ch:12

112 12 106
                                    

دخل هارولد الى غرفة واسعة جذرانها مغطاة بورق حائط ذو بعد ثلاثي مزين بأقراص ذو ثلاث ألوان أحمر أسود و أزرق، نافذاتان كبيرتان ذات إطار خشبي أسود مقابلتان للباب أصيص أزهار معلق وسطهما و في جانب النافذتين اﻷيسر يوجد رفوف تحمل ديكورات مختلفة صحون خزفية دمى محشوة علب هدايا.

وسط القاعة يتحملق مجموعة من الراقصين متجاذبين اطراف الحديث بصخب و قهقهات تنفلت من أفواههم البعض كان منهمكا في هاتفه، و البعض الاخر في الاحماء
جلس الاثنان على إحدى الكراسي الخشبية التي احضرتها سيلين و  التي كانت تحدق بعبوس في اصدقائها ثم صرخت فيهم ' ما هذا يجب علينا التجهز بشكل جيد و أنتم ما زلتم تثرثرون لن تكون السيدة ايفا سعيدة إن رأتكم متصنمين على هواتفكم'.

فتشتت الجمع بشكل مضحك و كأن قنبلة سقطت فوق رؤسهم ثم سارت الى فتاة ذات الظفيرة الرمادية و النظرات الحائرة كما سماها براد فابتسمت الفتاة حين رؤية سيلين و التقط براد اسمها الذي يكون كاتي خلال محادثتهم.ا
ضرب هارولد كتف براد و قال له في أذنه: أوقف منظاريك الثاقبين و عقلك المتفحص و لو بقليل ، انك تقتل المتعة يا صاح'
كتف براد يديه و قال' لم أكن استرق السمع لاحد كنت فقط أتأمل المكان لقد اعجبني حقا'
'و كانيي لا أعرفك' هارولد بنبرة ساخرة
'حسنا لما لا تكمل لي قصة لقائك بسيلين'
' و لما انت متحمس لهذه الدرجة هل اصبحت فضولي فجاة'
رد براد بانزعاج تام'تبا لك هارولد ندمت بعدد خصلات شعري على المجيء معك'
كتم هارولد ضحكته و قال' تفضل الطريق أمامك صانحة للعودة ادراجك'.

دخلت سيدة تبدو في الثلاثينيات ذات قوام رياضي ترتدي بذلة رياضية رمادية مزركشة بالوردي شعرها اشقر خفيف مغطى بصبغة فضية صاح الجميع ' صباح الخير سيدة ايفا' و تقدم كل شخص يحيها بطريقته الخاصة بدا هذا لبراد لطيفا و دافء الابتسامة بينها و بينهم جعلته يتمنى لو يكون فردا منهم.

'سيكون تدريبنا خلال الاسبوع القادم مكثفا يجب أن نكون المجموعة الافضل ' قالت بصوت مرح.
ثم التفتت لتحدق في الوجهين الغير المالوفين و بالاخص براد فطأطأ رأسه للأسفل متظاهرا بالانشغال بالهاتف
قالت ايفا بنبرة مستفسرة' هل أنتما عضوان جديدان لم أركما من قبل؟'
أجابت سيلين نيابة عنهما' لا سيدة ايفا هذا صديقي هارولد و قد أحضر صديقه معه لمشاهدة تدريبنا'
'حسنا آمل أن تستمتعا بالعرض مما قد تغيرات رأيكما في ما بعد و تتلحقان بنا' قالت و هي تتمشى بين زمرة متدريبيها.
كان براد يراقب حركة الراقصين باهتمام، خطوتان للأمام ثم قفزة لولبية واحدة دون حراك من مكانهم يرفعون رأسهم بشموخ و يقفون وقفة ملكية يمدون ذراعهم الايمن بسرعة ثم الايسر ملتوين و تتولى الحركات بسلاسة أحيانا تتخللها ثغرات و السيدة هنا متاهبة لاي حالة كقائد عسكري في الميدان.

