24

33.6K 593 27
                                    

ليلة زواج عنـاد وميس ؛
كان وافي عازمها على عشاء وكونها اخر ليله لها عند اهلها المفترض تكون سعيده لكن كانت حزينه ، وافي وأمه متضايقين لفراقها لكن يكابرون علشانها ، اما ميس ضيقتها مو لهم ولا عليهم ، وطول الوقت سرحانه..
وافي بإستغراب : ميس ، علامك مااكلتي وتفكيرك شارد ؟
ام وافي : الحين لك سنتين تنتظرين هالليله ولما صارت تضايقتي
ميس : يمه انا متضايقه علشان عناد ، شهرين وتبدا مرابطته و..
سكتت شوي وكملت بضيق : سنه كامله ماراح اشوفه
ام وافي : ياحبيبتي هذا واجبه والمفروض تفرحين له ، وتفائلي بالخير لاتتشائمين
وافي : ياميس انتي قدامك شهرين تستانسين فيهم معاه ، مو معقوله بتعيشين هالشهرين بخوف
ميس ارتاحت شوي من كلامهم واتصل جوالها رقم عناد وقالت بربكه : نرجع للبيت ؟
ام وافي : ايه رجعوني تعبت ودي اتمدد
دفع الحساب وافي وميس اخذت امها وطلعت وردت على عناد بتوتر : هلا
عناد : وينك ماتردين
ميس : مشغوله ، عناد خلاص لاتتصل
قفلت ولاسمعت رده ، عناد رغم فرحته الا انه حس بشي نكد عليه تنهد وطلع شاف أمه وخالاته يحوسون بالصاله ولا اهتم وطلع.
بعد ربع ساعه وصلوا للبيت ونزلت قبلهم ودخلت غرفتها نزلت عبايتها وجلست واتصلت عليه.
عناد كان بسيّارته ولما اتصلت اضطر انه يوقف وينزل ، وقف وتسند على سيّارته ورد عليها بصوت هادي : هلا ميس
ميس بربكه : خايفه
عناد : ليش خايفه
ميس : خلك معي ، ابي اعيش كل لحظه معك قبل تسافر
عناد : باقي شهرين على سفرتي ومن الحين شايله هم ؟ طيب وزواجنا اللي ماباقي عليه الا كم ساعه مايستحق فرحتك ؟
ميس : والله فرحانه بس..
عناد تنهد وابتسم : ماعلينا ، تسهرين معي الليله ؟
ميس : نفسي اقولك لا بننام ونرتاح ، لكن عارفه انا وانت ماراح ننام
عناد : انا ربي لو خلاني سلسال بعنقك مو أفضل لي ؟
ميس ضحكت : انت اغلى من السلسال ، ليش تتمنى مكانه
عناد : احسده ماينزل من رقبتك ولامفارقك ، وانا المسكين لي سنتين ارجي وصلك
ميس : خلاص باقي كم ساعه بس
عناد : كم ساعه بس واصير اقرب من سلسالك واشفي غليل السنتين كلها
ميس ضحكت بربكه : انتقام يعني ؟
عناد : تقدرين تقولين
ميس : بس انا مالي دخل
عناد تنهد وهمس لها : انتي لو تشوفين نفسك بعيوني جايز إنك بهوى نفسك تطيحين
ميس سرحت شوي تسترجع كلامه حرف حرف تنهدت وغمضت عيونها : مااتوقه اني بطيح بهوى شي غيرك، لأني حاولت لكن ماقدرت أتخطى هالحُب مهما فعلت!
عناد نبض قلبه بشكل مُزري وهمس بلهفه : الله يعدي هالكم ساعه على خيـر.
.
.
في مبسمك مرسى تعب كل الأيام
وفي دمعتك موت الحياة الجميله.
.
.

وجدتها قلباً يضمّ سعادتي
ووجدتها ديماً لأيامي سَقَت
شطراً يتممّ شطرَ روحي قُربها
لافرّق الله القلوب إذا التَقـت
.
.
ذياب دخل بيته بعد غيبه طويله ، ماتوّقع ابد انها موجوده ، لكن ديم من يومين تنتظره على أحر من الجمر ، وكل مافيها يتلهف لشوُفته ، أنفتح الباب وثواني وتقفّل ، وقفت ديم وهي مو مستوعبه ان الباب انفتح ، اتصل جوّالها رقم ميس ، ماردت ولا استوعبت اتصالها لأن تفكيرها مع صوت الباب ، معقوله ذيــاب رجع خـلاص ؟
خلص الإتصال ووصلتها رساله من ميس تعاتبها على تأخيرها ، ماتدري انها اساساً ماراح تحضر الزواج لإن هاليوم عندها غير ، حست بشخص قريب حولها ، رفعت عيونها الدامعه بعدم تصديق وتركزت بعيونه المشتاقه ، رجفت شفايفها ورجعت خطوه ، خيّم الظلام على كل ماحولها وبقى نور عيونها عليه ، كثر مافرح قلبها بشوفته كثر ماضاق من شكله المتغير ، والذبول اللي بنظراته يحكي معاناته الطويله ، سالت من عينها دمعه مالها تفسير.
كان يتمنى من زمان لو مجرد لمحه تطيّب خاطره ، والحين تحقق مُناه ، مو بس لمحه وخلاص ، نظره طويله بمكان خالي من غيرهم ، بدون أي حاجز ، من كثر شوقه لنظرات عيونها بالتحديد أبت عيونه انها تناظر اي شي غير عيونها ، أتعبته دمعتها وقادته رجوله لين وقف قدامها وأعدم المسافه بين شفايفه وشفايفها وبدون شعور باسها.
ابعد عنها شوي بعد ثواني صمت وناظر بعيونها وقطع الصمت صوت شهقتها اللي جرحت قلبه فوق الجرح قال بصوت مُنهك : لاتبكين ! أدفع عمري بس ماشوفك تبكين
ديم بصوت مهزوز : ماكفاك ؟ كل اللي سويته ياذياب وباقي بتدفع عمرك ؟ ليش تحسب نفسك انسان عادي ؟ متى بتفهم انك أغلى من روحي عليّ ؟ أفهم وريحني لإني تعبت من خوفي عليك
كانت تعاتبه بكل حرقة قلبها بينما هو غارق بالنظر لبطنها وابتسامته اتسعت وحس انه ماقد مر بحزن طول حياته همس بدون مايناظر فيها : انتي اللي لازم تفهمين ان حبيتك لدرجة اني نسيت شلون تصير الحياه بعيد عن حضنك !
نزلت عيونها ومسحت دمعاتها مد يده لمس طرف وجهها ورفع عيونها له وكمل كلامه بحنين واضح من ملامحه ونبراته: مابيك تصدين ، ابيك تضميني ، والله إني اتشفق على حضنك شفاقه
ديم سكتت شوي خانها كل الكلام أستجمعت حروف الضيق اللي تكدست بقلبها من مده طويله وهمست ببحه : وانا يابعد عيني، ذبح صدري البرد وصدري مايبي غير صدرك يضمه
رفع راسه وغمض عيونه ثواني وناظر فيها وقال بعد تنيهده طويله : آه ياديم والله انتي العالم الي أنتمي له والمكان اللي مفروض أكون فيه والوجهه اللي أتجه لها من غير تردد ولا خوف ، انا والله اتدفى واتذرا واتخبى بك من الليالي البارده.
.

مـرت دقايق طويله صامته من كل شيء الا من قوّة نبضاتهم ، ديم رغم كل اللي حصل ورغم قوّة الموقف وانتظارها له ، مابكت رغم حاجتها الشديده لأنها تبكي على صدره ، ورغم ان قلبها مابرأ منه جرح ذياب وكلامه اللي ماقدرت تنساه رغم حبها وشوقها له.. ذيـاب مافي كلمه توصف شعوره ، شاف الموت بعيونه وكانت الرجعه شبه مُستحيله ، لآخر لحظه وهو بين يدين امّها استسلم ، وماتوّقع انه يشوفها ابد ، لكن الحين هي بحضنه وفرحته عظيمه لكن كان حــاس بضيقها ، ويدري انها مابعد سامحته ، لو ابتسمت بوجهه وضمته يبقى القلب موسوم بجرحه حتى لو ماتكلمت..
قطع صمتهم جوّال ذياب ، ابعد عنها خطوه وعيونه بعيونها قالت بغصه : رد
ذياب : ماودي ، هالناس انا مليت منها ، انا ودي بك بس
ديم بربكه : ماراح ياخذ من وقتك ، رد عليه
ذياب ضحك وطلع جواله، ديم سرحت بضحكته وابتسمت لاشعوري ، ذياب رد وعيونه بعيونها : هلا عناد
عناد : وينك ترا منتظرك ، ابيك توقف جنبي بوجيه الرجال
ذياب : والله ياعناد انك تستاهل بس تعرف ظرفي
عناد : يعني ماراح تحضر ؟
ذياب : لا
عناد : لو ادري انك بتسحب علي ماأجلت عرسي ثلاث شهور عشانك
ذياب وهو يناظر لديم تنهد بحيره ، يبقى معاها ولا يوقف مع عناد بأهم لياليه.
عناد فهم وماحب يضغط عليه : معذور ياعمي وخذ راحتك ، مع السلامه.
قفل منه وقالت ديم بهدوء : وانا بعد ميس تبيني معاها
ذياب : يعني ؟
ديم : بنروح لهم
ذياب وهو يقرب لها : متأكده ؟
ديم برجفه : اي
مشت من عنده ودخلت للغرفه وهي ترجف ، ماكانت تبي تروح لميس لإنها تعبانه وعلشان رجعة ذياب لكن بعد ماسمعت كلام عناد غيرت رأيها ، بتروح عشان ذياب يروح.

مشاري طلع من الغرفه وشاف تذكار جالسه بكامل زينتها وتنتظره ولما شافته وقفت ولبست عبايتها ، قال بهدوء : كاشخه ماشاءالله ، على وين ؟
تذكار : انت بعد كاشخ ماشاءالله على وين ؟
مشاري : لعرس عناد
تذكار : وانا بعد
مشاري : اها
تذكار : بتحرمني من زواجه ؟
مشاري : اي بحرمك ، وبتجلسين عند عبير وتطبخين لها
تذكار : نور تطلقت وديم رجعت لذياب وانا اللي طحت فيها
مشاري تنرفز من كلامها قال بسرعه : كلامي يتنفذ ، لاتحديني على الردى
عبير وقفت عند باب غرفتها وتكتفت : خلها تروح ، انا مااحتاج احد يهتم فيني
ناظروا فيها وتذكار التسمت لها بإمتنان ، لكن مشاري قال بإصرار : كلمتي ماتتثنى ، بتنثبرين عندها وكانك مستعجله على موتك اطلعي من البيت !
تجاهل ملامحها المصدومه ونظرات التوّسل بعيونها وطلع.
نزلت كعبها وضربته ع الباب وصرخت بقهر ، عبير قربت لها وتذكار لوهله حست بخوف ورجعت خطوتين.
عبير : بصراحه انا اللي خايفه منك مو انتي !

مواقف الفرح دائماً تتعدى الوصف ، وتعجز الكلمات عن ايفائها حقها العظيم وخصوصاً اذا كانت الفرحه مُنتظره من زمـان وبعد ظروف اتعبت منتظريها ، انتهت رحلة المعاناه وابتدت حكايه من أجمل حكايا الحب .
" عناد ، ميس "
ليلة زواجهم ماكانت ليله عاديه أو عابره ، لا لهم ولا لغيرهم ، الكل كان عارف بقصة حبهم ، وحصل عكس اللي كانوا خايفين منه ، ميس مرت ساعات انتظارها بتفكيرها بحياتها ، انحرمت من ابوها ببداية عمرها ، وبدال ماامها تتعب عليها هي اللي تعبت على امها وتحملت حياه باهته بدون وجود وافي الأخ السند اللي وجوده كان راحه ، وفي عز الظروف بين عائلتهم وعائلة عناد لقت نفسها غارقه بحبّه ، حبت الشخص الي حماها من نفسه قبل كل شي ، جلست معاه عشر شهور بمكان ماهو مكانها ولا تعرف احد فيه وماشافت الا الخوف وبعز الحرب وخوفها لقت الأمان معاه ، امّا عناد الحرب الحقيقيه اللي عاشها ماكانت بالحد ، عاشها لما رفض ابوه انه ياخذ ميس وقطع اماله فيها..
ميس بعد الزفه صار التوتر يضرب بالعالي عندها ، لكن لما شافت ديم جايّتها من بعيد وقفت غصب عنها ولاهتمت للبنات اللي من الصباح معاها وساعدوها كثر ماهتمت بحضور ديم ، لمعت عيونها لما قربت لها واضحه الفرحه وانشراح قلبها بملامحها ، الصاحبه الأوفى والأقرب ، ضموا بعض بلهفه وهمست ديم : مبروك ياقلبي والله يجعلها بداية افراحك
ميس : الله يبارك فيك ويخليك لي
ابتسمت ديم وابعدت عنها وسلمت على ام وافي وام عناد وباقي البنات لين وصلت وحده ، وقفت ثواني تستوعب انها شروق ، كانت تناظر فيها بنظرات حزينه وندم واضح بعيُونها وهمست : اشتقت لك
ديم بلعت غصتها ماكانت تبي تكسر بخاطرها وابتسمت مجامله : شكراً
كانت بتمشي ومسكت يدها شروق وقالت بضيق : والله مابي منك شي ، وأوعدك ماتشوفيني ولا تسمعين خبر عني ، بس ابيك تسامحيني
ديم التفتت لها وقالت بنبرة جفا : الوجع اذا جاء من شخص غريب مايضر ، يوم يومين وننساه ، لكن اذا اقرب اصحابنا غدر فينا يصير الجرح اكبر من كلمة نسيان ، يصير الوجع بالروح ياشروق ، وانتي مو بس خذلتيني ، انتي طحتي من عيني
شروق بعيون غرقانه : بس سامحيني
ديم : عمره قلبي ماكان قاسي ، لكن ماراح اسامحك
شروق صدت ومسحت دموعها ، ديم كل مايحن قلبها تتذكر كلامها مع تذكار وتخطيطهم عليها ، قست قلبها ومشت من عندها ووقفت جنب شجن ورسيل ، واستغربت نظرات رسيل الشارده والتغيير اللي بشكلها كانت طالعه جميله وناعمه.
رسيل ابتسمت لها : ديم عسى ماشر سرحانه فيني ترا انا مو ذياب ، ذياب عمي انتبهي لاتضيعين بيننا وتصير مصيبه ونتفشل قدام الخلايق ، تماسكي وهدي نفسك.

