15

37.9K 597 89
                                    

ديم تحاول تستوعب اللي قاله ، ياإنه يستهبل او انه متناقض وماهو عارف يثبت على شي واحد.
قالت بنبره مهزوزه : ليش تتصرف كذا معي ؟ مالومك نفسيتك تعبانه ، اللي صار لك كثير ، فقدت امك وظلموك اخوانك ، وابوك مات وهو غاضب عليك ، وتركتك زوجتك وانقتلت بنتك ، واليوم انصدمت بحبيبتك انها ساحره ، ماعليه
لفت له لين صارت مقابلته وجه لوجه وكملت : ماعليه حـ.
سكتت لما شافت ملامحه ، كان وجهه ذبلان ومعرق وحالته حاله وعيونه ذابله وتلمع بنظرات حزينه.. اوجعها قلبها وكملت بوجع : كان ودي اضمك واطبطب على جروحك بس اللحم الرخيص ماينفع للأسف
جلست بصعوبه لإنه ماسكها، وتعثرت يدها وانحنت شوي وحضنها بقوه له لين حست بتفاصيل جسمه ، ووجهها على رقبته، ذياب عجز يتكلم ، خانه التعبير مجرد مارفعت عيونها له صار خشمه على خشمها وهمس : لاتتركيني!
رجف كل مافيها ، مع ذلك ماضعفت له قالت بحده وهي ترجع راسها وراء : أتركني يامُتناقص ، ياسخيف بعد ايش تقول لاتتركيني ، وش سويت فيني كنت بتموتني ، هذا من غير كلامك الحقير ، لا، انا الحقيره اللي للحين جالسه لك
سكت شوي هدت انفاسه وهمس لها : فمان الله
شال يده عنها وديم ظلت ثواني تحاول تستوعب كلمته بلعت غصتها وقامت جمعت اغراضها على السريع ولبست عبايتها وطلعت..و شافت رسيل وشجن ينتظرونها ، ركبوا مع السوّاق ومشت السياره فيهم ، هادي كان توه واصل ونزل ع اساس يمنعهم لكن مشت السيّاره ، رجع ركب وهو معصب وطلّع جواله واتصل رقم شجن ولاردت ، رقم رسيل وردت بصوت فيه الضحكه : هـلا
هادي : سويتي اللي براسك ! وماخذه اختي بعد
رسيل : انت ماقصرت لكن هذا اللي لازم يصير، مو مجبورين نتحمل ابوك
رسيل : زين يارسيل ، بس خلي تشوفك عيني والله لأطلع عينك يالبويه
رسيل عصبت عرف كيف ينرفزها : لاتقول بويه
هادي : خليني أفضى عشان اعرف اسنعك ، سلام
رسيل : لحظه هادي
سكت شوي وقال بهدوء : وش عندك ؟
رسيل بنفس هدوئه : لاتزعل مني ، هذا اللي كان لازم يصير
هادي : مو قصة زعل ،بس صعبه اشوف اختي وبنت عمي يتخبطون بالشوارع وبيتنا موجود
رسيل ماتبي تسبب بينه وبين ابوه مشاكل قالت بهدوء : صدقني كذا اريح لي ولشجن ، فتره بسيطه بس
هادي : طيب، على فكره مو لايق عليك الأسلوب الحلو
رسيل : والله ماينعرف لك اذا صرت هاديه استغربت مني واذا تكلمت بخشونه قلت يالبويه وحطمت مجاديفي
هادي ضحك : الصراحه انك رافعه ضغطي لكن رفعة ضغط حلوه ولها لذه
رسيل اول مره تحس ماعندها رد وهادي تنحنح : بقفل ، وصلني اتصال ثاني
رسيل : مع السلامه.
قفل منها ورد على ذياب : هلا عمي
ذياب : عرفت مكانهم ؟
هادي : اي ، ماشي وراهم انا.

ميس كانت جالسه وتطقطق بجوالها بملل ، فاقده ديم اللي صار تواصلهم صعب ، وفاقده شروق وتذكار لكن مو متلهفه عليهم بعد اللي عرفته ، ويبقى شوقها الأكبر لعناد، صار لها شهر ماشافته ولا سمعت صوته ولا حتى راسلته ، دايماً هو اللي يبادر ويسألها عن اخبارها ويصير بينهم كلام خفيف ، لكن له شهر مايدري عنها ، نفسها ترسل له لكن مستصعبه الموضوع.
لكن الآن تغير كل شي ، ماقدرت تتحمل أكثر ، خافت يكون فيه شي وهي ماسألت ، ارسلت له " صباح الخير".

