ch:29

42 2 2
                                    

"What's the worst?living colourless, to be treated as an invisible or them both "

Dedicated to jeomily

💙💙💙💙💙💙💙💙💙

'يبدو أن أمنيتي تحققت، لطالما حلمت بأن أطفو في الأجواء أعانق السماء و أرى الغيوم عن قرب لكن ها أنا ذا أُثْلِج شوارع لندن حاليا، أَجْذِبُهما و جناحاي الثقيلين خلفي . ماذا كنت أعتقد لقد أقدمت على قتل نفسي، لقد كفرت خطيئة بأخرى، أبواب السماء لا تفتح لمثلي ، لا أحد يراني لا أحد يسمعني لا أعلم كم مر من الوقت على موتي ، كل ما في هنا لا يتذكرني، حاولت مرارا إتيان منزلي و لكني تائه عقلي مغيب. لا استطيع تذكره ..او ربما كل شيء اختلف الآن، الأمر يبدو غريبا و مألوفا'.

شق الطريق المكسوة بالثلج، لمح الملاك المندحر بخضراويته التعبتين لوحان الشفق الفتان عالما أن العتمة قريبة وهو ما زال بعيدا عن مبغتاه.
اعتكز جسمه لبرهة على جدران إحدى منازل نوتين هيل الملونة ، لا يعلم كم من الأميال قطع دائما ما ينتهي به الأمر عند نقطة البداية.

يداه و قدماه أصبحتا متشققتين و متورمتين الوجع يعصف بهما كما البرد يفعل بجسده ليدغدغ كل إنش من جلده تحت قميصه و سرواله الأسودين الرقيقين.
اختفى بهاء شعره الذهبي اكتسب شحوبا و تفرق بفوضوية هنا و هناك حاجبا بعضا من ملامحه الكسيرة.

ما همه الأمر فهذا الجمال لم يزده إلا خبالا و ما جنى له إلا حبا و اهتماما مزيفا، بينما كل ما يفتش عنه هو دفء ملموس حقيقي و قبول لا مشروط لكن كيف له ذالك فهذا مطلب ما لحقه في نفسه و فاقد الشيء لا يعطيه.
ضحك بألم على حمقه فماهو بملاك أو حي و لا يدري أي اسم أو نعت يصلح له، إنه غضب إلهي و كم تمنى لو أنه لم يسلم نفسه لشياطينه و لم يفعل ما فعله.

قطع المسافات طولا حتى اختفى الضوء الطفيف بعد أن التحمت الغيوم الكالحة حاملة في بطونها سيلا جزيلا يغسل كل من على البسيطة من درنهم إلا نفس روجر التي تهيم فيها من دون غاية .

تخدرت كل أطرافه و بانت أنها تموت ببطئ سقط الملاك أرضا ملتقطا بعضا من أنفاسه و في اللحظة التي فقد فيها دابر الأمل أصبح مرئي تجمهر الناس حوله من حيث لا يدري ، تهامست الخيالات فوق رأسه ' انظروا انه روجر ذلك الشخص المطرود من الجنة ' ذلك الفاشل الدنيء' ' إنه وغد جبان' .

لم يكن حزينا حينما أقدموا على مهاجمته و تهشيمه، لم يعرف مدى الجرم الذي اقترفه و لم يشعر بالموت إلا حينما أبصر نظرات شزراء من أقربائه أصدقائه المقربين والديه  و أخته .

كل واحد منهم يبتسم بمقت و يبتعد شيئا فشيئا خلف الحشد و رغم الأيدي الذي تخبطه و الاقدام التي تحاول دعسه كان يقاوم مادا يده آملا أن تسحبه إيميلي من الوحوش التي تنعم بتمزيقه لكن إجابتها كانت كنسل حاد خرق كلتا أذنيه ' دمره و اجعلوه يشرب من نفس الكأس الذي أذاقنا إياه'.

|The Stranger| ARWhere stories live. Discover now