انتهى التمرين بشكل جيد ، عاد أعضاء الفرقة للتشتت و الهرج ، اتجهت سيلين الى براد و بدات حديثها ببابتسامة مثالية تظهر أسنانها المرتبة لطالما انزعج براد من هذه الابتسامات من دون سبب.
'هلو، وجهك وجه سينمائي لشخصبة خارقة للطبيعة'.
أشار هارولد للفت انتباهها ' براد لا يحب هذا النوع من الاحاديث'.
'لم اقل شيء سيئا فقط  لدي صديق و هو مخرج شاب و هو يبحث عن من يخضون تجرقة اداء لفلمه الغريب' قالت و هي تبتعد لتكون بمقربة روزا التي تعدل ظفيراتها
'قبل ان تفتح فمك أنا فقط أريد العودة من حيث أتيت'.

.........

سمع ضحكات بريئة فخف اندفاعه و علم ان اخته مستيقظة و لا حاجة لذلك العناء الصباحي ككل مرة.
فتح البال ببطء و اول ما استقبله منظر الاقلام الملونة المرمية بالارض كتب تلوين دببة محشوة ' رباه ما كل هذه الفوضى ' قال في نفسه  اتجه  الى الستائر فقام برفعها فاذا بالصغيرة ترفع الغطاء عنها باوسع ابتسامة مشرقة  وقالت مشيرة للوح' أنظر صديقتي مادلين و اختها تقومان برقصة مضحكة'
تنهد روجر بصوت مسموع و قال' عندما اوقظك للمدرسة تتعبينني و الان...'
وضعت اللوح بعيدا و هرولت سريعا الى الباب و قالت' آخر الواصلين سيشتري للاخر كعكة شوكولا كبيرة'.

كانت تدور في الانحاء و تقول ' روجر الخاسر روجر الخاسر' أجابها و هو ينزل السلالم ببطء مقلدا صوتها' إيميلي الغشاشة'
توجه الى المطبخ حيث والدته صوفيا تطهو البيض و السجق
' أمي هل هناك من يرتدي تانك توب لوحده في هذا الجو البارد ، انت عديم الشعور' قالت و هي تقوم بذهن الخبر بالجبن الطري.
' وهل هناك أميرة تجعل غرفتها فوضى، و ترى الهاتف قبل وجهي امها و أخيها و لا تلقي تحية الصباح'.

استدارت أمهم و جذبت خد ايميلي بلطف و قالت' ماذا قلنا لا يجب ان نستعمل الهاتف كثيرا و نكون انقين و مهذبين"
جلس بالجهة المقابلة لاخته و ابتسم بانتصار فرفعت كتفيها و قالت' سوف تشتري لي الكعك رغما عن انفك'.

وضعت صوفيا الاطباق على الطاولة و قالت 'ماذا ستفعلون اليوم ، أنا سأذهب لزيارة خالتكم ، هل تذهبين معي إيميلي؟
'اود ذلك ماما لكن لدي واجبات لأدائها'.
'إذن روجر ستبقى لرعايتها و مساعدتها'
وضع روجر كأس الحليب جانبا و قال بشيء من الانزعاج' لكن أمي أنت تعلمين كم أنا منشغل'.
'ألا يمكن ان تؤجل الامر لوقت لاحق انت تعلم انك الوحيد الذي استطيع ان اذهب مطمئنة لتركها معك' قالت بنظرات ترجي.

' يهوووو أخي بطلي سيشتري لي كعكة شوكولا فخمة' قالتها بمرح غامسة قطعة الكوكيز بالحليب.
حدق فيها جيدا و اتضح أنه لا خيار له فغرس الشوكة بقوة في السجق و قال بصوت هامس 'حسنا'.
فابتسمت بحنان لهما وقالت' كم أحبكم أبنائي اﻷعزاء'. و ابتسم لها بالمقابل و قالت إيملي بصوت عالي' و نحن نحبك بحجم السماء ماما'.

:::::::::::::::::::::
بعتذر عن السحبة الطويلة
بتمنى انو التشابتر يعجبكم
بنتظركم

George

|The Stranger| ARWhere stories live. Discover now