25

35.3K 589 145
                                    

وافي مستغرب وش هالشغل اللي اخر الليل قال بهدوء : يالله انتظرهم
هادي ركب سيّارته ومشى لقاعة الرجال وهو يكلم شجن وقال لهم يطلعون ويروحون مع وافي ، شجن ارتبكت وعصبت عليه لأنه يماطل من ساعتين..
طلعت وهي تدف ام وافي بكرسيّها شافت رسيل للحين واقفه وسرحانه استغربت : انتي للحين مارحتي !
رسيل ماردت عليها ، شجن ماهتمت وطلعت هي وامها وقدامهم ام وافي ، وافي كان واقف عند سيّارته وسرحان لما حس فيهم يطلعون رفع راسه وتركزت عيونه بعيونها ، ثواني ماقدر يرمش فيها ، شجن رجفت يدها ، ورجعت خطوه لاشعورياً وافي تقدم قرب لها ووقفت جنب امها شجن ، استغرب حركتها وكأنها خايفه منه ، صار مكانها واخذ امه للسيّاره.
ام هادي مشت وحست ان شجن للحين واقفه التفتت لها مستغربه : شجن علامك ، تعالي
شجن ماستوعبت انهم بيروحون معاه ، عصبت اكثر على هادي ، مشت وهي متوتره ركبت جنب امها ومسكت يدها ، ام هادي استغربت اكثر : يابنت انتي شفيك ماسكه يدي تعبانه شي ؟
شجن همست بإحراج : لا
وافي ابتسم لما حس بإحراجها وتنحنح : كيف حالك ياخاله
ام هادي : بخير الله يسلمك.
وافي : وشجن شخبارها
شجن انصدمت وناطرت لأمها اللي ماهتمت ، انتظرتها ترد وتنقذها لكن امها سكتت ، ارتبط لسانها ماقدرت ترد رغم ان الكلمه بسيطه.
وافي لما طال صمتها قال بهدوء : عساك بخير ، وعسى ايامك دايم سعيده.

هـادي دخل للقاعه واتجه لعمه عزام مايدري كيف يكذب عليه ويستجره علشان ياخذ سيّارته ، وعزام استغرب نظراته قال بهدوء : علامك
هادي : سيارتي بنشرت ابيك تعطيني سيارتك اودي اهلي وارجع لك
عزام : للحين ماوديت اهلك ، يارجل انت عليك برود ماشفته بحياتي ، خوذوا رسيل معاكم
هادي بدأ يشك ان عمه يدري انه يبي رسيل ، اخذ مفتاح السيّاره وطلع وبداخله يقول لو تدري ان برودي بسبايب بنتك هالبويه ، ركب السياره ومشى وهو يضحك على هالمصطلح اللي تكرهه رسيل " بويه " ولو تسمعه بتزعل ، وقف عند قاعة الحريم وضرب بوري وجاب شماغه لقدام بحيث رسيل ماتشوف وجهه ، طلعت ولما شافت سيّارة ابوها اتجهت لها وركبت قدام وماجاء على بالها لو ١٪؜ انه مو ابوها اللي جالس جنبها ، مشى بهدوء وهو يسمع صوت اساورها وانشغالها بشنطتها ، رسيل سندت ظهرها وتنهدت وهي تفكر بنظراته وكلامه ، لاشعورياً ابتسمت وغمضت عيونها شوي لين وقفت السياره عن الإشاره ، فتحت عيونها وناظرت جنبها شافته يناظر فيها وينسف شماغه صرخت ورجعت ورا وضرب راسها بالقزاز ورجفت خوف ، كانت حاطه في بالها انه ابوها وفجأه يطلع هادي قالت بصوت مهزوز : جني انت ؟ شجايبك و.. بسيارة ابوي ، مريض ؟ الله ياخذك

رسيل رجعت سندت راسها وهي حاسه بدوخه من الالم والصدمه ،هادي بغض النظر عن ردة فعلها المضحكه ، خاف عليها : تعورتي ؟
رسيل بغصه : ليش تسوي كذا ؟
هادي : انتي برايك ، ليش اسوي كذا ؟
صدت وقلبها يحترق من قربه خوف وحب وتضارب الرهبه مع الرغبه ، هادي حاس فيها وفاهمها كثر ماهو فاهم نفسه ، علشان كذا ماقدر يبعد عنها رغم انها صدته كثير لكنه عارف وش اللي بقلبها.
قال بهمس : انتي لو تعطيني فرصه ، بس فرصه وحده ، وتخليني اغير تفكيرك وأطمّن خوفك
رسيل : الحين انا مو خايفه من شي ، غير وجهك اللي فجعني
هادي ابتسم : اسف ، اضطريت ، راسك يابس ومالقيت الا هالحل
رسيل بربكه : طيب وش تبي الحين
هادي : انا ؟ من جد انا وش ابي ؟
رسيل : ودني للبيت وبعدين يصير خير
وصلها للبيت ، وقبل تنزل ناداها والتفتت له بنظره اول مره يشوفها وريحت قلبه قال بهدوء : حرمتيني وصلك لاتحرميني الصوت ، كلميني
رسيل : ان شاءالله ، مع السلامه
نزلت وهي ناسيه خوفها ، مجرد اصراره عليها رغم انه عارف عيوبها هالشيء يزرع فيها شعور حلو ، وخوفها اللي بينسيها اياه نسته قبل لايبدأ ..

بعد يُومين ؛
ديم كانت جالسه وتكتب وتفكيرها معاه ، خلال هاليومين ماشافته الا مره وحده بس ، لأنه من يصحى يطلع يخلص الاشغال اللي فاتته خلال الفتره الماضيه ، اول مره تحس حالها وحيده هالكثر ، رغم ان ذياب رجع ، ومشاري وعبير صاروا قريبين لها ، ورسيل وشجن وميس مايغيبون ابد..
لكــــن ؛ مهما كان جمال حياتها، حرفياً حياتها مالها معنى دامها ماعاشت تحت ظل امّها ورعايتها وإهتمامها وحبها..
صحيح انها ماتحبها ، لكنها تمنت لو تتغير وتتوب وتعتذر لها.
لكن امها انتهت ، ايّام قليله وبتموت وهي تاركه بقلب بنتها غصه ماتخفيها السنين وجرح ماله عِلاج.
دخل ذياب ومانتبهت له ، سرح فيها وهي كالعاده تداري احزان روحها بالكِتابه.
حست انه واقف ورفعت راسها ناظرت فيه وحست بإنشراح بقلبها وماله داعي تمسك القلم وتفضفض ، تقدم وجلس جنبها ، ريحة عطرها لعبت بحواسه الخمس ووصلت لأقصى نقطه بقلبه ، ونفس الشيء ديم ماقدرت تتخطاه ولا تكابر على قربه وهي تتمناه وتدوره دواره رغم كل شي كانت محتاجه ترتمي بحضنه وتنسى كل شي.
ذياب اخذه الفضول انه يشوف كتاباتها ، اشتاق لحروفها ، اخذ الدفتر وفتحه على الصفحه اللي كانت تكتب فيها وقرأ ،

وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن