19

33.9K 564 89
                                    

ميس جالسه عند امها وكانت كاشخه لأن امها قالت لها ان بيجونها حريم يباركون برجعة وافي ، على نيّاتها ولا حست ابد ان بيصير اليوم اهم حدث بحياتها ، رغم ان ضيقتها كبيره من سالفة ريم ، لكنها ممشيه الموضوع بمزاجها لين ماتدري متى.
دخل وافي شايل دفتر الملكه واستغربت ميس ، وزاد استغرابها لما زغردت امها ، وابتسامة وافي تدل على شي كبير.
وافي جلس جنبها وقال بهدوء : عناد موجود ، خطبك ووافقنا وندري انك موافقه فحبينا نفاجئك ونملك على طول بدون رسميات وسوالف طويله.
لمعت عيونها وهي تستوعب كلامه ، نزلت راسها للدفتر وشافت اسمه واسمها ، اختفى حولها كل شي ، الصدمه كانت اكبر من انها تعبر.
امها مسحت على ظهرها : يالله ماما سمي بالله ووقعي
ميس ناظرت فيها ورجعت مسكت القلم بيد راجفه ووقعت ومجرد ماطاح منها القلم رفعت راسها تمنع دموعها ، كيف شي كان من شبه المُستحيلات تحقق الحين ؟
باس راسها وافي : الف مبروك .. الله يوفقك يارب
طلع وجلست امها تسولف عليها ، وميس تفكيرها مع الشخص اللي صار زوجها..
مرت خمس دقايق ورجع وافي وقال بعجله : يالله جاهزه ؟ بيشوفك
ميس نزلت راسها وايدينها ترجف ، صح مو اول مره تشوفه لكن هالمره غير ، بشعور غير ، بتشوفه بدون خوف ، بتشوفه بدون حواجز ، قامت ورا وافي بخطوات ثقيله من قوة الصدمه ، دخلها للغرفه وجلست ، دقيقتين وسمعت اصواتهم يضحكون ، ياالله وش صار بالدنيا بين ليله وضحاها ؟
رفعت راسها ببطئ وتلاقت عيونهم ، عنـاد مافي ولا كلمه بقواميس اللغه توصف شعوره ، وهو موّقع على ارتباطه بالأنسانه الوحيده اللي عشقها وضحوا لبعضهم كثير وعاش معاها قصة حب لولا التقاليد كتبها بالتاريخ من جمالها وغرابتها، بعد ماكلمه وافي راح لأبوه وفاتحه بالموضوع ، وطبعاً ابوه كان عذره الوحيد ان بينهم ثار ، ولما طلع وافي صار ماله اي عذر ، وجاء معاه اليوم هو وباقي عمامه حتى ذياب ، وشهدوا على ملكته بكل صدر رحب وطاح الحطب بين العائلتين..
جلس جنبها وماكانت بينهم مسافه ابد ، عيونه تأملت كل جزء فيها بكل ثقه بدون اي خوف.. قلبه متلهّف لها ، ياكثر ماتمنى حضنها وردته الظروف ، لكن الحين هي معه واقرب له من كل شي.
همس بإذنها : ممكن تتعدين حدودك معي وتخلصيني
ناظرت فيه بتوّتر : عناد !
بلعت غصّتها وهمس على شفايفها بكل لهفه : متخيله ان العالم أجمع مافي شي يغريني ويستهويني غيرك ؟ حاولي تستوعبين الموضوع !
ابتسمت ونزلت راسها وكمل عناد : صرت زوجك ، طاحت المسافات والظروف وجمعنا ربي على خير ، انا جايك بلهفة عاشق ، ماجيت اتزوّج وخلاص! .
.
لي في عيُونك عشره وبيت وعيال
وبيديك ليّ دبله وعشرة مصابيح
.

لك عين ذبلانه ولك رمش زعلان ‏
هديت حيل الزين من زود زينك.
،

ذياب : مابي اخذ شي بعين الإعتبار ، ابي اخذك بحضني اذا مُمكن !
ديم رجف قلبها ، ماكان طلب عادي ، كان يتوّسلها بنبرته ونظراته ، نزلت عيونها لحضنه ، مو بس هو يبي ، حتى هي نفسها ترتمي بحضنه وتنسى الدنيا ، تمنت لو ان ماصار بينهم شي ، نبض له قلبها بلهفه لكن صدّت عنه بسرعه وغمضت عيونها وهمست بقلبها " هذا هان كرامتك لاتسامحينه بسهوله ، ادبيه علشان يعرف قيمتك مره ثانيه ويعرف كيف يثق فيك ، مو كل من قال له كلمه عنك صدقها وضربك وظلمك ، سامحني ياذياب انا احبك لكن بسوي اللي انا ابيه مو اللي انت تبيه "
ناظر فيها وهي معطيته جنبها همس بإذنها : إلى متى !
ناظرت فيه وكمل : جد ديم ، الى متى ؟
بلعت غصّتها ومشت عنه دخلت للغرفه وماحست الا بصوت الباب ينضرب بقوه افزعتها وناظرت فيه وقال بعيون حده : إلى مـتـى ؟
ديم برجفه وهي ترجع بحذر : الى ان انسى كلامك
ذياب : قلتلك كان بلحظات غضب ، اعتذار واعتذرت وتبرير وبررت ، وش تبين مني بعد ؟
ديم صدت وهي نفسها تصرخ بوجهه ، هذا من فهمه ان الاعتذار يدمح الزلات وينسينا الجروح.
مسك فكها ولف وجهها له وحط عينه بعينها وهمس : لاتصدين عني اذا كلمتك ، حطي عينك بعيني وقولي اللي بقلبك ، أتعبني سكاتك
ديم مسكت يده ودفّتها عنها وقالت بقهر : وانت ماخذ الدنيا سهالات ؟ كل شي يجي بلسانك تقوله بدون اي تفكير بمشاعر اللي قدامك ؟ بكل سهوله تجرح وبكل سهوله تعتذر وانا المطلوب مني اتقبل كل مايصدر منك ، ليــش ؟ مالي كرامه؟ مالي مشاعر تداريها ؟ ولا تبي كل شي بمزاجك ولصالحك
ذياب سكت شوي وقال بضعف : مو لصالحي ولا المقصد مالك كرامه ولا العب بمشاعرك ، بس انا احبك
فركت ايدينها بقوه ولمعة عيونها تحكي قوة كلمته عليها صدت عنه ماتبيه يشوف ضعفها وكمل ذياب : كل شي منك يأثر علي ، كان كل شي خارج هالغرفه مايعنيني ، كل الناس كنت متقبل الصدمات منهم الا انتي، الله يشهد اني انصدمت هذيك الليله ، انصدمت! انصدمت استوعبي هالشيء
ديم بصوت راجف : ذياب خلاص مـ.
قاطعها بقوّه : لا مو خلاص ، خلاص من ايش ؟
ديم : خلاص من هالسالفه اللي تعبت منها
ابتسم : طيب خلاص من هالسالفه بس مو خلاص من حضنك
مسكها بقوه قبل تمشي وكمل بحده : صدقيني صدك عني هذا قريب راح نلقى له حل
ديم : مو كل الحلول تنجح
ذياب : ولا مره حسيت ان قلبي حبّك بطريقه عاديه ، كان ينجح بحبك دايماً وبينجح انه يلقى لك حل !
ديم رغم ان كلامه هز قلبها همست بعيون حاده : فكّر بعقلك ، لإن قلبك ماوراه الا الضياع
ذياب ضحك ببرود : بكره تندم ياجميل.

ميس لازالت تناظر بصدمه رغم فرحتها ، الا ان اغلب الأشياء مااتضحت لها ، كل اللي عرفته انها تزوّجت عناد ، طيب وموضوع ريم ؟ وكلام امها ؟ طيب وذياب ووافي كيف تراضوا بهالسرعه وذياب جاي بكل قوّة عين يخطب لعناد ، معقوله وافي نسى ان ذياب هو اللي خطف اخته ؟ حتى ولو ان الموضوع انحل ، وعادت المياه لمجاريها ، يبقى شيء ماينتهي بسهوله..
عناد شاف سرحانها طال : شفيك ؟
ميس برجفه : ماادري للحين مو مستوعبه
عناد : انا قلت لوافي لا يقول لك
ميس ابتسمت وهمست بعيون تلمع : أحلى مفاجئه واحلى يوم بحياتي
عناد سرح فيها وهي تتكلم وتنهد تنهيده طويله وقال ببحه : قاعد اقاوم اندفاعي لك ، لا تهزميني ، لا تهزمين الباقي فيني
انتفض قلبها من نبرته ورجعت شعرها خلف إذنها ، عناد ابعد عنها وسكت شوي..
ميس غمضت عيونها وحاولت تهدي من ربكتها
عناد بصوت عادي : وش اللي محيرك ؟
ميس : ماادري عناد ، كيف بهذي السرعه
عناد : خلاص بما ان وافي طلع وتفّهم الموضوع ليش نتأخر اكثر ، بعدين ياميس هذا الشيء المفروض صاير من زمان لكن الحمدلله كل تأخيره خيره..
التفت لها وهمس بإبتسامه : بالنسبه لأتصالك امس ؟ تكلمي
ميس بضيق : اي هذا اللي مضايقني ، انت خاطب ريم ؟ قول الصراحه ؟
عناد : لا مو انا ، فهد خطبها من ابوها ، وامها عرفت انه من اصحاب ياسر فـ بديهياً بتقول عناد لأني الأقرب لهم ، وهذي كل السالفه
ميس سكتت شوي وزفرت انفاس الراحه وابتسمت : اسفه ، كنت بظلمك واخرب كل شي
عناد : مايهم ، المهم انك صرتي لي ، لو اقدر اخذتك بدون عرس
ميس : ماابي غيرك من هالدنيا وفرحتنا وفرحة امي وأمك تكفي
عناد : يعني مانسوي ؟
ميس : اي عادي
عناد وهو يقوم : لا والله ، والله لأسوي لك احلى عرس وتفرحين فيه
قامت معه ع بالها بيطلع لكن صدمها لما وقف قدامها وسحب خصرها له لين قربت له وبرمشة عين باسها بهدوء ، ثواني وطلع بدون اي كلمه وتأثير الحركه باقي فيه وفيها
.
.

وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن