18

33.8K 577 91
                                    

الساعه ٦ الفجر ؛
كانت ديم بنفس مكانها من امس وسرحانه وتفكر ، طلع ذياب وناظر فيها ماشافته ، تذكر اخر شي صار بينهم وتنحنح.
ناظرت فيه بربكه وارتاحت من شكله ونظراته كان عادي قالت بهدوء : كيفك الحين
ذياب : بخير
ديم : لو تروح للمستشفى مو احسن ؟
ذياب : لا ، مافي شي يستاهل ، مجرد ارهاق من قلة النوم
ديم : طيب ، بسويلك فطور
ذياب : لا ماله داعي ابي اطلع
ديم بضيق : براحتك
طلع بهدوء وهو مشتاق لها ، نفسه اقل شي يناظر فيها ، لكن مايبيها تعصب وتزعل اكثر، ديم دخلت للمطبخ ، فتحت الثلاجه وناظرت للأكل و انسدت نفسها ، طاحت عينها على الحلويات اللي تارسه الثلاجه ، تذكرت اخر ليله بينهم ولما قالت بمزحه انها تبي قسم الحلويات كله ، وجابه لها ، دمعت عيونها لما تذكرت حبه لها وطيبته قبل اتصال امها ، ماتلومه على عصبيته, لكن تلومه على كلامه اللي احرقها وقتل كل شي حلو بينهم.
بعد ربع ساعه طق الباب واستغربت ، ذياب من متى يطق الباب ؟ قامت وقالت بهدوء : مين ؟
: تذكار
ديم من هاللحظه حست يومها كله بيكون كئيب قالت بحده : وش تبين ؟ امي ارسلتك لي صح ؟
تذكار بصوت باكي : ديم ابيك بموضوع يشهد ربي ماله علاقه بأمك
ديم فتحت لها وهي متخصره قالت بصرامه ونبره اول مره تسمعها تذكار : اخلصي علي وش تبين ؟
تذكار وهي تمسح دموعها : اسفه ، والله اسفه وندمانه
ديم ابتسمت بوجع : والله الأسف مايبري الجروح ياناس استوعبوا ، الأسف مايفيد ، وش تبين اخلصي ؟
تذكار بغصه : عمي بيزوجني شايب وابوي وهادي موافقين ، ديم تكفين انتي ممكن تأثرين عليه ، خليه يغير رايه ، ديم تكفين وربي ادري اني حقيره ومااستاهل وقفتك معي ، بس صيري اطيب مني ، ديم الله يخليك حياتي بيد عمي
ديم : ذياب يزوجك شايب علشاني ؟ غريبه ماقلتي اني ساحرته من هالناحيه
تذكار : ديم اللي تبينه بسويه ، بس انقذيني من الزواج الله يخليك
ديم : بعد كل اللي سويتيه لي جايه تطلبين مساعدتي ؟ صدق وسيعة وجه وماتستحين ، توكلي
قفلت الباب بوجهها وتذكار نزلت وهي تبكي.. وقفت لما شافت ذياب واقف ، وواضح انه سامع من نظراته كان لابس كاب وحاطه على جنب ويناظر بنظرات غريبه.
تذكار بتوسّل : عمي تكفى
ذياب : اذا ديم قالت لي اكنسل بكنسل ، لإنها صاحبة الشان
صعد وتركها بشتاتها ، وصل للي يبيه ، وهو انه يخليها تعتذر من ديم اكثر من مره وتذل نفسها لها وتحس بقيمتها كـ زوجة عم.. لكـن موضوع الزواج والشايب كله كذب من تخطيط ذياب ، مستحيل يرميها للعذاب ، وهو عارف انها تابت وعرفت غلطها لكن يبي يأدبها اكثر ..

وافي كان منسدح ومغمض عيونه اللي ملت من كثر ماتناظر نفس المكان كل يوم من سنه ، فتحها لما سمع صدا خطوات تقرب له ، رفع راسه وشاف الشرطي يفتح الباب ، وقف بسرعه بدون شعور ينتظر هالباب ينفتح مايدري وش السبب لكن اهم شي يطلع من هالمربع القاتل.
طلع بسرعه ومسكه الشرطي ومشى فيه ، وافي بشتات : وين؟
الشرطي سكت لين وصله مكتب الإداره دخل وكانو مجتمعين ثلاثة ضبّاط وقف قدامهم وعيونه تتوسلهم يهدون خاطره ويعلمونه وش جزاه.
وقفوا ثلاثتهم واتجه واحد لعند وافي وقال بهدوء : وافي طلعت براءه ، تقدر تتصل بأهلك ياخذونك
وافي رغم انتظاره لهالبشاره مافرح فيها ، جلس على اقرب كرسي وسند ظهره وتنهد تنهيده طويله كأنه كان ينازع وفجأه عاش قال بتعب : ثلاث سنين وتوكم تكتشفون اني بريء ؟
الضابط : للأسف كل الأدله كانت ضدك ، ولكن اخيراً توصلنا لدليل ، اللي تسبب بالحادث سلم نفسه واعترف
وافي : مابغى ، ممكن اشوفه بس ؟
الضابط : لك ماتبي ، خوذوه لفايز
قام واخذه الشرطي لزنزانة فايز ، حس كل مافيه يشتعل قهر ، وقف قدام زنزانته ، فايز كان جالس ولما شاف وافي قام ، انصعق من شكله ، وانصعق اكثر من ابتسامته.
وافي : شفيك مستغرب من جيّتي ، عموماً جيت اشكرك على موقفك النبيل ، على رجولتك ، على شهامتك وطيب اصلك ومعدنك اللي خلاك تظلم اعز اصحابك
ضرب برجله على الحديد بكل قوه وقال بعصبيه جنونيه : ثــلاث سنين يالخـايـــن ، ثلاث سنين مدري استوعب اني انغدرت من اعز اخوياي ، ولا استوعب اني مظلوم وبأي لحظه يقولون لي قـصـاص
فايز تمنى انه مات قبل هاللحظه ، ودعى انه يموت بهاللحظه ولا يسمع هالكلام ويشوف كل هالتعب والتغيير بملامح وافي ، وجهه صار اسود من الفشيله والإحراج والندم استجمع نفسه وقال بتعب : يوم صدمت فيصل كان الشارع فاضي ، جيت شفتهم لقيت المره تصيح والرجال والولد متوفيين ، جت في بالي بنتي ياوافي ، بنتي يتيمه مالها ام ومالها احد يصرف عليها غيري ، مو بس انت تخبيت حتى انا ، كانت سيّارتك الدليل الوحيد انك المتسبب ، ورب البيت تخبيت علشان اعيّش بنتي واصرف عليها ، ماكان القصد اني ادبسك بهالمصيبه لكن جاك الفرج ، انا اللي ماستفدت شي
وافي : لا ياشيخ ؟ انت عندك بنت ومسؤوليه واهل تصرف عليهم وانا ماعندي يعني ؟ انا ماعندي ام مشلُوله ؟ انا ماعندي اخت انخطفت بسببك ، خطفوها علشان يهددوني فيها ! خطفوها واخذوها للجنــوب ، عاشت مأساه عاشت نكد
ضرب برجله ع الحديد اقوى من الضربه الأولى وقال بتهجم وهو يحرك الحديد : ضاع عمري وشبابي وتدمر بيتي بسببك ، والله لأحرق قلبك على بنتك مثل مااحرقت قلبي على أمي واختي !

شـروق ، كانت منسدحه بسريرها بملامح باهته
من كثر مابكت من الندم والقهر
كيف حفرت لديم ووقعت بشر اعمالها
كيف قدرت تخون صديقتها علشانها تحب زوجها
بداية زواجهم ديم كانت عارفه ان شروق تحب ذياب
لكن ماقالت شي لإنها تحسب شروق عقلها كبير وتعرف ان هالشيء غلط
وان الشخص اللي حبته لو قليل صار لغيرها وعيب وحرام تفكر فيه
لكن اللي ماعرفته ان شروق صغر عقلها بمساعدة تذكار
واقنعت نفسها انها اولى بذياب لإنها حبته قبل ديم
واقنعتها تذكار ان ديم ساحرته ، وحاولوا يفرقون بينهم كثير لكن مافادهم
ممكن صارت بينهم مشاكل لكن مستحيل يتركون بعض
وهذا الشيء واضح للجميع ، للأسف الخاسر الوحيد بهاللعبه شروق
خسرت صديقاتها ، وخايفه من الجاي..
اتصل جوالها ، وجلست وهي ترجف اخذته شافت رقم غريب
خافت لكن لازم تطمن نفسها لو شوي وردت : الو
تنحنح : هلا شروق
شروق : مين
قال بهدوء : مازن اللي حبك وانتي ماتدرين عنه
شروق : جعل يحبك الضيم والغضب ، وش جاب لك رقمي ؟
مازن : مقبوله دعواتك ، طبعاً تدرين ان تذكار خرفنتني بصورك ؟
ولما اعترفت عطتني رقمك لإني احبك مهما ترفضين
شروق : الله ياخذك انت وتذكار ياحيوانات ، انقلع لها هي كفوك وحركاتك الخبيثه ذي مابيها
مازن : وحبك لذياب وخيانتك لديم مو خباثه ؟ عادي الخبيثين للخبيثات
شروق انقهرت : ذياب شكله مادرا انك متعاون مع تذكار ضده ، لكن بيدري الحين ان شاءالله
قفلت بوجهه وكانت بتتصل على ذياب
لين وصلتها مجموعة صور من رقم مازن
دخلت بسرعه تحاول تنكر تفكيرها لكن طلع صحيح
ارسل لها صورها ، وكتب لها " اذا عرف ذياب ، بتكون هالصور عند الوالد "
قفلت جوالها ورمته بقوه وانهارت تصيـح
بكت عمرها كله ، خلاص مابقى لها شي
الصديقات يتعوضون وكل شي يتعوض
الا السُمعه اذا تشوهت
تذكرت كلام امها وهي تحذرها من صديقات السوء
همست من كل قلبها " حسبي الله ونعم الوكيل عليك ياتذكار "

وصل بيت اهله ، ولأول مره يمشي بدون شماغ يغطي ملامحه
وبدون خوف ، دخل بكل ثقه للبيت
وعينه طاحت على امه وميس
كانت امه بكرسيّها ماسكه مسباحها وتستغفر
وميس تسقي الزرع بعيون سرحانه
عكس عادتها وضحكتها اللي تملى البيت حياه
واضح انها تغيرت ، حتى شكلها تغير.
قال بهدوء : وش هالموضوع اللي ماخذ تفكيركم لدرجة انكم مانتبهتوا لي ؟
طاح من يد ميس خرطوم المويا ، ومن يد امه طاح المسباح
ابتسامته اجبرتهم يبتسمون ، عجزت امه عبر عن اللي داخلها لابكلام ولا بدموع ،
عجزت ميس تتحرك من مكانها ، تقدم لهم وجلس قدام امه
ابتسمت بألم وهي تشوف التغيير الجذري فيه
والحزن اللي كاسي ملامحه والشيب الخفيف اللي متوسد شعره ودقنه.
بدون شعور لقى نفسه يبوس يدها ويهمس بصوت حزين : براءه ، طلعت يمه ، براءه رجعت لك خلاص
امه نزلت دموعها لكن مو من الفرح ، تزلت من الحزن عليه وعلى حاله المتغير الف درجه ، تمنت لو بيدها شي وتشيل كل شي يضايقه
سند راسه بحضنها ونزلت راسها له وباسته
وظلت تدعي له من كل قلبها
وتحمد ربها اللي ماخيب رجاها ودعواتها له..
قام عنها وناظر لميس ، انشرح قلبه لما شاف ابتسامتها ودموع الفرح ،
ميس لما قال براءه طاح عنها هم ثقل الجبال
شدت ظهرها وحست بأمان غاب من ثلاث سنوات
رجعت الحياه لبيتهم ، وخلاص انتهت كل المشاكل
كانت دموعها مثل المطر وهي تفكر بهالأشياء
فتح لها يدينه وطاحت بحضنه وبكت عن ايام وشهور عاشتهم بدونه
بكاها كسر قلبه وقلب امها ، حس بالقهر يزيد على اهل ذياب
ماشافوا برائتها قبل يخطفونها ، وش ذنبها اختي تشيل هم وحزن اكبر منها.
باس راسها اكثر من مره ومسح دموعها وقال بضيق : دموعك غاليه ، والله لأنكد من نكد عليك ياميس والله
ميس قالت بصوت تحاول انه يكون طبيعي : الحمدلله على سلامتك يالوافي ياللي لك من اسمك نصيب
وافي ابتسم لكلمتها : حتى هالكلمه اشتقت لها منك
امهم : انا اشوف كأنكم سحبتوا علي يالعاقين ؟
ضحكوا وباس راسها وافي ودف كرسيّها ودخلوا ثلاثتهم ، بعيون امه ان البيت كله منشرح ويضحك ويهلّي برجعته..
.
.
انكسرت وطحت لكني شجاع
ابتسمت وقمت ماكني كسير ..
.
.

وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن