ch:28

54 3 76
                                    

بدت الوجهة لا محددة و كأن ليس لها أثر على الخريطة سمر براد راسه بالنافذة مستمعا لصمت حل ثقيلا عليهم.
تسارعت الخطى للوجهة المطلوبة ذعر يشدهم خلفا و فضولهم يدفعهم قَبَلا.
استوقف نهج براد رنين هاتفه ليتخلف عن الركب الذي كان يقتحم صالة الانتضار مشيئا ومجيئا ،أجاب السائل التي كانت جدته هالسي ، كانت تحاول الاطمئنان عليه فأجابها واعدا انه لن يتاخر عن موعد الغداء .
أكمل المسير لبضع اميال فإذا بأطرافه تتجمد لوهلة حينما رأى فتاة تبكي في أحضان أوسكار ، توسعت الهوة حينما سمع أوسكار يقول أن ليس عليهم سوى الدعاء له .

إنها أول مرة يستصيغ فيها صعوبة الأمر، ذلك الشعور بفقد و افتقاد أو الدخول في صراع مع امكانية و استحالة بقاء أحدهم، لكن المضحك في الامر هو هذا الحرص فهو ليس لخليل صاحب سمير أو حتى بزميل.
لما هذا القلب يدق كانها النهاية و أن روجر هو بصيص أمل يعيش عليه .
شعر بمقت لليوم الذي ساقته رجلاه الى جسر بريدج كي يتقابلان، كره حينما أراد الاعتذار منه تهجمه في وجهه ثم نهش لحمه بعنف وعزفه على ذلك الوتر الهش بجهالة و الآن هو يجني أتعاب صنيعه، توازيا مع رغبة دفينة لا واعية بملقاة زمرديتيه مجددا ليطلب الصفح قال بهمس ' لا تصبح جثة خاوية بلا روح و جرمي معلق برقبتك انهض اكرهني ان شئت الطمني لكن لا ترحل هكذا... يا إلهي كن رحيما بنا'.

لمح براد الفتاة تنزاح من أحضان أوسكار ليقول بدهشة ' سيلين' .
صدح صوت ساخر من عقله "عالمك يا براد أصبح يتمحور حول هذا الرجل، قد تكون حتى جدتك تعرف بشكل أو آخر إلا أنت. و عقلك الصغير الأرعن"
انقطع نحيبها لترفع نظرها عن بلاط المستشفى الكرانيتي ببطء و اندهاش ، لملمت دمعة من رموشها المبتلة لتقول بتقطع ' ب...براد'
نظر أوسكار هو الآخر بانبهار و قال' أتعرفون بعضكما'
تبادر في ذهن براد نفي السؤال ليتم كلامه ' كيف.. كيف كنت تعلمين عنه ولم تخبريني'.

'آسفة أوسكار كنت أود إخبارك لكن أنت تعلم كيف تجري الأمور معي حاليا'
لوح أوسكار مرارا و تكرارا كنت أود إخبارك لكن أنت تعلم كيف تجري الأمور حاليا'
لوح أوسكار مرارا و تكرارا بيده ثم استدار ليتفحص جدران المستشفى و قال ' لا بأس هذا ليس مهم أخبريني هل أنت متأكدة من الخبر هل هو حقا حقيقي؟.'
راقب براد الأخيرة التي كانت تحاول اجام شهقتها ، كلما نَضَحَت عينها كفكفتها ثم فتشت جيب شورتها لتقول بنرفزة لتخرج هاتفها و تريه لأوسكار ' كنت أقوم بجولة عدو صباحية كالعادة قبل أن ألتحق بالنادي ، فإذا بأحد صديقاتي تتصل بي و توافيني بالخبر ظننت أنها مجرد إشاعة لكن بعيد فترة تيقنت بنفسي من صحة الخبر صعقت لم أعد قادرة على التفكير في شيء آخر و ما زادني حسرة هو أن هذا من صنيع صديق طفولته المزعوم صامويل ، ذلك الداهية خدعنا جميعا'.

|The Stranger| ARWhere stories live. Discover now