27

33.6K 570 33
                                    

بالمُستشفى؛
ديم كانت بملابس العمليّه ترجف خوف وألم وعلى يمينها ذياب وعلى يسارها الدكتوره وعبير رغم رفض الجميع وحتى ديم رفضت وجودها لكن عبير أصرت الا تكون مع اختها ولاتتركها لحالها.
عبير همست للدكتوره بتوتر : دكتوره متى بتدخلونها
الدكتوره : نص ساعه وبتدخل
عبير : طيب يصير ادخل معاها دكتوره
ابتسمت لها : لا ياماما مايصير انتظريها بس
ذياب كان ماسك يدها وهي شاده عليه وترجف وهو حاس فيها قال بهدوء : ارخي نفسك ، لاتفكرين
ديم بغصه : خايفه
ذياب ابتسم : خايفه من ايش ؟
ديم : اخاف ادخل مااطلع ، اخاف بنتي تبقى وحيـ..
قاطعها : خافي ربك ، مابي تشاؤم وسوء ظن ، ليش ماتحطين ببالك انك ساعه ساعه ونص بالكثير وبتطلعين وتلقينها بحضنك بكامل صحتها ، وتنسين كل التعب والأيام السيئه اللي فاتت
ابتسمت بخفّه بعد كلامه وشد على يدها : انا احسبك بتقولين خايفه على وزني ، على بشرتي ماترجع زي زمان ، يعني مايهمك التغيير اللي صار لك ؟
ديم : مااصدق يعني الحمل خلاني شينه ؟
ذياب : ماعندنا مرايا بالبيت ماتشوفين نفسك ؟
ديم : الا اشوف نفسي بس ماتغير شي ، اوكي سمنت شوي بس هذا شي طبيعي
الدكتوره أشرت لذياب انه يستمر بالكلام معاها علشان ماتتوتر وتتعب ويأثر تعبها على عمليتها ، ذياب ضحك : امزح معك، شوفي هو حصل لك بعض التغيرات لكن صدقيني للحين حلوه وتبقين حلوه ، ومالك أشباه ياحبيبة خاطري
ديم ابتسمت له وغمضت عيونها بتعب ، ذياب ناظر لعبير كانت خايفه بشكل مو طبيعي وترجف وتفرك ايدينها بتوتر ، خاف ديم تشوفها وهي بهالوضع وتتوتر معاها.
ذياب : ديم بروح اشوف الدكتوره وارجع لك
ديم : لا تتأخر ، خلك معي
ذياب :انا معك ياقلبي ، شوي بس وراجع ، استرخي
ترك يدها وأشر لعبير بصمت انها تجي وراه وفعلاً عبير طلعت وراه.
ذياب : ليه ياعبير هالخوف ، ترا ديم مو ناقصه
عبير : خايفه عليها ، ذياب تكفى تصرف خلهم يولدونها بدون الم مابيها تتألم ابد
ذياب ضحك على براءة تفكيرها وطيبتها قال بهدوء : لاتخافين كلها ساعه وشوي وبتطلع ، وبتصيرين خاله
عبير ابتسمت : يارب

مشاري طلع من غرفته وهو يكلم عبير : ها كيف الأوضاع شخبارها ديم ومتى تبلش عمليتها ؟
عبير : الحمدلله كل شي تمام باقي ربع ساعه وتبدأ عمليتها
مشاري : يالله انا جاي.
ققل منها وقبل يطلع استوقفه صوت تذكار : لحظه مشاري
وقف وناظر فيها وعقد حواجبه لما شافها ، كأنه ناسيها وتوه تذكرها ، استغرب من شكلها ، معاهم بنفس البيت وتشوف انه مقصر معاها وكل وقته لنور وبنتها ، ولاتكلمت ولا عاتبت.
تذكار : ليش ماعلمتوني ان ديم بتولد
مشاري قرب لها وهو عاقد حواجبه قال بهدوء : خليك من ديم ، انتي فيك شي ؟
تذكار ببرود : لا ، بجي معاك ممكن
نور لما سمعت صوت تذكار طلعت من غرفتها وقربت لهم : مشاري حبيبي وانت راجع كلمني ناقصه اغراض ابيك تجيبها
مشاري طنشها وناظر لتذكار : انتظرك بالسياره
نور عصبت : مشاري انا اكلمك ، وبعدين ليش تجي معك
مشاري : بنروح لديم تبين تجين معانا تعالي ، انتظرك تذكار
تذكار تجاهلت نور ولاكأنها موجوده ولا كأنها تكلمت ، دخلت لغرفتها لبست عبايتها واخذت شنطتها وطلعت معاه ، ونور من كثر القهر حاسه بنيران داخلها ، جلست وهي تحر وتبرد من القهر : اه يامشاري ماينفع معاك شي ، بليتني اول عمري بعبير ، وتالي عمري بتذكار ، وللحين صابره عليك ولا تغيرت ، مدري متى بعيش حياتي واستانس ، لازم القى حل لازم .