عناد كان جالس وقدامه امه وابوه يفطرون ويضحكون..
عناد : والله سوالفكم ماينشبع منها ودي اجلس اكثر بس ابي انام
امه : ياعمري انت اجلس معي قد ماتقدر ، بكره تعرس وتاخذك مني مرتك
عناد تلقائياً ناظر لأبوه بيشوف ردة فعله وفهم عليه ابوه.
عناد : افا عليك يمه ، اتغير على الدنيا كلها ولا اتغير عليك
امه : ياربي احس اني بنت على اول شبابي من كثر ماتدلعني انت وابوك ، الله يخليكم لي
عناد : امين يارب، ويهدي ابوي ويوافق على ميس
ابوه صد عنه وتنهد بضيق : عناد انت مانسيت ؟
عناد بضيق : لا
ام عناد : يارجل خله ياخذها لاتوقف بينهم
ابو عناد : اخسي كان زوجت ولدي لأخت القاتل
ام عناد : حتى كلمة قاتل حرام ، الرجال ماهو متعمد
ابو عناد : انسى هالموضوع وانا أبوك انساه
قام ودخل وترك عناد بشتــــات .. ونظراته لأمه ينتظرها تقول كلام يبرد قلبه، لكن امه هزت راسها بأسى وحزن عليه.
اخذ جواله وقام ووسع الدنيا ضايقه فيه ، تحطمت اماله وانكسر قلبه لمجرد فكرة انها تصير لغيره.
فتح جواله وشاف رسالتها ، تنهد بضيق اكيد استغربت غيابي ، انا كل هالفتره قاطعها مابي اوهمها بشي مادري وش نهايته ، لكن الحين عرفت نهايته ، اه ياميـس.
كتب لها : صباح النور
ميس عدلت جلستها وارتبكت لما رد عليها ، كتبت له : كيف حالك
عناد : بخير
ميس حست بشيء غلط ، ماسألني عن حالي غريبه ، بس انا ابيه يتكلم احسه متضايق ، كيف افتح معاه موضوع ، سرحت شوي تفكر وش تقول ودخلت يدها بشعرها ورجعته وراء وابتسمت بسرعه وعرفت وش تقول له ، كتبت : عناد شعري صار طويل لحد اكتافي ، الحمدلله كنت خايفه مايطول
عناد ضغط على جواله بقوه ، ابتسم فعلاً هذا الشيء فرحه لكن فرحته مالها معنى.
داس على مشاعره وقلبه وكتب : شسويلك ؟
ميس تغيرت ملامحها وبرد وجهها ، رجفت يدها وتركت الجوال شوي .
" معقوله هذا عناد؟ "
كتب لها : بس حلو انك مهتمه فيه ، ياليت تحذفين رقمي مابي هالشيء يضرك
ميس سرحت بحروفه بصدمه كبيره ، هذا مو عناد ، هذا شخص ثاني !
.
.
وين المكان اللي يبيع ابتسامات
انا حزين ، ولازم اني اجامل ..
.
.

كتبت له بعدم استيعاب : ليش كذا
عناد : وش اللي ليش ؟
انتظرها ترد ماردت ،كتب لها : صح انا بعد يومين مسافر للجنوب اذا تبين شي اوصله لأهل ياسر قوليلي
ميس برجفه كتبت له : ليش بتروح
عناد : عندي مرابطه يعني ليش
سكتوا اثنينهم وميس لازالت تتأمل كلامه بصدمه ،
عناد كتب : بمر اهل ياسر الله يرحمه، لإني حلمت فيه يوصيني على بناته
ميس : كم شهر ؟
عناد أوجعه قلبه وردّ : سنه ، ابي انام ، احذفي الرقم لاتنسين
اخذت نفس عميق وقالت بصوت عالي : هذا مو عناد ، لازم اتأكد
اتصلت عليه وانتظرت الرد ، انصدم لما اتصلت ، خلص الاتصال ولارد.
كتبت له : رد لو انك فعلاً عناد ، اخاف انك ذياب وسارق جواله مثل ماسرقت جوال تذكار ، كل شي جايز من عائلتكم المتخلفه
ضحك غصب عنه رغم اللي بداخله واتصلت ورد عليها بصوت واضح انه يضحك : هلا
انصدمت ، حست بيوقف قلبها من نبرته ، يضحك؟ رغم كل اللي قاله ، لكن ضحكته ريّحتها شوي حست انه يستهبل قالت بهدوء : ليش تسوي كذا
سكت شوي وقال بصوت جدي : إنتي ماتفهمين ؟ ترا رديت عشان اثبت لك اللي طلبتيه ، بقفل
رجفت يدها وكان بيطيح الجوال لكنها تماسكت بلعت غصتها وقالت بصوت مهزوز : عناد لحظه ليش مستعجل على فراقي ، ترا اللي بيننا اكبر من انك تنهيه بهالطريقه
هنا عناد حسّ قلبه انخدش من كلمتها ، فعلاً اللي بينهم كبير ، وقصتهم حرام تنتهي اصلاً ، فكيف لو انتهت بمجرد مكالمه.
قال بصوت تعبان : ماانسى اللي كان بيننا لكنه انتهى ، اللي جالسين نسويه الحين غلط فاهمه ؟ غلط
ميس بدون شعور : عناد عناد اسمع ، قبل لاتسافر مرني بودعك
عناد : تودعيني ؟
ميس : اي لإني ماودعت ياسر قبل لايموت
عناد غمض عيونه وفهمه يكفيه ، ظل ثواني مغمض وفتح وكتب لها : كم مره قلت لاتوسوسين ، الاعمار بيد الله
ميس : الوداع مو بس للموت ، عادي نودع احبابنا وهم احياء لإننا عارفين ماراح نشوفهم بعد
عناد : ميــس ! انا وياسر ماحنا محارم لك عشان تتضايقين لإنك ماودعتينا ، كنا اخوانك ووقفنا معك وقفة رجال من طيبنا ، مانبي منك وداع ، ادعي لنا وخـلاص
ميس ضحكت بسخريه وبدون شعور تكلمت بقهر : لاه ؟ اجل تسلم يمين اللي على الطيب رباك ، ماقصرت ماكنك اللي قلتلي انتظريني بخطبك ، ماكنك اللي دعيت بوسط الحرب اني اكون حلالك ، اوقف وقفة رجال مره ثانيه وخلك قد كلمتك وتعال اخطبني ، تعال بدال هالكلام الفاضي.
جننته بكلامها حس نفسه يروح لها الحين ويخطفها وياخذها معاه للجنوب ويعيدون القصه من بدايتها ، تعوذ من الشيطان بداخله وهمس لها : انتي
ميس بتعجب : شفيني
عناد : انتي أجمل حلم عانده النصيب ، والبُعد والحظ وعادات الأهل !
.

ميس سكتت ، ماقدرت تنطق ابد ، كلامه يتردد بمسمعها ، كلمه كلمه ، حستها مثل السهام على قلبها ، فهمت الموضوع وعرفت ان قصده اهله رفضوها ، وحلو انه لمح لها ولا قفل وهي حايره وتعبانه من اسلوبه المفاجئ.
عناد شاف سكوتها طال وكمل بوجع : كل شي ممكن اتخطاه الا الأهل مااقدر اتخطاهم ، ابوي تعبان وماله غيري ، مستحيل اسوي شي بدون رضاه
ميس بهدوء : صح كلامك ، انا بس حبيت اذكرك حسبتك ناسي ، عالعموم الله يوفقك
استجمع نفسه وقال بهدوء : توصين شي
ميس : سلامتك!
قالت الكلمه بتشديد وهي متقصدتها ، عناد ماسمعها على انها كلمه عاديه تقال دايماً ، حسها فعلاً ترتجي سلامته وتوصيه على نفسه قال بضيق : الله يسلمك ، فمان الله.
قفلّت بسرعه وانهـارت ، كيف بلحظات قتلوا حلمها، حطموها بكت بصوت عالي وهي عارفه ان الدموع ماتهديها ، ولا الصوت العالي بيطلعها من اللي هي فيه ، بيغيب سنه يحارب ويمكن يموت لكن مو هنا المشكله ، المشكله والجرح انه فارقها وهو حي ، ولا الموت حق و كلنا بنموت.

في احد الحارات البسيطه وداخل البيوت المتواضعه ، كانوا جالسين ديم ورسيل وشجن جنب بعض كل وحده غارقه بهمومها وماسكه جوالها الا ديم ماسكه دفترها وتكتب ، مثل ماميس عارفه ان الدموع ماتفيدها ديم كانت عارفه ان الكتابه ماتنسيها جرح ذياب ، صح انها ترتاح اذا كتبت لكن يبقى جرحها وحزنها اكبر من كل شي.
شجن بضيق : بنت لازم ازور وافي
رسيل : ليش
شجن : شكله ماغاب عن بالي وهو يحلف لي انه بريء
رسيل : وانتي على طول صدقتيه ؟ طيب شي طبيعي يقول انه مظلوم عشان تتنازلين عنه
شجن : وانتي شايفتني خبله اصدق واتنازل على طول ؟ انا احلامي كثرت عن فيصل زوجي ووافي وكأن ربي يحذرني من شي ، بروح لوافي اسأله اذا صادق يعطيني معلومات عن صديقه اللي طيحه بالمشكله ، بنبحث ونشوف مابنخسر شي ، لكن بنخسر الجنه لو ظلمناه ، الظلم ظلمات
رسيل ناظرت لديم : الست دي بتقول كلام زي الفل
ديم ماانتبهت ورفستها رسيل : هيه
تعثرت يدها وخربطت بالكتابه وصرخت : خير ؟
رسيل : اقولك الست شجن بتقول كلام زي الفل
ديم : وش قالت ؟
رسيل : راح نبحث بموضوع وافي ونشوف اذا صدق مظلوم او لا عشان مانظلمه
ديم : صح
رسيل استغربت من وجه ديم اللي ذابل بشكل فضيع قالت بهدوء : الحين تأكدت ان اللي بينك وبين عمي كبير ، كم صارلنا هنا وماسأل عنك ؟
شجن : اي صح ديم فضفضي لنا يمكن ترتاحين
رسيل سحبت دفتر ديم وقرت اللي كتبته بصوت عالي : .
.

وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن