الجزء الثامن

661 44 2
                                    

قارئة الافكار /8/
ثم اخذ الطبيب مارك الى غرفة ماريانا ليرى مارك ماريانا نائمة بلا حراك موصولة بعدة اجهزة و مازالت حالتها مزرية
مارك *انها نائمة و ستستيقظ بعد فترة صحيح ؟* "ارجوك قل انه صحيح"
الطبيب *انا اعتذر ولكننا لم نستطع ايقاظها...*
بدأت علامات القلق و تظهر على وجه مارك و الخوف يسري في جسده و الأفكار تتسرب الى عقله فقاطع الطبيب بقوله
مارك *ماذا تقصد ؟!!*
الطبيب  *لم نستطع ايقاظها لانها في غيبوبة اعتقد ان عقلها يطوّر من قدرته على حمل الأشياء لقد اخبرتها بعدم تحريك اشياء كثيرة في وقت واحد او ثقيلة لأنها ستتأذى و تعرّض حياتها للخطر ولكنها لم تستمع الى ما قلته*
مارك "مهلاً ماذا ؟! تعرّض حياتها للخطر ؟! ما الذي يقوله ؟ هل حياتها في خطر الآن ؟ هل كانت تعلم بأنها ستكون بخطر ان فعلت هذا ؟ لماذا لم تهتم لأمرها و ارادت انقاظي فقط ؟"
قررّ الطبيب كاي ترك مارك لوحده عندما رأه شارداً في تفكيره و عندما عاد بعد نصف ساعة وجده على حاله شارداً بتفكيره و تساؤلاته فأقترب كاي منه ملوّحاً بيده امام عيني مارك و هو يوقظه من شروده قائلا
كاي *مارك مااارك*
مارك *ماذا هناك ؟*
كاي *لقد مرت نصف ساعة و انت شارد بأفكارك ما بك ؟ هل انت بخير ؟*
مارك *منذ اقترابها مني اشعر بشئ بداخلي و لكني نفيت ذلك ولكن كلّما ابتعدت او ضعفت اشعر بالضعف لم اكن هكذا سابقا ما الذي يحدث لي ؟*
كاي *ربما هي تشعرك بالقوة*
مارك *اعتقد هذا و لكن لا اعرف السبب*
كاي *ربما لانك تحبها*
مارك بتوتر خفيف *ماذا ؟! كلا *
كاي *اذاً ان تكرهها*
مارك *كلا انا.. مهلاً ما الذي تحاول فعله ؟*
كاي يفرك مؤخرة رأسه *لا شئ*
مارك  *هل تحاول الضغط على اعصابي لمعرفة شئ ما ؟*
كاي  *يمكنك الدخول لرؤيتها*
مارك *حقا ؟!*
كاي *اجل و هي ستسمع كلامك حين تحدثها*
مارك  *سأدخل*
دخل المارك غرفة ماريانا و عندما دخل وجدها ملقاة على السرير لا تتحرك متصلة بعدة اجهزة و وجهها الشاحب و لون بشرتها الأبيض تحول للأصفر فور رؤيته لها بهذه الحالة تجمعت الدموع في عينيه لكنه مسحها حين شعر بها جلس الى جانب ماريانا ليتحدث معها مسك يدها بلطف و بدأ بكلامه..
مارك  *لما لا تستيقظين ؟ لما اشعر بالضعف عندما تتضعفي او تبتعدي ؟ انا حقا لا اعرف سبب هذا ولكني اعرف ان الشيء الوحيد الذي اريده الآن هو ان تستيقظي ارجوك هيا لا تتركيني وحيداً لا اريد حصول هذا مجدداً لا اريد (تتجمع الدموع في عينيه لتنهمر دون إرادته وشهقاته الخفيفة بدأت تُسمع)لا أريد خسارتك ارجوك افيقي انا لا اريد ان يتكرر ذلك الأمر لا اريد انا انتضر استيقاظك و اعلم انك ستستيقظي* انهى كلامه و شدّ على يدها خائفاً كطفل يمسك بيد والدته في مكان مليء بالناس خائفاً من ضياعه عنها...
ليلاحظ نزول قطرة ماء من عينها
مارك "ماذا هل هي تبكي ؟!! انها تبكي !!"
ليسرع مارك لمناداة كاي و يخبره بأن ماريانا بكت لتوها
كاي *مارك ماريانا بكت مجرد ردة فعل عادية  لا اكثر* و خرج من الغرفة
مارك *كلا لم تكن كذلك انا متأكد*
بعد يوم تقريبا تذّكر ان صوفيا اتصلت عندما كان في السيارة لكنه لم يجيب لأنشغاله بماريانا فأتصلت مرة اخرى بعد دقائق من تفكيره بها
مارك بتردد *م مرحبا خالتي*
صوفيا *ماريانا هل هي بخير ؟*
مارك *ا اجل*
صوفيا *مارك لا يمكنك الكذب علي*
مارك *اننا في المشف..*
صوفيا *م ما الذي حدث ؟*
مارك * لقد لقد (يحاول التفكير في شيء ليهدء صوفيا لكي لا يحصل شيء لها في الطريق من توترها) ارتفعت حرارتها قليلاً و انا توترت و خفت قليلاً فأحضرتها للتأكد من سلامتها لا اكثر*
صوفيا *حسناً حسناً ارسل لي عنوان و سأتي حالا*
وصلت صوفيا بعد ساعة فقابلت مارك لتبدأ بمحادثته
صوفيا *ما الذي حدث اعلم انك تكذب لتخفف توتري و الآن هيا اخبرني*
شرح مارك كل شيء فأنفجرت صوفيا من الغضب
صوفيا *هي انقذتك ! الم تقل انك ستحميها ؟! و الواقع انها هي من تحميك*
مارك *انا حقاً آسف لم..*
صوفيا *آسف ؟! آسف ! ماذا يفيد اعتذارك الآن ؟ هاا اجبني ماذا يفيدني ؟*
اكتفى مارك بالصمت بينما قلبه يتقطع و بداخله اعصار لا يهدأ
صوفيا *اسمعني جيدا سوف تندم ان حصل شيء لمار..*
خَرج الإعصار الذي بداخل مارك فور سماعه لتلك الكلمات ليجلس قرفصاء و يضع يديه على اذنيه و يصرخ *لن يحدث شيء لن يحدث كلا كلا لن يحدث لن يحدث ليس مجدداً كلااا*
ارتعشت صوفيا من حالته هذه "لما مو خائف لهذه الدرجة ؟ فماريانا ليست سوى فتاة عادية  لا أهمية لها عنده لهذه الدرجة و حتى لما تأثر لهذه الدرجة ؟ ..."
نزلت صوفيا لمستواه تحاول تهدئته
صوفيا *مارك اهدئ ارجوك*
وقف مارك و قال بنبرة عالية تحمل الضعف و الخوف *اهدئ !! كيف اهدئ ؟ هاا اخبريني كيف تريدين مني الهدوء ؟*
بقي مارك يردد تلك الجملة (لن يحصل شيء لماريانا و ستكون بخير ) بينما صوفيا طلبت الممرضة لتسرع الممرضة لأخبار كاي عن حالة مارك فأخذه للحديقة الخلفية بعيداً عن الجميع
كاي *مارك اهدئ*
مارك *كاي ان جلبتني لتخبرني بهذا فدعني اذهب*
كاي *لا ولكن عليك الهدوء لأن..*
مارك *اريد البقاء بمفردي*
كاي *حسناً سأذهب لكن عليك سماع كلامي اولاً*
مارك *اسرع*
كاي *عليك الصبر و الهدوء و التظاهر بالقوة لدعم السيدة صوفيا و ايضاً ماريانا سوف اتركك الآن لتفكر*
دخل كاي المشفى تاركاً ذلك الذي يبكي بصمت خائفاً ليبدأ في التفكير في كل شيء
 بعد مرور ساعة دخل مارك يتظاهر بالقوة للدعم و الآن بدأ بالتخفيف عن صوفيا
و بعدما استطاع تهدئة صوفيا دخل لماريانا النائمة كالملاك ليجلس إلى جانب السرير ليبدأ مجددا بحديثه ليمسك بيدها لكن هذه المرة ليس ليشاركها حزنه و ألمه بل ليشجعها و يدعمها و يخبرها انه الى جانبها و لن يتركها ابداً...

مرّ شهر و ماريانا لم تستيقظ بعد ولكن مارك كان الى جانبها دائما لم يذهب لأي مكان حتى انه اصبح ينام على الكنبة الموجودة في الغرفة و كانت كل ردة فعل تعطيها ماريانا تبعث السعادة الى داخل مارك ولكنه قرّر عدم اخبار كاي ليبقى الأمل موجود فيه كان مارك يحضر الكتب و يقرأها لماريانا و يجلس يحدّثُها بمواضيع عشوائيه لم يمل ابداً رغم انه كان يتحدث مع نفسه فماريانا تستمع فقط كان يُرسل صوفيا الى المنزل دائما و هي تأتي لتزور ابنتها كل فترة و تحاول إرسال مارك ليستريح في منزله ولكنها لا تنجح في ذلك فهو يذهب ليستحم و يبدّل ثيابه و يعود خلال ساعة فقط و في يوم استيقظ مارك على اشعة الشمس التي تسللت الى الغرفة ليغلق الستار لعدم السماح بدخولها لعيون ماريانا
 مارك *كيف حالك اليوم ؟ انا أعلم انك بخير اليس كذلك؟ الم يطل غيابك ؟ لما كل هذا الوقت ؟ حسناً لا بأس المهم انك بخير سأذهب لأغيّر ثيابي و اعود*
قبّل جبينها و خرج ليذهب لمنزله بسرعة يبدّل ثيابه و يأخذ حماماً سريعاً و يعود لماريانا لتأتيه الصدمة لقد تجمعت الدموع في عينيه و وجد صوفيا تبكي...
يتبع...
         ____________☆___________
بتمنى يكون عجبكون الجزء 💞

شو بتتوقعوا رح يصير لماريانا

و شكراً للقراءة 💜💫
1078 كلمة 😊

قارئة الافكارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن