•••A weird creature in the city of fog•••
لندن مدينة الضباب كما يلقبها شائعة الناس إحدى أكبر مدن المملكة المتحدة دائعة الصيت في كل بقاع العالم, محط اهتمام الزوار و المهتمين بشكل واضح. في أحد ضواحيها كان يعيش فتى يدعى براد مع جدته هالسي لوحدهما فهي كل ما بقي من أفراد أسرته أو بالأحرى عائلته ككل . براد حيوي ونشيط محب للحياة على الرغم من المصاعب التي تواجهه و الظروف التي تخونه غالبا فمعظم الناس يتجنبونه و يمقتونه لأنه وجد ليكون مختلفا بشرته مختلطة بين البياض و اللون الفضي تعطيه طابع الشحوب عيونه وردية وشعره مزيج بين البنفسجي القاتم و الازرق السماوي البالغ من العمر 18 سنة.
عندما كان صغيرا كان يظن انه فعلا كما يقال ابن شيطان و أن أمه ارتكبت خطيئة كبرى و خانت والده مع ساحر فماتت إثر ولادته بعد أن استفادت من جسدها الأرواح الشريرة , لكن جدته هالسي كانت تخبره أن ما يقوله الناس مجرد هراء و تشجعه دائما على ان يحب نفسه كما هو لا كما يحب الاخرين و ان يكون شخصا مميزا , لم يكن من السهل على براد تجاوز أذى الناس فقد كان محط سخرية للجميع و لطالما سمع ضحكات من هنا و هناك و همز ولمز و كلما دخل إلى مكان استغرب الناس وتركوه حتى لقب بالشبح الفضي.
مع كل ذلك انصفت الأيام براد قليلا و جمعته بصديقين رائعين هارولد و ألكسندرا ,هم من أصدق الناس الذي عبروا عن حبهم و احترامهم له بدون شفقة أو سخرية و يعتبران براد مناضلا و شخصا مفعما بالحياة و المرح و المحبة التي غابت عند الكثيرين و يشعران بالفخر لأنهم صادقوه ولم يعادوه كما البقية.
عندما ينتهي براد من واجبته المدرسية ونشاطاته كان يساعد جدته المشرفة على محل لبيع الخزف , كان يحبها جدا فهي من اعتنت به عوضا عن والديه الذي كان براد دائما يجهل حقيقتهما و تفاصيل ظروف موتهما أو أي صلة قرابة تربطه فقط يعلم أنهما توفيا في حادث و أن هالسي التي تطوعت للاعتناء به بعد أن تهرب الجميع من ذاك.
كان يوم مثلج من شهر يناير عاد براد بقليل من الحماس المعهود فيه وضع حقيبته امام مكتب غرفته المتواضعة الملونة بالأرجواني و الأسود سريره الابيض و الأسود دولاب خشبي صغير قريب من نافذة مغطاة بستائر ذهبية كان يتمتم لنفسه بصوت لا يكاد يسمعه حتى نفسه " لماذا يا إلهي لماذا جعلتني هكذا؟ ألا يمكن أن يمر يوم و أشعر أنني لست مصدر سخرية من طرف الآخرين و أني لست مختلفا عن أحد و أني طبيعي و لست ابن ساحر و امرأة ساقطة, شجاري مع ذلك المتعجرف لوي جعل درجاتي تنخفض لم أكن أريد هذا أبدا لكن خرج كل شيء عن السيطرة".
قرر الاستسلام للنوم و ترك ذلك الألم يذهب بعيدا كما يفعل بالعادة لن يستطيع العيش ليوم اخر لو يحتفظ بكل تلك الآلام داخله.
استيقظ بالمساء على صوت جدته كانت تدعوه لتناول وجبته كانت شهيته منعدمة لكنه لن يترك جدته تقلق عليه.خرج من الغرفة وجدها تراقب التلفاز باهتمام و اكواب الشاي الساخنة تبعت على الارتياح بجانبه قطع بسكويت.
قالت الجدة هالسي عندما لاحظت انه جلس بهدوء على غير المعتاد فقالت' مرحبا عزيزي براد هل حدثت معجزة لتكون بهذا الهدوء'.ابتسم و هو يزيح خصلاته السماوية المجعدة ليضمها الى البنفسجية خلف اذنه ثم قالت' أريد أن أرى كيف يتصرف الأناس الهادئون إنه حقا ممل جدتي.'
مد يده لقطع البسكويت ثم قال' أتودين أن أساعدك اليوم في المحل؟'
قالت له وهو تنظر إلى حركات قدمه' لا داعي يجب أن تهتم بدروسك فهي فترة امتحانات و بني براد يجب أن يكون الأفضل.'
زفر و قال' أكره الامتحانات إنها تأخذ مني وقتا طويلا يمكن أن أجرب فيه أشياء جديدة.'
انتهى براد من طعامه و قبل جبين جدته ثم قال' سأدرس جدتي و حينما أنتهي سأهم لمساعدتك.'
داعبت الجدة خديه’ أنت الأفضل في العالم كله.'
قبل أن يذهب لغرفته دخل الحمام و كان مواجها للمرآة و يسمع أصوات الضحك و السخرية تتردد كاللعنة في راسه رفع عنقه و كان يضع انامله عليه و يفكر" لما أنت لست كآدم كريس ستيف نيكول لما اختلط لون الفضة ببياض بشرتي لما انا لست عادي؟ ماذا فعلت ليعاقبني الرب ؟ هل حقا أنا مميز كما تقول جدتي هارولد و ألكسندرا أم أنهم فقط يواسونني. هم لن يكذبوا هما يحبونني لكن .."أزاح القميص عن كتفه و رأى كيف يستوطن هذا اللون الفضي منكبيه بشكل واضح شعره الغير المرتب ينسدل على كتفه ليعطي المنظر لوحة من الغرابة و عيناه التي لا تقل عن ذلك ترقب المشهد .
حرك براد رأسه لكلا الجانبين و كأنه كان يطرد تلك الأفكار السوداء من رأسه, رتب شعر و أعاد تجعيداته الناعمة للخلف ثم توجه إلى غرفته.
By :Goerge
YOU ARE READING
|The Stranger| AR
General Fictionكيف يمكن أن تتقبل كونك مخلوقا غريبا هل أنت حقا مميز؟ ماذا لو كانت ألوانك الحقيقية هيا ألوان الطيف متى ستنال حريتك؟