5

38.7K 679 86
                                    


دخل بسرعه وراها وهي واقفه عند غرفتها تنتظره ، توّهق كان يتمناها تدخل قبله علشان يقول لديم تدخل ويطلع هو.
ام ديم : ليش تناظر كذا ورا ماتدخل
ذياب : ليش داخل البيت الجو حلو بالحوش
ام ديم بأستغراب : وانت جاي عشان الجو ولا عشان نعالجك
ذياب : تعالجوني ؟ كم نفر بالبيت ؟
ام ديم : انت شكلك تستهبل ، بتطلع ولا تطلعك الشرطه
ذياب وهو يدخل قدامها : لاخلاص بـ،
انصدم من الغرفه وجوّها ، رجع خطوتين من الخوف لكنها دفته وقفلت الباب وقالت بهدوء : اجلس وعلمني بلاك
ذياب : لحظه ، انتي قفلتي باب الشارع ؟
ام ديم : ايه قفلته ، انت وضعك مو طبيعي علامك تسأل عن الباب ، استريح يايمه استريح!
ديم شهقت من قلبها لما قفلت الباب ، ظلت لحالها برا ، المشكله مو هنا ، المشكله ان غرفة امها اللي يدخله مايطلع منها مثل مادخل ، خافت على المسكين اللي مانوى الا انه يساعدها ، ماترددت ابد وطقت الباب بيدينها ورجلينها بأقوى ماعندها.
ذياب كان واقف وهي جالسه تجهز عدتها.
قال بهدوء : كذابه مانتي راقيه ، انتي ساحره
ناظرت فيه بقوه وابتسم لها ببرود : يالله اذا فيك خير اسحريني
ام ديم : لعن الله اشكالك
ذياب : انتي براسك ملعونه مطروده من رحمة الله
ام ديم : وانت واثق انك بتطلع من هالغرفه سليم ؟
ذياب : قاري اذكاري
ام ديم : بسحرك !
ذياب بصوت عالي عذب : " ماهم بضارين به من احدٍ الا بإذن الله "
ام ديم وقفت قدامه وقالت بصرامه : وش تبي وش مجيبك لبيتي وش تعرف عني
ذياب كان بيقول لها انه يعرف بنتها ويدري بمعاملتها لها ويدري انها مهددتها بالسحر لو تشتكي ويدري انها حارمتها من اشياء كثير ، لكن تراجع ، خاف تضر ديم.
قال بهدوء : ماحد قال لي بس واضح من الغرفه والطلاسم اللي وراك
سمعوا صوت الباب يطق بقوه وناظرت فيه بحده : بروح اشوف من اللي يطق كذا ، ان طلع احد من طرفك بتندم انت وياه !
طلعت بسرعه وفتحت الباب ماشافت احد ، طلع وراها ذياب وناداها : ياحرمه تعالي شوفي وش علتي اتركي الباب بعدين
التفتت له وقالت بشك : متاكد انك مريض ولا جاي تستهبل ، لاتستهبل ياولدي مو لصالحك
ذياب : تعالي شوفي لون بطني ، كاني كذاب اسحريني
مشت له بخطوات سريعه وماقفلت الباب ، رفع لها تيشيرته وكان بطنه احمر حييييل ، ديم ناظرت لهم بحذر وناظر فيها ثواني واشر لها تدخل ، ودخلت ديم بسرعه وكان في نخله بالحوش خبت نفسها وراها.
ام ديم مسكت تيشرته وصرخت بوجهه : منكب عليك شي حار وتقول فيني مرض ، لا واضحه نواياك
ذياب : ياليل النشبه ، انا ماقلت مرض قلت عله والعله تشمل المشروبات الساخنه
ديم كانت ترجف بقوه قاعد يستهبل مايدري ان امها ماينلعب معاها.

قالت بهدوء : ادخل قدامي للغرفه ، بسرعه
ذياب دخل بدون تفكير اهم شي ديم ترجع لغرفتها ، قفلت الباب وانحنت اخذت كبسوله بحجم الأصبع وهو يناظر فيها مصدوم من سرعتها مامداه يتكلم الا نثرت الرذاذ اللي بالكبسوله عليه ، تغبش نظره وحس الغرفه صارت ظلام ودخان وطاح يكح لين فقد الوعي.
ديم فتحت باب غرفتها بتدخل وسمعت صوت كحته حست بيوقف قلبها ، دمعت عيونها لمجرد تفكيرها انه بيموت او بينسحر ، دخلت غرفتها ونزلت عبايتها وخبت الأكياس ورجعت لغرفة امها طقت الباب بقوه : يمه يمممه افتحي وش تسوين
امها : انتظري
ديم خلاص وصلت لمرحله ماتقدر تصبر قالت بصراخ : افتحي يمه حرام عليـــك ، افتحي ولا بتصل على الشرطـه
امها تأخرت وديم قعدت تطق بقوه لين فتحت لها وكانت مستعجله ومتوتره لدرجة انها ماسمعت كلام ديم لما قالت انها بتشتكي.
قالت بسرعه : تعالي ساعديني
دخلت ودخلت ديم وراها وشهقت لما شافته مربط بإحكام على الارض وشكله كأنه نايم لكن هي متأكده انه مغمى عليه انحنت له كانت بترفع راسه لكن سحبته امها : اسحبيه معي للزاويه ، بسرعه
ديم بصوت مهزوز : ليـش ، خافي ربك واتركيه يمشي
امها : ديم اخلصي لا احطك مكانه ، بسرعه
طق الباب للمره الثالثه وناظروا لبعضهم برعب ، وديم لاشعورياً شبكت اصابعها بأصابع ذياب وشدت عليه.
امها : بروح افتح واجي ، لاتخافين منه تراي مخدرته
طلعت امها وشافت وحده من جاراتها وارتاحت مو احد ثاني ، ديم اخذت بوكه وخبته بجيب بنطلونها.

ببيت ابو هادي ؛
عناد ودّع ابوه وامه وعمّه وهادي ، كان ينتظر ذياب لكنه تأخر ، اتصل عليه ولا رد ، سكر باب سيّارته الخلفي وركب ومشى ، طلع من بيت عمّه وهو من الحين مشتاق لأمه وخايف عليها ، ماعندها احد بالبيت لابنات ولاعيال ، مايلومها اذا طلبته والحت عليه يتزوج ، تبي بيتها يمتلي وتشوف عياله ، لكنه مستحيل يتزوج وهو مشغول ، مايبي يظلم احد معه..
بعد عشر دقايق وقف عند محطه واشترى اشياء تكفيه بالطريق.. قرا اذكاره ودعاء السفر وتوّكل على الله واتجه لجنوب المملكه للدفاع عن اراضي الوطن بكل فخر واعتزاز ..

مرت دقيقة صمت على شجن تحاول تستوعب ان تذكار كذبت عليها وهرّبت ميس ، نزلت بسرعه دخلت لبيتهم صرخت بأعلى صوتها الغاضب : تذكـار ، الله ياخذك يالحقيره يالخاينه
تذكار طلعت وهي خايفه وتعرف السبب : ماسويت شي غلط ، صح انا وعدتك لكن البنت امها مشلوله مالها احد
شجن جلست ومسكت راسها تحسه بينفجر ، نزلت دموعها من الحزن والقهر من وافي ، لو ماهرب اهون ، على الأقل عرفت بعض الاسباب ، لكنه هرب وترك وراه قلوب محطمه..

الساعه ٤ الفجر ؛
كانت ميس نايمه ولا حاسه بطول الطريق ولا بصوت القرآن اللي مشغله عناد ، طاح عليها شي ثقيل حست بالألم وغمضت عيونها بقوه ثم فتحتهم بخفيف ، ظلت ثواني تناظر قدامها لين استوعبت وشهقت وكتمت شهقتها بسرعه ورفعت راسها تحاول تشوف شي لكن ماشافت من قوة الظلام، ناظرت قدام شافت ضوء سيّارته بالطريق ، انفجعت ، حست انها بتنجن من الخوف ، نزلت دموعها مثل المطر ، ناظرت وراها على امل تشوف انوار مدينتها ، يمديها توقفه وتقوله رجعها ، لكن ماشافت الا الظلام ، انهارت تبكي من قلبها ويدها على فمها تمنع ارتفاع صوتها ، ماتدري تبكي لإنها مع شخص غريب ولا تبكي لإنها بطريق ماتعرف متى بدا ووين ينتهي ، وبدون اي وسيله للنجاه..

ذياب فتح عيونه يحسب انه كان نايم وصحى ، ناظر حوله وبدا يسترجع اللي صار اخر مره ، عصب واحتدت ملامحه حاول يفك نفسه لكنه مربط على الكرسي بإحكام.
وقف بالكرسي ومشى فيه لين وصل للباب وضربه عليه بقوه.
ديم وأمها وجارتهم " فوزيه " كانوا جالسين بالحوش ، ديم بعيده عنهم لكن لازم تقنع انها بتصير مثلهم ، سمعوا صوت الباب ينضرب ووقفت ديم هي وامها ، كانت بتدخل ومسكتها ديم وتصنعت القوه : اتركيه لي يمه ، اعتبريه اختبار لي
امها : وش بتسوين
ديم طلعت من جيبها بوك ذياب وهمست : عرفت كل شي عنه ، انتي ارتاحي وبتشوفين تربيتك كيف
امها بصرامه : بسرعه ، ازعجنا
ديم دخلت وقفت قدام الباب وعدلت حجابها بتوتر من قوة الطق ، فتحت الباب ودخلت ، ذياب كان يناظر بعصبيه وقال بقوه : وش بتسـ،
قاطعته بسرعه : اشششش ، اجلس علشان افك رباطك
ذياب جلس وديم انحنت جنبه وفكت الحبل وقال بهدوء : ماتقدر تربطني لحالها ، ساعدتيها تربطني صح
ديم : صح ، لكن كان تمويه لها ، رجعت وفكيتك
ذياب : وش اللي رشته علي ؟ والله ممتاز جاب لي نومه عميقه
ديم فتحت رباطه ووقفت ، ذياب مسك يدينه وكان بيوقف ودفته بسرعه وجلسّته وقالت بهمس حاد : لاتقوم خلك هنا لين تنام امي وبعدها اهرب ، مابيها تحس اني ساعدتك
ذياب : وليه ماتساعدين نفسك وتهربين من هالكهف
ديم بنبرة عتب : اتوقع تذكار ماتخبي عنك شي !
ذياب اخذ نفس وقال بجديه : تذكار ماقالت ، انا سمعت كل شي !
ديم لمعت عيونها جت بتتكلم لكن خافت امها تشك ، مدت له بوكه وقالت بهدوء : تفضل ، اخذته علشان امي ماتاخذه و.. وتضرك يعني ، عن طريق اسمك او صورتك
ذياب وهو ياخذه : طيب وش الوضع الحين لمتى انتظر ؟
ديم : شوي بس
مدت له ميداليه فيها مفاتيح كثيره : هذي فيها مفاتيح احتياط لو امي سحبت مفاتيح البيت
نادتها امها وخافت وطلعت بسرعه وقفلت الباب وسحبت المفتاح ورجعته لأمها.
▪︎▪︎▪︎
الساعه ٦ الصبح ؛
ذياب كان مصدوم قد شعر راسه من اللي شافه بالغرفه ، شاف بلاوي لاتعد ولاتحصى ، يمكن لو ماقرأ اذكاره صاير له شي ، ام ديم مادخلت عنده ، طلعت من البيت كله بعد حوار طويل مع احد الساحرات ، وبرضو سمع كلامهم وحس الشيب يطلع بشعره ، كم واحد وكم وحده وكم بيت وعائله تكلموا عنهم خلال هالساعتين ، وكم اسماء وسوالف غريبه سمعها ، حس انه مرض من هول اللي شاف وسمع ، وهو ماجلس الا كم ساعه ، كيف ديم ماتتأثر ولا يصير لها شي وهي عايشه هنا.
طلّع المفاتيح الإحتياطيه وقعد يجرب بالباب لين وصل للمفتاح ، فتح الباب وطلع ، شاف سيب طويل فيه غرفتين ومطبخ ودورة مياه اعزكم الله ، دعى من قلبه ان ديم سهت ونست تقفل غرفتها ، مشى اول غرفه فتحها كانت غرفة فاضيه الا من فراش وبطانيّه ، وقف عند الغرفه الثانيه بتردد ، خايف تفهمه غلط ، فتحها بهدوء ، ودخل بخطوات حذره ، ناظرت عيونه لكل مكان بغرفتها الا سريرها ، لكن طاحت طرف عينه على يدينها ، كانت ماسكه دفتر صغير ونايمه ، والقلم طايح بالأرض..
انحنى جنبها واخذ الدفتر بيسكّره وشافها كاتبه " هل سبَق لك وشعرت انك عاجز عن مُغادرة فراشك خائفاً من مواجهة هذا العالم ؟ "
مرر اصابعه بشعره بتردد ، حرام لو بقت هنا اكثر ، وماله فرصه ينقذها الا الحين.
اخذ نفس وهمس لنفسه : انت كذا بتورطها ماراح تنقذها ، لازم اول شي نمحي روس الشر ام ديم وعصابتها.
مسك القلم وفتح اخر صفحه وكتب ، قفل الدفتر ورجعه ليدينها بدون مايناظر لوجهها ، حس ايدينها ترجف وسرح فيهم ثواني ، خمّن انها بردانه ، التفت يدور شي يغطيها فيه ، تذكر البطانيه اللي بالغرفه المجاوره ، طلع بيجيبها لكن تراجع ، خاف انها لأمها مليانه سحور وشياطين.
رجع مره ثانيه لغرفتها شافها مخبيه ايدينها ولامه نفسها ببطانيتها مو واضح منها ولا شي ، عرف انها بردت اكثر.
بدون تردد طلع من البيت بسرعه فتح سيّارته واخذ فروه ودخل فيها سيدا لغرفة ديم وطلعت بوجهه ودموعها بعينها شهقت لما شافته ووقف مصدوم من ملامحها ونزل عيونه على طول.
ديم ماتدري ترجع ولاتصيح ولا تطرده قالت بصوت مهزوز : ليش راجع اطلع اطلع قبل لاترجع امي
ذياب حس انها شافته من اول مادخل عليها حس انها خايفه منه فوق خوفها من امها قال بهدوء وهو يحط الفروه عليها : راجع اغطيك ، بيتكم بارد ومابه شي يدفيك
وصلتها ريحة دخان مع عطره بالفروه حست لبُرهه انها عايشه بزمن ثاني ، غير زمنها وبعيد عن ناسها وحياتها القاسيه.

ذياب : لاتفهميني غلط ، انا انصدمت من اللي شفته والحياه اللي انتي عايشتها ، دخلت احاول انقذك ، لكن تذكرت اني مابستفيد شي لو طلعتك ، لازم اول شي نمحيها من الوجود ، لاتقولين امي وحرام علي اضرها ، امثال امك ماعليهم حسافه ، لاتنسين ان لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق ، يعني انتي هالحين تعتبرين مذنبه لأنك راضيه وساكته ، لازم تساعديني علشان نوقف هالمهزله..
ديم هزت راسها بالقبول وهي مرتاحه منه ومن كلامه يكفي انه ماناظر فيها وموقفه لما جاب لها الفروه بيّن معدنه قالت بغصه : انا موافقه على اي شي تسوونه لها ، اذا قررت خل تذكار تقول لي ، بس الحين تكفى اطلع اذا رجعت وشافتك ماراح تطلعك
ذياب : خير ان شاءالله.. سلام
طلع وهي تناظر لمكانه لين قفل الباب ، ولمّت الفروه بدون شعور ، يحسبها بردانه لما شاف ايدينها ترجف ، مادرى انها ترجف خوف ورهبه وصدمه لما حست فيه يدخل غرفتها ويسحب دفترها.
رجعت للغرفه مستعجله وفتحت الدفتر ماتوقعت انه يكتب ، قرت كلامها وتخيّلته وهو يقراه حست بالخجل ماتحب احد يقرا كتاباتها غيرها مع ان المفروض العكس، تركت اصبعها يقلب الصفحات لين وصل الصفحه الأخيره وشافت خط غريب وكلام غريب مو كلامها ، قرته بعيون تلمع اكثر من مره وبتمّعن وبيدين راجفه: " اعلمُ اني نجحت في لفت انتباهك والدخول الى حياتك ، وأعلم اني سأنجح في لفت انتباهك مره أخرى وتكرار مافعلت "

ذياب رجع لشقته وعلى طول فصخ تيشرته واخذ منشفته بيدخل يتروش ، الا طلع بوجهه اخوه " عـزام " من المطبخ.
ذياب بحده : وش جايبك بالفجر انت ماعندك بيت تقر فيه
عزام : بعت بيتي
ذياب : ومن قال لك اني فاتح بيتي سبيل ، اقصاها استئذان ماستأذنت
عزام : يعني اطلع ؟
ذياب : ايه طبعاً اطلع
عزام : ياولد اذكر ربك ، حنا اخوان ليش حاط هالفجوه بيننا
ذياب : ياولد حرام حرم الدم لو ماانت اخوي قتلتك على اللي سويته لأمي
عزام بصدمه : اعوذ بالله ، كان يومها وكلن يموت بيومه
ذياب : ياليتك اكتفيت بموتها ، حطيت التهمه علي وتركت ابوي يعاني بسببي ويدعي علي لين مات ، خليت سطام وسالم يكرهوني ، بدال مايشوفوني اخ صغير واجب عليهم محبته ، صاروا يشوفوني عدو ، وانت سحبت نفسك بهدوء
عزام : ياذياب لاتوسوس فينا ، حنا اخوانك
ذياب ناظر فيه ببرود : اطلع برا ، انت حتى الكلام معك استخسره
عزام تحولت نظراته للعصبيه اخذ شماغه وطلع من البيت ، ذياب دخل لدورة المياه فتح المويا ودخل تحتها وصب الشامبو بكمية هائله على شعره وجسمه وجلس يفرك بقوه وقهر يحاول يشغل تفكيره ولايفكر بسالفة امه لكنه تذكرها غصب بكل تفاصيلها.

قبل ثلاث سنوات ، كان لهم بيت فيه امهم وابوهم وذياب وعزام ، وكانت امه مريضة ربو وماتتحمل ، وابوهم اكثر شي مهتم فيها لدرجة انه مايعطي عياله مجال يهتمون فيها.
وبيوم من الأيام كانت نايمه بالصاله على الكنب وذياب جالس بالكنب اللي جنبها ويدخّن وطلع ، ولما رجعوا لقوا امهم متوفيه لإن الربو تهيّج وكتمها ولاامداها تشرب علاجها ، ومن كاميرات المُراقبه استنتجوا ان دخان ذياب هو اللي كتمها ، لكن الكاميرا سجلت نصف الحقيقه ولاسجلت الحقيقه كامله ، لإن ذياب رجع قبل عزام وشم ريحة الغاز منتشره بالبيت توقع ان الغاز تسرب لحاله وقال لهم ان السبب من الغاز مو منه ، لكنهم كذبوه وكرهوه على اهماله ، وابوه كره شوفته وكل ماجاه يدعي عليه ، و بعد سنه توفى ابوهم ، واعترف عزام انه هو اللي فتح الغاز ونساه ، حاولوا يعتذرون من ذياب لكنه صدهم ولين اليوم ماتكلم مع اخوانه ، يعني فوق ظلم عزام له ترك ابوه يموت وهو زعلان منه ، وهالشيء سبب حقد كبير بقلب ذياب على عزام بالتحديد واخوانه كلهم لإنهم صدقوا كلام عزام وكذبوا ذياب رغم ان ذياب دايماً صادق وعزام اللي ماينعرف كذبه من صدقه..

الساعه ٨:٣٠ الصبح في جنوب السعوديه في منطقة نجران على الحد الجنوبي الفاصل بين السعُوديه واليمن.
نزل عناد بعد تعب سبع ساعات بالطريق ، ماوّقف ولا ريح ، استقبلته نسمات برد الجنوب العليله واستنشقها بإبتسامه بعد ماشاف اصدقائه يستقبلونه من بعيد بكلام الترحيب وتقدموا له يسلمون عليه واطلق بالجو واحد منهم اسمه ياسر معبّر عن فرحته بعودة زميله.
داخل السيّاره كانت انسانه بينها وبين الموت شعره ، ماوقفت دموعها من امس ولاتدري وينها بأي ارض وذابحها الخوف على امها والخوف من المجهول وأرعبها اكثر صوت اطلاق النار.
بدون شعور فتحت شنطة السفر اللي جنبها وشافت ملابس قليله وبدله عسكريه وسـلاح ، سكتت شوي تستوعب" سلاح وبدله عسكريه " وش السالفه منهو هالشخص ؟
عينها على السلاح رجفت شفايفها من رهبته ، لكنها قررت تاخده وتحتمي فيه ، طاحت عينها على البدله وتحديداً على الأسم وتوسعت حدقة عينها بصدمه اكبر " عناد بن سالم بن محمد الجاسم"
همست لنفسها برجفه " ولد عم تذكار ، انا وش بلشني بهالعائله ، الله ياخذكم واحد واحد الله ينتقم منكم"
سمعت خطواتهم تتقدم للسياره وسندت ظهرها اكثر ع ارضية السياره ورفعت السلاح على الباب واول ماانفتح وشافت وجه الشخص اللي فتحه ارتجف كل مافيها وبالمقابل هو انصدم ورجع خطوتين وقال بصوت عالي : ياوجه الله ، اعوذ باللـ،
قطعت كلمته الرصاصه اللي تركزت بجسمه ضغطتها ميس بدون شعور وصرخت معاها..

قطعت كلمته الرصاصه اللي تركزت بجسمه ضغطتها ميس بدون شعور وصرخت وصارت حالة استنفار بالمكان والكل مذهول وركضوا ناحيته وعيونهم نصفهم عليه ونصفهم على سيّارة عناد مصدومين من اللي شافوه بحجم ماله وصف..
رفعوا صديقهم عن الإرض وشالوه للمركز الطبي وأسعفوه اسعافات اوليه ونقلوه بسيّارة الإسعاف للمستشفى اللي قريب منهم ، كان واقف هو وبعض اصدقاءه الباقيين يناظرون لسيِارته بصدمه وذهول والسؤال اللي يتسائلونه بعد ماشافوا ميس هل هذي جن ولا انس !
كانت ماده السلاح بوجيههم وترجف ومتلثمه ومو واضح الا عيونها الغرقانه وايدينها قالت بصرامه : اللي يقرب بيكون مصيره مثل مصير خويه
عناد بصوت خافت مصدوم : انتي انس ولا!
ميس وهي تنزل : انس
عناد بنفس النبره : وش جايبك بسيّارتي ؟ من انتي ؟ ومن متى وانتي فيها
ميس : انا ميس بنت عبدالله الـ^
عناد ربط اسمها مع اسم وافي تلقائياً وعرفها حس انه يحلم، واسترجع كل الأحداث قال بصرامه : وش السالفـــه !
ميس برعب : انت .. عناد ؟
عناد : ايي انا عناد تكلمي وش تعرفين وش جايبك لسيّارتي
ميس بغصه : خطفوني اهلـك ، على اساس يهددون اخوي فيني ، لكن انا هربت وركبت بسيّارتك وماوعيت الا وانا هنا
واحد من اخوياه : ياولد وش السالفه !
عناد ماعرف كيف يشرح لهم وميس ترجف بشكل ملحوظ حست بدوخه وارتكت على السياره وارتخت يدينها وقرب لها واحد وشهقت ومدت السلاح عليه وصرخت : لاتقربووون !
واحد ثاني : لاحول ولاقوة الا بالله ، ياشباب هدوا مايصير تهجمون على البنت كذا
عناد : هالبنت ذبحت ياسر وبتذبح واحد ثاني لو ماتصرفنا
صديقه : لها اسبابها ، اسمعي يابنت الناس نزلي سلاحك ولك علي نذر مايصيبك مكروه
ميس ناظرت فيه وهي تعبانه وشجعها بنظراته ونزلت السلاح واخذه عناد وقرب لها وغمضت عيونها بقوه سحب شنطته من وراها وقال بهدوء عكس اللي داخله : رجعه مانقدر نرجع ، ماتقوليلي وين اوديـك ؟
ميس مدها الله بقوه عجيبه وابعدت عنهم رغم انها تترنح بمشيتها الا انها ابعدت وعصب عناد : تعالي ، لايشوفونك
صديقه " فهد " : شباب ، ماتصير وقفتنا كذا خوفناها ، خلونا ندخل ، عناد انت حاول تفهمها وتحل مشكلتها للحين باقي وقت على بداية المرابطه ، استعجل
مشوا باقي الشباب وعناد كان بيدخل لكن تراجع من قوة المصيبه ، رمى الشنطه مره ثانيه بسيّارته ومشى ناحيتها ، كانت تبكي بصمت ولما سمعت خطواته تقرب لها هربت لكنه اسرع منها مسكها وثبتها قدامه وقال بحده : ليش ماتكلمتي بداية الطريق ، كان يمديني ارجعك واستر عليك ، لكن الحين علميني وش يرجعك ؟ وش يستر عليك ؟ وش يطلعك من المصيبه اللي بتخليك قاتله مثل اخوك !

ميس بصوت مهزوز : نمت ، ليتها كانت نومة اهل الكهف ولاقمت ولقيت نفسي هنا ، وش هالحظ ياربي وش هالحظ
جلست على رُكبها تصيح من قلبها ، عناد ماهو اقل من وضعها ، اخذ نفس عميق ومشى رايح جاي حوالينها يحاول يفكر بحل لكن تفكيره متشتت تماماً.
ميس بنبرة توسل : امي ، تركتها لحالها ، يومين ماشفتها ولا ادري وش صار لها
عناد : ليش امك طفله ؟ ارتاحي تدبر نفسها ، انتي من يتدبر فيك الحين ويقلعك من هالمكان ، حتى مطار ماهو قريب ، باقي ساعات على مرابطتي لو تأخرت باكل تراب
ميس : امي مشلُوله ! مالها احد غيري
عناد نقطة ضعفه الأمهات ، حس بالذنب وقال بهدوء : كيف توصلين لها ؟
ميس : بكلم شروق ، شروق بتروح لها
عناد بقلة صبر : وشروق منهي بعد ! عطيني عنوان بيتكم وبخلي امي تروح لها
ميس : وامك وش بتقول لها ؟ بتقول لها ولدي سافر ببنتك ؟
عناد سكت وسكتت ميس تفكر بشي ودموعها ماوقفت تذكرت شي وقالت ببحه : تذكار تعرف بيتنا ، خلها تروح لها وتطمني عليها تكفى بسرعه
عناد طلّع جواله وكانت الأبراج ضعيفه اضطر انه يصعد فوق الجبل رغم صعوبة الوضع ، ميس كانت تدعي وتصيح بصوت مخنوق ، عمرها بحياتها ماتخيلت حتى مجرد خيال انها تنحط بهالوضع ، ماتدري الغلط منها ولا من ذياب ولا من وافي ولا من عناد ولا من مين ، لكن اللي تبي تعرفه وضع امها وبعدها مايهمها لو تموت اهون من الوضع اللي هي فيه ، بنت وحيده بمكان خطير و مليان شباب ..
عناد كان يناظر فيها وجواله بيده ينتظر امه ترد ، ماردت لكن اللي مريحه ان امه من النوع اللي يتفهم ، وبتتفهم وضعها وبتحاول تساعدهم.
سمعت صوت انفجار قوي ماتدري وين لكن وصلها الدخان وصرخت من كل اعماقها ، عناد متعود وهذا شي طبيعي ، ماخاف الا عليها ، خاف يوقف قلبها من اللي بتشوفه وتعيشه ونزل بسرعه من الجبل وكح من الدخان ولاشافها بسرعه لكنه وصلها ورفع راسها وقال بصوت عادي : اهدي لاتخافين عادي هذي تدريبات ، ارفعي راسك
ناظرت فيه بعيون حمر حس فيها شي شالها بسرعه وركبها بالسياره واخذ قارورة مويا واستوعب توه انها مااكلت ولاشربت من ثمانية ساعات دامها معه من اول ماطلع من بيت عمه..
حط الفطاير والعصير بحضنها ونزل لثمتها علشان تاخذ نفس قال بحده : كولي تغذي ، تبين تموتين موتي عند اهلك مو هنا على مسؤوليتي
ميس مسكت الفطيره وضربتها عليه وصرخت : ابعد عننننني انا بتصرف بنفسي
عناد ابتسم بسخريه : والله ؟ وين بتروحين شرق ولا غرب ولا تحدرين من بين الجبال وياخذونك الحوثيين يلعبون فيك لعب ويرمون علينا اشلائك مع القذائف ! انثبــري هنا لين القى لك حل !

ديم كانت بسريرها متغطيه بفروة ذياب وحاطه فوقها الغطا حق سريرها علشان امها ماتشوف الفروه ، كانت مستكنه مع ريحة العطر ودفى الفرو ماتحركت ابد كانت تستنشق بهدوء واستكنان لين انفتح الباب بقوه عفست ابو جوّها دخلت امها بصراخ : وينـه ؟
ديم ببرود : مين ؟
امها : لاتستهبلين معي ، وين الرجال اللي البارح
ديم : ماادري
امها : شوفي ياديم مابي اكثر كلام ، معاك للساعه ١٠ الليل ، لو ماقلتيلي وينه تحملي اللي بيصير لك
ديم : طيب انا مااعرف وينه شلون يعني ؟
امها : تعرفين اسمه ، عطيني معلوماته
ديم : مااعرفه
امها : ديم
ديم : اقسم بالله مااعرف اسمه
امها : اخر مره اقول ، لو صارت الساعه ١٠ وانتي ماتكلمتي والله لأحرق فيك البيت !
امها ابتسمت بشماته وطلعت ، ديم مااهتمت ابد ووصلتها رساله من تذكار " شخبارك "
ابتسمت وكتبت لها " تمام ، قال لك عمك وش صار امس ؟
كتب : لا ، ترا انا مااخبي شي عن عمي لكن هو يخبي عني كل شي
ديم استغربت توقعت انهم مايخبون على بعض شي دامه يعرف كل شي عنها لكن ارتاحت وكتبت لها : عمك طيب ، قلبه ابيض وروحه روح طفل مايهتم لنفسه كثر مايهتم للناس ، كيف كذا يعطي بدون مقابل ، دام في اشخاص مثله فالدنيا باقي بخير
ذياب كان مثل وضعها بفراشه توه صاحي ابتسم لكلامها وكتب " استحي على وجهك خير تمدحين شخص مايحل لك "
ديم : اوو شف من يتكلم ، على الأقل انا اول مره ، ومدحته لإنه يستاهل المدح ، مو مثلك ماخليتي احد حلو الا مدحتيه حتى الكفار
ذياب ضحك هذي هجمه مرتده لتذكار ، تنهد لما تذكر وضع تذكار والشيء اللي شافه بجوالها ، صحيح المظاهر خداعه ، لحد الآن كل اللي شافهم بحياته اشكالهم بريئين يصدمونه بعدين ويطلعون من تحت لتحت ، الا ديم متأكد انها بريئه من برا ومن داخل ، مع انه ماعرفها زين لكن واثق من هالشيء.
كتب لها " امزح معك ، انتي مختلفه وأجزم على ذلك "
ديم وهي تقوم : اجزم ؟ ماعرفتك المهم بروح افطر واذاكر باي
كتب لها : بالتوفيق..
قفلت جوالها وقامت وهي مستغربه اسلوب تذكار اللي انقلب ١٨٠ درجه لكن ماجاء على بالها ابداً ان جوال تذكار مع شخص ثاني متقمص شخصية تذكار ومزيّنها بعين ديم.
ذياب كان بيرجع ينام وسمع صوت الجرس يرن ، تأفف وقام بملل فتحه وشاف تذكار تنكد جوه.
تذكار بربكه : ابي جوالي ممكن لو سمحت
ذياب : مو ممكن
رد الباب بيسكره وصرخت تذكار : لحظه لحظه ، لا جايه ابيك تودينا لبيت ام ميس اللي خطفت بنتها
ذياب عصب : صديقتك بالسطح روحي نزليها وخليها تنقلع
تذكار بحزن : لا ياعمي صديقتي بالحد الجنوبي مع عناد ، كانت بتهرب من بيتنا وركبت سيارة عناد اللي ماوقف الا بالجنوب !

وصفها بين العجب و المستحيل اخجلت عذب القصايد و الادبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن