Ch:15

100 12 142
                                    

✴✴LIFE'S SHORT. If you don't look around once in a while you might miss it ✴✴

اتخد روجر مجلسا مقابلا لستيف مركزا حواسه على جاره التي كانت تتنقل عيناه بين المكتبة الجدارية الضخمة و الملئ بالكتب القيمة  منحوتة الحصان الاسود الذي تزين زاوية الصالة و لوحة مائية كبيرة لبيج بن،  ثم تقابلت نظراتهما و تقطع هته النظرات رمشات طفيفة.

حمل ستيف الرواية من على الطاولة الزجاجية و قال ' رواية صورة دوريان جراي ، ما أثار اهتمامي فيها يا روجر هو أن السعي وراء فكرة الخلود الأبدي و الشباب الدائم لا يجلبان إلا الطغيان الغرور و الشر ، حكمة أننا نتقدم في السن هي رائعة إلهية لا يعقلها الكثر. الجمال الفاتن  يتخلله شر و شخ أخلاق كبير كما الأمر بالنسبة لأفروديت  حسن و خبث في الآن ذاته'.

رفع روجر ظهره قليلا عن الأريكة الحريرية واضعا قدما على قدم، مما افرج عن ابتسامة في محيا ستيف متنبئا ببداية حديث طويل يرسم له لمحات خفية عن الأشقر ' لقد كان دوريان شخصا طاهرا إلى أن وسوس له اللورد هنري بفلسفة الشباب و المتعة المطلقة و التحرر من القيود التي يرسمها المجتمع، لقد حذر بازيل هنري من تسميمه لفكر الشاب لكن هيهات لا يجوز الثقة بأي كان و هكذا تدور الايام'. قالها  مثبتا عينيه على ستيف و طابقا أصابعه على بعضهما.

' أنت تشكك بعلاقات الأفراد لكي تنفي فكرة الجمال الآثم، لا تنسى أنه كان بوسعه أن يفنذ كلام هنري لكنه أطرب قلبه كثيرا'.
ابتسم روجر بثقة و قال' أنا لا أهرب جمالي لا يعكس إلا ما بداخلي'.
ضحك ستيف بخفة و قال' لم اسمع بتصريح  كهذا من قبل من الوهلة الأولى،  لكن عليك أن تنتبه فنرسيس غرق في البركة لشدة إعجابه بنفسه'.
عاد روجر إلى الوراء محدقا بإمعان في ملامحه منهمكا في هذا الجمال المتشدق بالفلسفة الذي يلوي احد خصلاته البنية الرائحة للذهبية بتركيز و يدحرج مقلتيه بين ثنايا الرواية لكن سرعان ما تسقط تلك الأفكار لتخبره أن من الحماقة السماح له بتجاوز تلك الحجرة التي يضع فيها معظم الأشخاص.

اختفى الشغف بت العينين الخضروايتين في أوج احباطهما و تبعته نبرة   حادة' أنا لست بنرجسي، انا فقط أتدارك أخطاء غيري'. جعلت من الآخر يوقف تقليب الصفحات و قال'  لا تنزعج نحن لسنا في محكمة لتبادل التهم نحن أصدقاء يتبادلون الآراء'. ثم نظر لساعة يده و قال ' علي الذهاب الآن سررت بالحديث إليك '
التقط روجر يد ستيف مصافحا اياه ' و أنا كذلك'.
شعر أن الحماسة التي قابله به في البداية تبددت لذله وضع يده الحرة غلى كتفه و لاحق نظرات روجر التي تنظر لموضع يده بكبرياء و قال' لا تكن جزوعا  إنك جميل فقط أبعد تلك الشكوك المغروزة برأسك '.
سحب يده من يد الاخر قاطعا ذلك التماس البسيط و ترجل للممر الطويل ثم غادر ستيف مودعا إياه بعبارات فرنسية مرحة و ما إن أغلق الباب  كشف ثغره عن تلك اسنانه البيضاء الصغيرة و المرتبة بشكل جذاب فقد تمكن من الاحتفاظ بمساحته و تلقي ثناء مداعب لكبريائه.

|The Stranger| ARWhere stories live. Discover now