14

32K 581 81
                                    

ابو عناد سكت شوي ، درس الموضوع بعقله دقيقه كامله ثم التفت على عناد وقال بهدوء ناتج عن صدمه : وافي اللي قتل زوج بنت عمك ؟
عناد : ماهو متعمد يبه ، بعدين بنت عمي ماهي اختي
ابو عناد : بنت عمك مثل اختك
عناد : يايبه هو مسجون
ابو عناد : اذا قصوا راسه ذيك الساعه اخطب اخته
عناد بدأ يرتفع ضغطه : البنت مالها ذنب ، ونفس الشيء انا مالي دخل بزوج شجن ، يعني هي بنت عمي مثل اختي على عيني وعلى راسي لكن حنا وش دخلنا
ابوه : افا ياعناد ، شكلي حسدتك من كثر ماقول انك عاقل وتحسب الف حساب لأفعالك ، انت وش تبي الناس يقولون عننا ؟ تبيهم يقولون تزوج اللي اخوها قتل زوج بنت عمه ؟ وين شيمتك وين رجولتك لبنت عمك اللي أنت عزوتها وسندها
عناد : رجولتي تخليني اوقف مع بنت عمي وماتخليني اوقف مع البنت اللي سافرت معي عشر شهور ؟
ابوه : ماضرتها
عناد : والله انها ضرت سمعتها ، لو عندك بنت وسافرت مع جندي للحد وعاشت بين شباب ، وين بتودي وجهك من الناس ؟ حتى لو كانت مجبوره ، الناس تكفيرهم محدود
ابوه : وانت شعليك ؟ لاهي قريبه لنا ولا تضر بسمعتنا
عناد : احبها وخاطري فيها ، ماتعودت عليك تخلي شي بخاطري يابوي
ابوه بضيق : والله لو انها غير ميس جبتها لك لو مهرها مليون
عناد سكت ، حس بشعور ماعرف اسمه ، شعور غريب ، دعى انه يكون رفض مبدئي ، وبيرجع يحاول فيه الى ان يلين ، لإن امه وابوه ماعمرهم رفضوا له طلب ، عشانه وحيدهم.

ذياب دخل السوبر ماركت واتصل على ديم وقف عند قسم الحلويات وهو عارفها وش تحب لكن يبي يسألها.
ردت ديم : هلا
ذياب : هلا حياتي شخبارك
ديم : تمام حبيبي تسأل عن اخباري وانت قبل شوي شفتني
ذياب : لازم اسأل اخاف صاير لك شي بعد ماطلعت ، المهم انا بالسوبرماركت تبين شي اجيبه؟
ديم : اي شايف قسم الحلويات ابغاه كله
ذياب : بس؟ تبين شي غيره ؟
ديم ضحكت : شفيك صدقت ، امزح ، مابي شي والله
ذياب : خير ان شاءالله ، ديم وصلني اتصال بقفل
ديم : طيب ، باي.
ذياب قفل منها وهو يشوف الرقم الثاني قال للعامل : كل الحلويات الموجوده هنا ابغاها ، نزلها
العامل استغرب ونادى عامل ثاني ونزلوا له من كل شي موجود ، ذياب ابعد عنهم وهو مصدوم من الرقم اللي اتصل عليه ، مع انه كاره الرقم وصاحبته بس لازم يرد ويبرد غليله رد بصوت هادي حاد : الـو ؟
صوت بنت حزين : ذياب
ذياب : خير؟ what happened ؟ " ماذا حدث "
البنت : Please I want to see my daughter " ارجوك انا اريد رؤية إبنتي "
ذياب سكت شوي ولمعت عيونه شد على الجوال بيده وقال بقوّه : مابيني وبينك شي ، لو تموتين ماتشوفينها
ردت : ذياب ، بليز انا تـ، تعبانه بليز.

ذياب : شوفي ليكسا ، من الأخير لاتتصلين فيني نهائياً
اليكسا بتوسل : ذياب، انا.. فـ.
قفل الخط بوجهها وماسمع باقي كلامها ، انفتحت مواجعه لما تذكر بنته ، صح انه ماعُمره نساها لكن بدأ وضعه يتحسن مع ديم ، حقد عليها اكثر من اول لما تذكر يوم هربت وتركت بنتها ، لو ماتركتها لغيرها كان ماماتت مقتوله.
اخذ نفس ومشى وهو يحس النار تاكله عليها ، وكأن فكرة الإنتقام كبرت براسه ، هي سافرت وتركت بنتها واحرقت قلب ابوها عليها ، وبعد السنين هذي كلها رجعت تتذكر ان لها بنت ؟ لو كانت البنت عايشه راح تاخذها بسهوله وتحرق قلبه اكثر ، لإنها امها وبما ان ابوها تزوج فالحضانه للأم ، قعد يفكر كيف ياخذ حقه منها.

ديم كانت جالسه قدام التلفزيون وبيّدها الريموت وتقلّب بين القنوات بملل ، فاقده رسيل من كم يوم ماشافتها لإنها تنام بالنهار وتصحى بالليل وحايسه ابو نظامها ، وذياب نصف يومه مايكون معاها ، بالنهار يداوم واذا رجع ينام للمغرب ، واذا صحى يتعشى معاها و يطلع وماتشوفه الا اخر الليل ، رمت الريموت بملل وانتبهت على جوّالها يتصل وهو سايلنت ، رقم غريب صار له كم يوم يزعجها ، تركته يتصل لين خلص الإتصال ، وتأففت بملل شافت الساعه صارت ٢ الليل ، وذياب للحين مارجع مع انه قبل ساعه اتصل وشكله كان قريب لكن ليش تأخر ماتدري.
اتصل مره ثانيه وارتفع ضغطها ، اخذت جوالها وردت بحده : نعم ؟
تنحنحت : هلا ماما ديم كيف حالك
ديم انصدمت ورجفت : امي ؟
امها : اي ، زين انك عرفتيني توقعتك نسيتيني مع حبيب القلب
ديم بخوف : يمه.. من وين لك رقمي ؟
امها : اعرف رقمك ، واعرف وين ساكنه واعرف تفاصيل حياتك ، واقدر اضرك مير انا يابنتي مابي لك الضرر ، ابيك ترجعين لي بخير وعافيه
ديم : يمه وانا بعد مابي لك الضرر ، مع انك تستاهلين السجن وراح اكسب اجر من ربي قبل الناس لو بلغت عليك لكن مابي لك الضرر ، خليني اعيش واستمتع بشبابي تكفين
امها : لايكثر الكلام ، ارجعي لي بهدوء قبل ارجعك بالغصب
ديم : يعني وش قصدك اترك ذياب ؟
امها : ايه تتركينه
ديم : مستحيل
انفتح الباب وناظرت فيه، وشافت ذياب يدخل وتلاقت عيونهم ، واضح ان فيه شي مثل ماواضح ان فيها شي ، ربكتها وخوفها ورجفتها ، قفلت الجوال بسرعه وسندت ظهرها وتكتفت ، ملامحها معفوسه وعيونها تلمع ، ووجهها احمر ، حتى مااهتمت بكثر الاكياس اللي معه ولا جت تساعده.
دخل للمطبخ ونزل الاكياس ورجع لها وسحب جوالها بقوه وانصدمت اكثر من حركته ، شافته يفتش بجوالها بسرعه وانصدمت " هذا شفيه ".
ذياب وقف على الرقم الأخير وقال بهدوء يخوف : رقم مين هذا اللي قفلتي بوجهه لما شفتيني ؟

ذياب : رقم مين هذا اللي قفلتي بوجهه لما شفتيني ؟
ديم ماتدري تركز بتهديد أمها ولا بحركة ذياب معاها ، وقفت بتمشي ومسك يدها بقوه وغرس اصابعه فيها لين شاف الألم بوجهها قال بعيون حاده : تكلمي ، رقم ميـن هذا ؟
ديم الألم اقوى منها لكنها ماضعفت قالت بحده : اترك يدي ، مالك حق تشك فيني وتكلمني كذا !
ذياب رماها وراها على الكنب واتصل على الرقم الأخير ، ديم ماسكه يدها الثانيه وتمسح عليها تهدي المها من مسكته قال بهدوء خوّفها : في فرق بين اني اشك فيك ، وبين انك تشككيني بحالك
ديم ناظرت فيه بعصبيه كانت بتهاوش لكن خافت من نظراته وجواله على اذنه وينتظر الرد ، كانت عارفه انه بيندم ويرجع يعتذر لذلك قامت ببرود مرت من عنده بتروح للغرفه واستوقفها وحوّط رقبتها بيده وسحبها لحضنه بخفيف وصار ظهرها على صدره ، وهمس : مابعد انتهينا
خافت من نبرته وخافت اكثر لما حط جوالها قدام عيونها وفتح مكبّر الصوت ووصلها صوت امها : ايوه ديم ماما ، وش كنا نقول ؟
ديم سكتت ورفعت عيونها له ، بادلها النظرات المصدومه وهمس بحده : ردي عليها !
ديم استغربت من نفسها ليش اخاف واثبت له اني غلطانه انا ماغلطت ، قالت بحده : ماكنا نقول شي فكيني من شرك خلاص
امها : لا كنتي تقولين بحاول اصرف ذياب واجيك بأقرب وقت ، بعدين هذي اللي تبين تسحرينها لاتجيبين لي اغراضها وبس ، جيبي لي معلوماتها كامله ومكان سكنها
ديم تجمدت ، اظلمت الدنيا بعيونها ، حست بحركة ذياب وراها ترتخي ، غمضت عيونها بقوه ماتبي تشوف نظراته وخيبته ، مهما كان واثق ومهما حاول يعدي الموضوع مستحيل يعدي بسهوله.. ذياب بدون شعور دفن وجهه بشعرها وعيونه تنتظر للفراغ اللي قدامه والصدمه سيّدة احاسيسه.
ام ديم كملت : وينك انتي شفيك ساكته ، عالعموم انا تعبت من هالشغله وبترك المجال لك لكن حاولي تضبطين وضعك بحيث ان ذياب مايشك.. خلص ماما ؟ انتبهي لنفسك وكلميني كل يوم قبل يرجع زوجك ، في امان الله
قفلت ، والجوال لازال بيده ورافعه قبال وجهها ، ديم وش نقول عن شعورها ، خوف وربكه وإحراج ورعب.
رجف كل جسمها على جسمه ، طاح جوالها من يده ، ولا نزل يده ابد كان رافعها بوجهها ، فتحت عيونها لما سمعت صوت الجوال طاح ، شافت يده قدام عيونها وبلمحة عين صارت يده على فمها وكتم شهقاتها ويده الثانيه شد على رقبتها وطيحها على الكنب وهو فوقها وكاتم شهقاتها ودموعها تنزل بصمت من الالم وقوّة خنقه لها وثقله فوقها ، وحست انها بتموت خلاص ، انفاسه السريعه احرقت رقبتها وتكلم بحده : قالوا لي انك ساحره لكن ماصدقت فيــك.. ليه ياديم
كمل بصوت عالي مرعب : ليــش

ارتخى وطاحن ايدينه عنها ديم لقطت انفاسها بصعوبه وظلت ثواني سانده راسها على يدّه ، استجمعت نفسها وقررت تدافع عن موقفها لاخر لحظه ، بحركه سريعه لفت جسمها تحته لين صارت مقابلته وجه لوجه ، حست انه مُنهك وتعبان من قوة الصدمه ، مسكت وجهه بإيدينها الصغيره وهمست بصوت باكي : الله يشهد اني بريئه ياذياب
ذياب بحرقه : امثالك ماينصّدق حلفهم ، انا شلون صدقت كذبك ، كيف اقتنعت انك ساكته عن امك لإنك خايفه منها
ديم بقهر : لاتظلمني اكثر ، اسكت افضل لك
ذياب ابتسم ابتسامه شامته : والله اللي ماينحلف بغيره ، لأكسرك مثل ماكسرتيني
ديم وصلت لمرحله ماقدرت تقاوم اكثر قالت بتعب : الله اكبر عليك مـ.
سد فمها ونزل عيونه لجسمها ، كانت لابسه قميص ازرق غامق شفاف وبارز معالمها حيل.
ابتسم بخبث : من اليوم ورايح لحمك الرخيص لاترزينه لي ، لإنه مايغريني ولا يستهويني ولا اسوي منه عشاء لكلابي
ديم دارت فيها الدنيا ، قمة التحطيم والإهانه حست فيها ، ومن ذياب مو من اي احـد ، صرخت بقوه : ياكثر ماقلت لي افضلك واختارك واميزك و..
شد على فمها وصرخت وانكتم صراخها داخلها : هذاك اول يوم كنت غبي ، الحين ماعاد تعني لي شي
شال يده عن فمها وهمس : صرخي بملي فمك ، بشوف من ينقذك مني
مسحت دمعتها ودفته عنها بصراخ : قوم عني لااتتلوث مني ، موانا لحمي رخيص
ذياب : لا خليك ، الشيء الرخيص بيجيه استعمال رخيص
ديم هنا خلاص كل شي عندها ولا الكرامه قالت بملامح جامده : دامك وصلت الموضوع الى هنا فـ اسمع ، مثل ماانت انصدمت ان لحمي رخيص ، انا بعد انصدمت انك مو رجُــل !
سرح بعيونها ثواني ، همس : يعني ؟
ديم : لو كان فيك ذرة رجوله ماظلمت زوجتك وصدقت فيها من غير اي دليل ، وفوق هذا تسترخصها وهي على ذمتك
ذياب وعيونه تتنقل بعيونها : ملزمه توضحين لي انك مظلومه ؟
ديم كملت برجفه : كل ماتقول كلمه برد عليها ، لاتتوقعني بسكت
ذياب : بس انا اثبتت لك اني رجل ، طول هالشهور اللي فاتت وش كنا نسوّي ؟ شكله مااعجبك الشغل
ديم تحترق من داخلها ، لكن بما انه وصل للوقاحه عادي تصير اوقح منه قالت بصوت راجف : اي مااعجبني.
ذياب صد عنها وهو يهز راسه بالمُوافقه : ولايهمك..
نزل ايدينه ومسك اعلى قميصها وشقه بالنص وشهقت من قوة سحبته ، سحبت نفسها ورجعت شوي ورا وهو لازال ماسك قميصها وبرجعتها هذي انقطع اكثر لين فلت منه ، قامت ودخلت غرفتها وهربت للسرير دخلت يدها تحت مخدتها وطلعت سكين ، هالسكين كانت مخبيته قريب منها عشان تحتمي فيه من اهله وأمها ، لأنها كانت تخاف وتتوقعهم بيجونها بأي لحظه ، لكن اللي ماتوقعته انها بتحمي نفسها من ذياب ، من حبيبها..

وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن