رسالة من امي
اثناء ادائي لامتحانت السادس الاعدادي وردت اخر رسالة من ماما . طمنتنا عن حالها واوصتني بضرورة الاهتمام بابي وبدروسي وختمتها بخبر صادم . لن تستطيع العودة الى بغداد . حيث رفضت السلطات العراقية منحها سمة الدخول ( الفيزا ) .
من اجل ذلك لم يتبق امامي سوى فرصة وحيدة للقاء ماما . علي ان اسافر الى برلين والحق بها .
قبل الإعلان عن نتائج الامتحانات توجهت مع بابا الى دائرة الجوازات لاخذ الاذن بالسفر من السلطات الأمنية وهناك صعقنا بالخبر . لا يحق لي السفر وفق التعليمات الجديدة كوني قد بلغت سن الثمانية عشر .
يومها انطفأ داخلي بصيص الامل .
عدت الى البيت محبطة واعتكفت في غرفتي عدة أيام . حتى اني لم اعد اهتم بنتائج الامتحان ولم أحاول السؤال عنها . وتمنعت عن الخروج من البيت رغم محاولات بابا البائسة . حتى اني لم اذهب من يومها لزيارة بيت جدي او اعمامي, الذين انقطعوا هم أيضا عن زيارتنا في بيتنا الجديد .
ذهب ابي الى المدرسة واستلم نتيجة الامتحان فلم تفرحني كثيرا . لم يكن معدلي بالمستوى المطلوب الذي كنت اطمح له .
على مضض تقدمت الى الدراسة الجامعية عن طريق ملء استمارة القبول المركزي . وبعد أسابيع حضر بابا واعلمني بظهور اسمي ضمن المتقدمين للقبول في كلية القانون الجامعة المستنصرية .
كيف افرح لامر قبولي بدراسة القانون وانا التي كنت اعول على دراسة الطب .
الامر الوحيد الذي افرحني هو عودتي من جديد الى بغداد والابتعاد عن ابي ورائحة الخمر والعفونة في بيتنا وعن الديوانية ومجتمعها البائس الفقير .
بقي في داخلي بصيص امل في ان تتاح لي الفرصة بالسفر الى المانيا ولقاء ماما وسنان مرة ثانية .
عندما قدمت للالتحاق بالجامعة المستنصرية تمنيت لو ان بامكاني زيارة مدرستي الثانوية الا ان خشيتي ان اسئل من قبل مدرساتي فيها عن معدل درجاتي والجامعة التي قبلت فيها احبط امنياتي . وعلى اثرها تبخرت رغبتي في رؤية مدرساتي في اعدادية الراهبات .
كنت رافضة ومنذ ساعة قبولي في الجامعة تقبل مسالة دراستي للقانون . رايت في مواد ومناهج القانون ما لم يكن بالحسبان . كرهت كل المواد . احسست بانها جامدة جافة ولا تلبي طموحاتي .
ازدادت انطوائيتي بعد ان سكنت في القسم الداخلي . وآلايت على نفسي ان انقطع عن زميلاتي وعن ابي وعن مدينة الديوانية .
بخلاف معظم الطالبات, لم اقم أي علاقات صداقة لا في الكلية ولا مع زميلاتي في الأقسام الداخلية .
لم اترك القسم الداخلي أيام الخميس والجمعة والعطل الرسمية الا في مرات قليلة . كل شهر او شهرين مرة واحدة . رغم الوحشة والوحدة التي اشعر بها .
أنت تقرأ
رحلة احلام
ChickLitقصة لامراة من ام المانية واب عراقي تقاذفتها الظروف والاحوال وعاشت النقيضين