تذكار ركبت جنبه ومشاري للحين مستغرب ومقهور من نفسه كيف سمح لنور انها تاخذ كل وقته وتنسيه تذكار وحقوقها عليه ، قال بهدوء : نمشي ولا ننتظرها ؟
تذكار : ماتحب ديم ومااتوقع انها راعية واجب وبتزورها لوجه الله، مشينا
مشاري : طيب انتي تحبين ديم ولا بتزورينها لوجه الله
تذكار بغصه : احبها حتى لو هي ماتحبني
مشاري : بس اليوم ماتقدرين تشوفينها
ناظرت فيه مصدومه : اجل ليه ماخذني
مشاري : احسك تعبانه وبشوف وش سبب تعبك
تذكار : جزاك الله خير صراحه ، لو ماشفتني بالصدفه مااهتميت ، رجعني للبيت
مشاري : ليش أرجعك
تذكار : اهتمامك المتأخر هذا انا ماابيه
مشاري : أعذريني ياتذكار ، انشغلت مع بنتي عبير ، لأني سجلتها بمدرسه ولي كم يوم رايح جاي معاها
تذكار سكتت شوي ومشاري ماوده انها تسكت يبيها تعاتبه علشان ترتاح قال بهدوء : لك حق تزعلين ، بس قولي وش يرضيك وانا حاضر
تذكار : انتهت مصلحتك فيني ، ليش ماتطلقني وترتاح وتريحني
انصدم من كلامها وسرح بالطريق وهو يفكر فيه.
كملت بضيق : اللي قاعد يصير لي مايرضي ربي ، مخليني زيادة عدد بحياتك ، ترا انت مو مجبور على هذا كله

مشاري لازال ساكت مو عارف وش يقول ، تذكار كملت وتحس قلبها يبكي مو عيونها : نور وتأدبت مع عبير ، وديم ارتاحت بحياتها ، وانا تعلمت دروس كثير ، كل شي تبيه يامشاري صار ، الحين ليش مخليني على ذمتك ومهملني وكاسب ذنبي ، طلقني أفضل
مشاري حس انها منهاره مد يده وشبكها بيّدها بكل قوته : خلي هالفتره تعدي على خير وبعدها لك وعد مني أسوي اللي يريحك انتي ، انا مابي الا راحتك.
تذكار حاولت تسحب يدها لكنه ماسكها بقوّه ، ماعندها الا الصبر وقررت تصبر اكثر لعل نهاية صبرها راحه.

كانت واقفه وتناظر لغرفة الدكتوره وهي عارفه ان ذياب فيها ، الشتات اللي هي عايشه فيه مو لاقيه له حل ، ولا عندها الا ذياب ممكن ينقذها لكن كيف يلتفت لها او يفكر حتى وهو واضح انه مشغول بشيء كبير بحياته و اكبر من انه يلتفت لها ، شافته وهو يطلع ماسك اوراق ومستعجل ولا انتبه لوجودها ، طلعت الدكتوره وراه واستوقفها الصوت : بليز دكتوره
وقفت الدكتوره وناظرت فيها واستغربت وجود وحده اجنبيه وواضح الخوف عليها : نعم ؟
ابتسمت بربكه : ممكن اعرف ذياب ليش عند إنتي ؟
الدكتوره رفعت حاجبها : عفواً بس انتي مين
توترت : اليكسا ، زوجة ذياب اول ، بس ابي يعرف ليش هو هنا
الدكتوره مارتاحت لها مشت وتركتها ، مشت وراها وشافتها تدخل قسم الولاده ، انصعقت وتمنت ان اللي في بالها غلط..
لكن تأكدت شكوكها لما شافت ذياب يتمشى قريب من القسم بتوتر وفي بنت جالسه قريب منه.
حطت بدها على صدرها تهدي انفاسها اللي زادت من الصدمه ، انقهرت وهي تشوف خططها اللي رسمتها بتضيع لمجرد ان ذياب بيجيه طفل ، وهي عارفه وش كثر يحب الأطفال وينسى معاهم نفسه وكل شي.
وصلت تذكار وجلست جنب عبير : هاي حبي
عبير عصبت : مروقه ماشاءالله اختي بتموت وانتي مروقه
تذكار ناظرت لذياب مستغربه : من قال لك اني مروقه ، استغفري ربك ترا كل الحريم يحملون ويولدون
ذياب : عبير وش قلت انا
عبير : كأنها طولت صح ؟
ذياب يناظر لساعته : ياشيخه توها ماصار لها ربع ساعه
تذكار : ياحظ ديم فيك
عبير : وين مشاري
على طاريه التفتت تذكار شافته جاي من بعيد وواضح مو على بعضه قالت بربكه : هربت منه كان بياخذني يسوي لي تحليل
عبير : ليش هربتي ترا واضح ان فقر الدم لاعب فيك
تذكار : اوكي انا تعبانه بس مو الحين بسوي
وصلهم مشاري وحس نفسه متوتر من توترهم رغم انه عادي : ها ياذياب بشر
ذياب : دخلوها من ربع ساعه
مشاري : الله ييسر لها
جلس جنب تذكار وناظر فيها متعمد بنظرات احرجتها واربكتها وهمس لها : شسوي فيك
تذكار : ولاشي
ابتسم بتعب وسند ظهره وتذكار ارتاحت من ابتسامته لإن حرفياً مالها نفس لأي مشكله
.

بعد ســاعه من الإنتظار الجميل زفوا لهم البشرى بقدوم طفلة ذياب وسلامة ديم ، ماهو شعور عادي او لحظي الا اجمل شعور حسوا فيه على الإطلاق وللمدى البعيد مافي اجمل من هالخبـر .. ذياب ظل ثواني يسترجع كلام الدكتوره " مبروك جاتك بنت والحمدلله على سلامة ديم"
بشارتين بوقت واحد ، انزرعت داخله فرحه عظيمه تعادل سنين وايّام وشهور اتعبته وأنهكت روحه ، شعور عظيم ماله وصف لا بدموع ولابكلام ، سرح لبعيـد وهو يفكر بنفسه ، كيف عانى بحياته من يوم وفـاة امه وظلم اخوانه له وصد ابوه عنه واللي احرق قلبه ان ابوه مات وهو زعلان منه وهالشيء سبب عثره بحياته كلها و" ديمــه " بنته اللي ماتت بين يدينه وراحت ضحية من قسوة البشر لا من قسوة امها وتركها لها ولا من قسوة المربيه اللي من حقارتها اغرقتها بدون خوف من رب العالمين ولا خوف على مشاعر أب قدم كل شي في سبيل المحافظه على بنته وآخرتها تموت" غرقانه " بذنب مو ذنبها تعذب نفسياً ووصلت درجات وحدته واكتئابه للموت ، اتفق على تعذيبه كل شي حوله ، مر بلحظات حس فيها ان قوة تحمّله صفر وماراح يعيش اكثر ، حس انها النهايه وصار ينتظر موته بدون إي انتظار لأي شي ثاني ، لكن بعد ماقابل ديم تغير كل شي بحياته ، بالبدايه ماكان متوّقع انه بيحبها ، كان يعطف عليها لسالفتها ولو ماكان اسمها ديم مااهتم لها ، فجأه بدون سابق انذار حصل نفسه غرقان بحبها وكأن الله زرع مع حبها انتعاش لروحه الحزينه ، انقذته من بحر الحزن والإحباط ، ورغم كل اللي حصل بينهم من مشاكل وتضحيـات كان حبهم يفوز دايماً ويبقيهم لبعض لين هذا اليوم ، اليوم اللي نعمه وهديه من ربهم على صبرهم جازاهم بأجمل عطاياه.
قطع تفكيره صوت عبير وهي تبكي ، لأول مره بحياتها تبكي من الفرح وقالت بصوت مهزوز : دكتوره بشوف ديم
الدكتوره : صعب ادخلك عليها الحين بعد اربع ساعات ممكن
عبير بتوسل : الله يخليك لاترديني
الدكتوره بإبتسامه : تمام تعالي معاي
ذياب عجز يتكلم حتى وهو يشوفها راحت عنه ، مااشبع فضوله ماسأل وين بنته ، وديم شخبارها ، من الفرحه عجزت رجوله تشيله وجلس ع الكرسي وسند ظهره.
تذكار ومشاري اخيراً استوعبوا وقالت تذكار برجفه : الحمدلله على سلامتها ومبروك البنت ياعمي تتربى بعزك
مشاري : الله يجعلها من الصالحات ، وش بتسميها
ذياب : سَـديم
،

وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن