المغـرب ؛
عناد لبس بدلته بدون الجاكيت لإن جرحه ماالتئم ، مشى مع ياسر ولما وقف بيطلع حس بوهقه لإن باقي الجنود ينتظرونه وهو ناسي ميس قال بهمس : وين ميس ؟
ياسر بنفس همسه : هذي النكبه ماقلنالها اننا بنطلع
عناد : حاول تشوش الجو شوي ، ابي ارجع اشوفها
عناد رجع وياسر مشى ناحية اصدقائه ووقف : ياشباب ، ترا هنا الشبكات فُل اللي ماكلم اهله يكلمهم قبل نرجع
بعضهم طلعوا جوالاتهم وهم فعلاً ناسين من كثر ماهم مشغولين وقايمين بشغلهم على اكمل وجه.
عناد اتجه للإستقبال ووقفت اريج : هلا اخوي ناسي شي
عناد : وين ميس ؟
اريج ابتسمت : يووه نسيناها لحظه
عناد : خليك خليك ، بس قوليلي وينها
اريج تأشر : بالغرفه ذيك
عناد اتجه للغرفه وفتحها بهدوء وناظر شافها جالسه وجنبها احلام ويسولفون لما شافته ميس وقفت مرتبكه وراحت له : ليش قمت وانت تعبان
عناد بهمس : ادخلي البسي البدله ، بنمشي
ميس بربكه : طيب دقيقتين
دخلت ميس وطلع عناد وثواني وطلعت وراه احلام : اخوي الله يعافيك ممكن تجيب لنا ميس بين فتره وفتره الين الله يفرجها وترجعون لديرتكم ؟
عناد : معك حق لازم تجيكم علشان ترتاح شوي لكن كيف اجيبها ؟ لازم انصاب ولا اموت علشان تجي مع الأسعاف
احلام : الله كريم ، عموماً انا علمتها بعض طرق الإسعافات ان شاءالله تفيدكم فيها
طلعت ميس ووقفت عنده : عناد سكر الطاقيه ماعرف اسكرها
وقفت قدامه وسكر لها الطاقيه وتألمت ميس لإنها اكبر من راسها ضحك عناد وناظر لأحلام : جيبي لي فحم
احلام راحت تجيب له وميس مستغربه : ليش فحم ؟
عناد : امداك تنسين ؟ وش كنا نسوي لك فيه الفحم ؟
ميس : مااذكر ؟ ايش ؟
عناد ركز بعيونها وهمس : كنا نظلم فيه جمالك
تلعثمت وبلعت ريقها وصدت ولف وجهها مره ثانيه له : ماخلصت ليش تصدين
جت احلام معاها فحم ، ومسحوا على وجهها لين اختفت ملامحها وطلعوا ، ياسر لما شافهم من بعيد جايين قال بصوت عالي : شباب
ناظروا فيه وكمل : ابي اركض لين التل هذاك اللي يسبقني نذر له خمس الاف
ركض وركضوا معاه وصاروا يتسابقون من قلب وبحماس وعناد ضحك : هذي حركه علشان يشتت انتباههم عنك
ميس ابتسمت بإمتنان : ماقصر معي ياسر ان شاءالله اني ماانسى له معروفه.
عناد : خلينا نمشي لين نوصلهم
التفت على اصدقائه الباقيين : الحقونا بالسياره ياشباب
مشى هو وميس واشر لها على محل ورد جنب المستشفى : هذا صاحبته عجوز ولدها جندي معانا ، توزع ورد مجاناً لمصابين الحد ، وعشان اللي يزورهم ياخذ لهم ورد
ميس : حسافه ماكنت ادري ولا جبت لك ورد
عناد : مافاتك شي ارجعي جيبي لي
كان يستهبل ماتوقع انها بتجري ناحية المحل ، ومشى وراها.
➖
ميس دخلت على العجوز وكان اسمها ام سعيد ووقفت العجوز بلهفه : ياحي الله ، ياحي الله عيالي
عناد بإبتسامه: الله يحييك ، لكن اللي تشوفينه بنت واسمها ميس
بانت الصدمه على ملامح ام سعيد : اظنك شفتني عجوز كبيره قلت العب عليها
عناد ضحك وضحكت ميس بضحكتها الناعمه ام سعيد رجعت خطوتين وهي تناظر لميس بخوف : خوفتوني وش الحاصل
عناد : هذي بنت ياخاله لكن حصلت شوية ظروف اجبرتها تتنكر بزي ولد
ام سعيد زفرت براحه : الحمدلله ، الورد هذا فداكم
عناد : انا تصاوبت وماجابت لي ميس ورد ، فجينا الحين علشان تعطيني ورد
ام سعيد اخذت ورده ونثرت اوراقها وجمعتهم بيدها ورمتها على عناد وضحكوا وقالت ام سعيد بفخر : والله ان الورد مايكفيك ولايكفي اخوياك لكن الشكوى لله هذا ابسط شي
ميس دمعت عيونها لما تذكرت امها ولاشعورياً ضمتها بكل شوقها وبادلتها الحضن ام سعيد وهي منكسر خاطرها عليها، عناد خاف من فكرة انها تتعلق فيها وماترجع معاه انشدت اعصابه وقال بسرعه : ميس تأخرنا
ميس ابعدت عنها ومسحت دموعها واستأذنوا وطلعوا منشرحه قلوبهم.
➖
ديم كانت جالسه بالصاله وسرحانه بالسقف ، مستغربه من ذياب رجع العصر ونام والى الآن ماصحى ، سمعت صوت جواله يدق وبعدها سمعته يكلّم ، وسمعت اصوات بالغرفه ، بعد ربع ساعه انفتح باب الغرفه ووصلتها ريحة عطره قبل لايطلع ، حست قلبها الساكن فزّ ولاشعورياً عدلت جلستها رغم انها ناويه ماتتحرك.
ذياب طلع وكان يلبس طاقيته ، ناظر فيها وصدت ، دخل ايدينه بجيوب جاكيته وقال بهدوء : مساء الخير
ديم : مساء النور
ذياب : بنتعشى انا ويّاك برا ، لكن انتظريني ،تذكار اتصلت عندها شروق ابروح اوصلها لبيتهم وارجع
ديم سكتت شوي وقالت بهدوء : طيب
ذياب : تغارين من شروق ؟
ديم : لا
ذياب : كاسره خاطري ابوها توه متوفي وماعندها احد يوديها ويجيبها
ديم رغم الضيق اللي فيها الا انها لازالت متماسكه قالت بهدوء : وانت مصدق ؟ ياالله كيف تقدر تتفاول على ابوها بالشر بس علشان تلفت انتباه احد
عقد حواجبه : يعني يكذبون ابوها ماهو متوفي ، بسيطه
مشى ناحية الباب وفتحه بيطلع ونادته ديم بصوت راجف : لحظه ذياب
التفت لها وناظر فيها لين وصلته وقفت قدامه بلعت غصتها وهمست : لاتروح لهم
ذياب : ليش ؟
ديم برجفه وهي تناظر لعيونه : صديقاتي واعرفهم ، يسوون كذا علشان تنجذب لشـروق مثل ماهي منجذبه لك
ذياب : يعني تغارين ؟
ديم بحده : ايه اغـار
ذياب سرح بعيونها ثواني ، يده كان ماسك فيها الباب وبيده الثانيه حوط خصرها وسحبها له وطبع بوسه على شفايفها بكل مااوتي من مشاعر جميله زرعتها بداخله ديم، ترك الباب وحضنها بكل يدينه.
➖
ديم دمعت عيونها من تأثير الموقف عليها للمره الثالثه على التوالي يحضنها ذياب لكن هالمره بزياده ، ترك خصرها ومسك ايدينها ورفعهم على رقبته ورجع حضنها ، ثواني وسحبت نفسها بصعوبه منه وقالت بأنفاس سريعه : لـ، لحظه ، الظاهر جازت لك سالفة الحضن، كل شوي وانت حاضنني
ذياب : الأحضان خلقها ربي لفصل الشِتاء
ديم برجفه : كنت امزح ، روح
ذياب : لا، ماتمزحين ، انتي تغارين
ديم بقهر : اغار على شروق مو عليك ، اغار واخاف عليها من شخص كذاب مثلك وماينعرف كذبك من صدقك ، يلعبون عليك تذكار وشروق وانت مصدقهم ، ياخلّاف كلمه توديك وكلمه تجيبك !
ذياب ارتفع ضغطه وتنرفز لدرجه يُستحال وصفها ، مسك رقبتها وجرهّا لين لصقت فيه وعيونه يتطاير منها الشرار قالها بصوت منخفض بس مليان غضب : كل اللي سويته من يوم عرفتك الى الآن ، سويته بمزاجي ! ولإني انا ابي اسويه ، آخر مره اشوفك تتكلمين معي بهالطريقه !
كانت واقفه على اطراف اصابعها لأن ذياب بمسكته هذي رافعها عن الأرض حست انفاسها تروح قالت بتوسّل : طـ، طيب أتركني
ذياب تركها وطلع بدون أي كلمه زياده ، من عصبيته يحس الأرض تحته نار ، كان طيّب معاها لآخر لحظه لكن هي جنت على حالها بكلامها ونظرتها له انه كذاب ، وصدمته لما قالت انها ماتغار عليه والمقصد من غيرتها شروق.
جلس على كبوت سيّارته وشغل سيجارته وبدأ يدخنها بشراهه.
طلعت شروق مستعجله وتذكار تناديها : لحظه شـ.
وقفوا اثنينهم لما شافوا وضع ذياب ، ذياب سمع الصوت لكن مارفع راسه ولا ناظر فيهم نفث دخانه وقال بهدوء : يعني فوق ماانتي مرخصه نفسك ليّ كاذبه بموت ابوك ! انتي ماتخافين الله ؟
شروق تلعثمت ورجعت خطوتين لما شافته يوقف وقال بقوه : الله ماتخافين منه ؟
شروق برجفه : احترم نفسك انا بحياتي ماارخصت نفسي ، ولا عشان كثرة الرخيصات بحياتك صرت ماتميز بين الشريفه والرخيصه ، بس يكون بعلمك مو كلنا مثل البنت اللي كانت بحضنك قبل خمس دقايق !
ذياب فهم قصدها وعرف انهم شافوه وهو يضم ديم لكن ماعرفوا من هي البنت قال بهدوء : تخسين والله ، والله انها اشرف منك ، انتي لو تعرفين الشرف ماصعدتي لشقتي ! هاا ليش صعدتي ؟ وش تدورين ؟
بلعت ريقها برجفه وتذكار خلاص ماتت من الخوف ذياب قال بصرامه : تقلعي يالله لااشوفك جايه عند تذكار، برا يالله
ناظر لتذكار بصرامه : والله لأربيك من اول وجديد يالصايعه
تذكار رجفت ونزلت راسها ، شروق طلعت وهي تبكي على الموقف اللي حطت نفسها فيه.
تذكار كانت بتدخل ووقف بطريقها ذياب ، بنظرات خايبه : مااوطى منها الا انتي لكن واللـه لأخليك تظلين وحيده مكروهه من اهل وصديقات، وانتي تعرفين مقصدي!
➖
الساعه ٥ الفجر ؛
عناد كان شاب النار وجلس قدامها وسرحان فيها، وماسك عصا صغيره ويحركها على النار لين تنحرق ويطلعها لين تطفي ويكرر هالحركه بدون شعور ، تفكيره مع امه وابوه وكيف حياتهم وهم عايشين لحالهم ، و ميس اللي قتلته ببراءتها وماراح يرتاح الا لما يرجعها لبيت امها..
ميس كانت واقفه عند الخيمه وتناظر فيه وضايق خاطرها ، مشت ناحيته وجلست قدامه ولارفع راسه وعيونه تلمع من ضوء النار ، حنت راسها وناظرت فيه وانتبه لها وابتسم : وش مصحيك
ميس : صحيت جوعانه وقلت بنتظر الصلاه
عناد : جوعانه وماتقولين لي ، بقوم اجيب لك اكل
ميس : لالا مو مشتهيه من الأكل حقكم ، اجواء الفجر والبرد ذكرني بأيام زمان لما نصحى للمدرسه ونلقى امي تخبز لنا خبز ، مع الحليب اللي كانت تطبخه لنا ، هو حليب عادي بس الى الآن مااعرف ليش اذا امي طبخته يصير له طعم غير !
عناد : قلبتي المواجع
ميس : ماهو القصد بس ابي اوصل لك اني مشتهيه خبز وحليب
عناد وقف : ماخليه بنفسك ، بس لحظه تعرفين تخبزين !
ميس ضحكت وغطت وجهها وضحك عناد : حتى انا ماعرف لكن بنحاول ، اهلاً بالعيد
راح للمخازن وميس كانت تناظر فيه لين دخل وفركت يدينها ببعض وقربتهم للنار.
بعد خمس دقايق رجع عناد شايل اغراض جلس جنبها : نقول بسم الله ، هذا الطحين والزيت، وهذي الخميره ، وهذا الصاج ، وهذا الحليب ، وهذا الملح وهذا السكر وهذا الماء
ميس : كيف عرفت المقادير ؟
عناد : تعلمنا الطبخ غصب ، والله في واحد محادثة زوجته كلها طبخات تعلمه وهو يعلمنا ونطبخ ، يالله شمري اكمامك واعجني معي
حط القدر بينهم وحط المقادير كلها وعطاها قفازات ولبس هو ، وبدوا يعجنون ، ميس تعجن بسرعه وهو ببطيئ.
ميس : كأننا كثرنا المويا ، زيد الطحين
عناد مسك الطحين وكان بيحط شوي لكن طاح كله بالقدر ميس اخذت المويا وصبتها كلها وبدوا يعجنون وايدينهم تتضارب بعضها ووقف عناد : لحظه لحظه ! لعننا والد والديها صارت قاسيه لو ارميها على كافر يعلن إسلامه
ميس ضحكت بصوت عالي واستوعبت وقصرت صوتها : لا صارت زينه كذا ، يالله خلنا نسوي كور
اخذوا قطع وكوروها وفردها عناد لين صارت مفروده وحطها على الصاج.
ميس حاولت تسوي مثله وتفردها لكنها تقطعت العجينه ورجعتها للقدر.
عناد اخذ الإبريق وحط فيه شوية حليب بودره وصب عليه المويا المغليّه وحطه على النار وصارت هاديه وراح الدفى عنهم ، ميس نزلت القفازات ومسحت على يدينها ورجفت من قوة البرد، كان يشتغل وعيونه على الخبز والحليب لكن تركيزه معاها سمع رجفة اسنانها وبدون تردد فصخ جاكيته وقام وحطه عليها.
➖
ميس بربكه : لا عادي مو بردانه مره
عناد : خليه عليك
ميس : لا خير وتظل انت كذا
قامت ونزلت جاكيته ولبسته وعناد انتظرها لما خلصت وقال بهدوء : خلصتي ؟
ميس : اي
نزله مره ثانيه وحطه عليها وكشرت ونزلته ولبسته اياه وضحك : يابنت الحلال ماابرد انا عندي مناعه
كان بينزله وشموا ريحة حريقه ناظروا للخبزه شافوها سوداء وشهقت ميس واسرع لها عناد شالها بالملعقه ورماها بالصينيه وقال بخيبه : راحت علينا ، خلي المكابر ينفعك
نزل جاكيته وحطه عليها : علي الحرام ان تلبسينه
انحنى واخذ قطعه ثانيه من العجين وفردها وحطها على الصاج ورفع يده : جاري التركيز يرجى عدم الإقتراب او التحدث.
ميس اخذت الخبزه المحروقه واكلت منها شوي واعجبها الطعم : لذيذه والله
عناد : لا ماتفقنا كذا ، اتركيها لاتضرك
ميس : لا تنقد علي بس جد احب اسوي اشياء غريبه واكل اشياء ماتنوكل
عناد : مثل
عناد : مثل الأكل المحروق، ، المناكير ، قشر الليمون ، عصير طماطم
عناد يناظر فيها مصدوم وضحكت ميس : شفيك
عناد نزل راسه وقلب الخبزه وقال وهو يأشر عليها بيده الثانيه : تُحال الى مستشفى الامراض النفسيه مع تشديد الرقابه
ميس ضحكت بضحكتها العاليه واستوعبت وحطت يدها على فمها وقالت بوهقه : يارب محد سمعني
عناد : انتي اللي مايسمع يسمع ضحكتك الحلوه هذي
ميس مسحت دموع الضحك وقالت بتوتر : يعني انت تسمي الأنسان اللي عاداته غريبه مريض نفسي !
عناد : مع احترامي وتقديري ماشفت احد ياكل اشياء غريبه الا وهو ضارب مخه ، اما عصير الطماطم هو عادي بس الله يعز النعمه ويكرمها
ميس : لاوالله بس حب تجربه مالها شغل بالمخ ، خلاص زعلت لاتكلمني اجل انا مريضه نفسيه ! صدمتني فوق على وضعي البائس اللي انا عايشه فيه
عناد : مشكلتي صريح ويارب انك تقدرين صراحتي وماتزعلين
سمعوا صوت اذان الفجر ولقت حجه ميس علشان تبعد وتهدي من ربكتها قالت بسرعه : بروح اصلي وارجع علشان افطر وانام.
عناد : ماودك نصلي جماعه
ميس : بس لو صليت وراك واحد شافنا بيشكون
عناد :صادقه ، روحي صلي بالخيمه وانا بصلي مع الشباب بالمسجد
ميس : طيب ، لاتتاخر لإني جوعانه
عناد : ماني متأخر
بعد نصف ساعه ، ميس رجعت لنفس المكان وجهزت الفطور ومر من جنبها ياسر يغني بصوت مبحوح جميل ؛
مَشاعر تشاور تودع مسافر
مشاعر تموّت وتحيي مشاعر
ميس : سلامات توك طالع من الصلاه وتغني !
ياسر : اجري وذنبي على ربي مالك دخل انتي ، هذي الاغنيه اهديها لأثنين اعزهم
كمل يغنيّ : اللي بيفكر يفارق بس لولا المشاعر ، واللي ايده بإيد حبيبه بس مُش حاسس مشاعر
ميس بضيق : لاتكمل قلبي اوجعني
ياسر : اسف ، انا بعد تذكرني ببناتي
➖
بتشرق الشمس وذياب للحين مارجع ، طقاق انا ليش جالسه افكر واحاتيه وهو بغى يموّتني امس ! بس انا رفعت ضغطه وطلعته من طوره ، لكن مهما كان مايخنقني بيده ويطلع قوته علي ، الله لايسامحه للحين رقبتي توجعني ، اخاف صار له شي واخذ ذنبه انا ، بلمحة بصر انفتح الباب ودخل ذياب وناظر فيها ، ديم رجفت وغطت نفسها بسرعه ، ذياب ابتسم لإنه عارف انها تنتظره واذا رجع بتسوي حالها نايمه علشان كذا داهمها فجأه وماعطاها فرصه تتصنع النوم.
نزل جاكيته ودخل جنبها وكانت مغمضه عيونها همس : شفتك صاحيه وانتهينا ليش تغمضين عيونك
ديم : منامي وصحوتي مو لك فلاتحاسبني عليهم
ذياب ناظر لرقبتها وتذكر اللي صار امس حس بتأنيب ضمير همس بإذنها : تألمتي ؟
ديم فهمت قصده ورغم الغصه اللي فيها ماضعفت : انت شرايك
ذياب : انا زبون ، دايم اشتري خاطرك ، حاولي تراعيني شوي
ديم : اراعيك اذا فهمتني وضعك ، خطفت ميس وتسببت عليها انها تروح لأقصى بلاد الله ، ثم تزوجتني بهدف اننا نساعد ميس ، وعرفت قبل الملكه ان مافي مجال لمساعدة ميس ومع ذلك تزوجتني بالسر ، رغم معرفتك ان امي ساحره وممكن هذا الشيء يعود عليك بالضرر ، وش تبي فيني
ذياب سرح شوي وتكلم بهدوء : تذكرين هذيك الليله بميلاد ميس ؟ اعترفتي لتذكار انك تكذبين عليهم ، وقلتي ابوك مو موظف ، وامك ساحره ، وفلوسك كلها حرام بحرام ؟
ديم بغصه : اذكرها ، قالت لك عنها تذكار ؟
ذياب : لا ، انا سمعت كلامك كله ، ضاقت فيني الدنيا ، نزلت لشجن و.
ديم : لحظه ، قبل لاتنزل لشجن ، طلعت شريت جوال لـ ميس وكتبت اسمي واهديته لها على اساس انه مني صح؟
ذياب سكت وكملت ديم بغصه : ماسمعني الا انت ، طلعتني بصوره حلوه قدامهم وأجبرت تذكار انها ماتقول لهم حقيقتي ، وين القى مثل قلبك انا ؟
ذياب كمل : نزلت لشجن ، قلتلها ابي جوال تذكار بدون لاتدري علشان اراسلك ، قالت بشرط انك تخطف ميس ونهدد وافي فيها، ماكان لي خيار الا اني اوافق علشان اوصل لك انتي واساعدك ، فعلاً اخذت الجوال ومنه خطفت ميس ومنه عرفتك اكثر ومنه عرفت شي شيّب شعر راسي..
ديم : ايش ؟
ذياب : ماودي اقول ، خليني اعدل الأمور مثل ماابي
ديم: مع ان الفضول بيموتني لكن براحتك ، اما بخصوص موضوعي وهديّتك اللي عطيتها ميس بأسمي ماادري كيف اجازيك و.
سكتت شوي وكملت : مو بس على الهديه، مادري كيف اجازيك على كل اللي سويته لي ، صح انت قاسي وغريب اطوار لكن
التفتت له بكل جسمها لين صارت مقابلته وجه لوجه ورفعت عيونها لعيونه وهمست بتوّتر : والله كلنا ندري ، قلبي وقلبك وباقي الناس ، ان ورى هذا القاسي رهافة العالمين ، وحنيّه تذوب جبال !
➖
عطرك اللي ضمني لحظة لقى
ضيّع الدنيا وضيعني معاه.
أنت تقرأ
وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادب
Romanceالرواية منقولة . للكاتبة الرائعه : rwaya_roz . اتمنى ان لا تلهيكم الروايه عن الصلاة...قراءة ممتعه❣