ديم : حبيبتي مافي شبه اصلاً ولا مقارنه
شجن : الشبه مو بالملامح ، الشبه بالستايل
ديم : حرام عليك حتى ستايلها مغيرته شوفي شعرها كيف طال والميكب اللي يهول العقل ، وش هالجمال انسه رسيل
رسيل : والله غرت منك وقلت لازم لازم اصير حلوه مثلها
ديم : طموحك صعب بس شدي حيلك ماعلى الله عسير..
رسيل : تعجبني الثقه اللي فيك بس اوعدك ياديم بيجي يوم وتشوفيني احلى منك وتغارين مني
ديم : انا مااغار من احد لإن الغيره مرض ونقص بالشخصيه
رسيل : كأنك قاعده تجلديني بكلامك ، انا اغار منك يعني يبي لي علاج ؟
ديم : انتي عالجي هرموناتك المختلطه اول بعدين عالجي غيرتك
رسيل : اعوذ بالله ماينمزح معك انتي
ديم ضحكت : امزح معك انتي جميله بكل حالاتك
شجن : رسيل اذا ماتكفيك شهادة ديم بجمالك يكفيك ان اخوي هادي بـ.
قاطعتها رسيل لما مشت وتركتهم وديم استغربت : شفيها
شجن : بعدين بقولك..
ام عناد اتجهت لميس وهمست بإذنها وميس عقدت حواجبها بعدين ابتسمت ابتسامه باهته : ديم ، بطلع خلاص
ديم استغربت : وعناد ماراح ينزف عليك!
ميس : لا ، امه تخاف عليه من العين
رسيل : نفسي اقول القرد بعين امه غزال لكن هو فعلاً غزال الله يحفظه
ميس بربكه : ديم خليك معي
ديم : انا معك ياروحي لاتخافين
ام عناد رجعت وهي معصبه : قليل الحيا حلف انه يدخل
رسيل : الله يهديك ياخاله يعني حنا مقدرين خوفك على ولدك لكن خليه يستانس ، تبين تحرمينه من فرحته بليلة عمره
ام عناد : صادقه ، بيدخل الحين
ميس مسكت يد ديم بقوه : ديم
ديم : اسم الله عليك بروح اتغطى واجيك
ميس شدت عليها : لاديم خليك معي
رسيل : يابنت اتركيها تتستر لايشوفها عناد ويخق عليها ويسحب عليك وكنك يابو زيد ماغزيت
ميس : عادي زوجة عمه ، روحي انتي مابيه يخق عليك
رسيل استحت : شكراً ياعمري يالله باي مابي افرق بين الأحبه
راحت وميس ضحكت ورسيل حست انها سوت انجاز لما ضحكتها بعز توترها ، ديم راحت تحجبت ورجعت وقفت قريب منها.. ومن بعيد كانت امها جالسه على كرسيها وتناظر فيها بعيون غرقانه من الفرحه.
دخل عناد و امه وخالاته شالوا القاعه شيل بدخلته وهو ماهمه من كل شي الا ميس ، كانت عيونه عليها من بعيد وقلبه يتلهف لها وصل لها وقف قدامها وخانه تعبير لا بفعل ولا بكلام ، ابت عيونه انها ترمش عن اجمل وجه خلقه رب العالمين بنظره.
ام عناد بخوف : يمه عناد وش فيك تجمدت تحرك
رسيل : لاتخافين مو عين
عناد استوعب وتقدم خطوه وباس راسها وهمس عند اذنها : بسم الله ماشاءالله اما بعد وش وش هالجمال الخُرافي ؟ وش هالجمال اللي تعدا حدود المنطق والإدراك ؟

وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن