ميس بعدم استيعاب : بتطلعون؟ تحاربون ؟
عناد : اجل جايين هنا سياحه ؟ اخلصي يابنت
اخذت منه البدله بيدين راجفه وهو مشى بعيد عنها ، لعبت بحسبتها الصدمه والخوف ، تذكرت كلام امها وغمضت عيونها بقوه وطردت كل افكارها السيئه وقالت بقوه : ماراح اضعف ، الحياه تجارب ، بعتبرها مغامره ، بعتبرها رحله ، ماراح اضعف ابد.
بعد ربع ساعه ، جاها عناد ونزلت من السيّاره بالبدله ، وشكلها مايوحي ابد انها اُنثى ، لإن البدله وسيعه عليها ، ومخفيه كل تفاصيلها ، كانت ترجف ودموعها تنزل بصمت استغرب : ها ليش تبكين بعد ؟ للحين مااقنعتي نفسك ؟
ميس : ماقدرت اخفي شعري
عند رفع الكاب : تقدرين تربطينه وتلفينه و..
انصدم لما شاف شعرها قصير قال بهدوء : كأني لمحت مره خصله من شعرك كان طويل ، لاتقولين انك قصيتيه الحين ؟
ميس رفعت يدها وناظر لها عناد كانت ماسكه شعرها اللي قصته ، توجهت عيونه لعيونها الباكيه ، انقهر على شعرها : ليش !
ميس بغصه : اريح لي ، مابي احد يشك فيني لو قليل.

دخل ذياب شقته وشاف شنطتها بالصاله دخل غرفة الجلوس ماشافها ، دخل غرفته ماتوقع ابد انها بتنام بغرفته وعلى سريره ، لكنه شافها غارقه بالنوم ، وقف جنبها وغصب عنه ناظر لملامحها ، حس انه غلطان بتصرفه ، رجع وطلع من الشقه وسكر الباب وطقه من جديد ، مره ومرتين ويناديها بهدوء : ديم افتحي انا ذياب.
سمع صوتها المرتبك : ذياب ؟
ذياب ابتسم : ايه ذياب ، خوفتك ؟
ديم : اي انتظر شوي وافتح
ذياب : لا خليك ، جيت اصحيك عشان الجامعه ، اذا خلصتي اطلعي لي اوديك
ديم : بس تذكار قالت ماراح نروح مع بعض
ذياب : ايه ماني ماخذها معي
ديم بإستغراب : اجل ليه مهتم انك توديني دامك مو ماخذ تذكار
ذياب : ابوها مايحب احد يوديها غيره..
ديم اتصل جوالها وردت بسرعه : هلا شروق
شروق : صباح الخير ، واضح من الصوت توك صاحيه
ديم : وانتي واضح مانمتي صح
شروق تنهدت : مانمت ياديم ، الله بلاني بلوه
ديم : وانتي ماتتصلين الا عندك مصيبه !

وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن