اللقاء الاول 12

1.3K 115 24
                                    


بعد زيارتي الأولى لبيت ام حسن صرت اتردد على بيتهم بكثرة متذرعة بزيارة وردة ومساعدتها في اعمال المنزل التي لا اتقنها أصلا . كنت امني نفسي برؤية حسن غير اني لم اجرؤ ولا مرة واحدة عن السؤال عنه . من اجل رؤيته تحملت سماع الكثير من تفاهات ام حسن وابنتها وردة .

زرت بيتهم مرات عدة, فلم التقي حسن لا بالداخل ولا عند عتبة الدار . تمنيت لو امتلك الجرأة لاستفسر من وردة عن سبب عدم تواجده في البيت . مدفوعة برغبة عارمة للبوح لها بما في القلب من لوعة وشوق لرؤيته . لكني كنت اخشى وردة . كنت اخشى ثرثرتها وعدم قدرتها على كتم السر فينفضح امري وتتلاشى تلك الاحاسيس المقدسة التي لا يرغب العاشقون مسها ولو من اقرب الناس لهم .

كنت بامس الحاجة الى من ااتمنه على سر قلبي غير ان خشيتي وحيائي حالتا دون ذلك .

طال غياب حسن وزاد شوقي لمعرفة اخباره . وفوق هذا وذاك ما عادت وردة تاتي على ذكره في احاديثها مثلما كانت تفعل قبل .

احتكر حسن أحلام يقضتي ومنامي . ورحت اتخيل وجوده الى جانبي مضطجعا على السرير تفوح منه تلك الرائحة العطرة التي شممتها عند عتبة بابهم, وتتالى الافكاري وتمتزج وتتداخل, فأتخبط بين ذكريات اول لقائي به وبين تمنياتي بالفوز بلقائه من جديد . استمر في تخيلاتي الى ان يدركني النوم فيزورني عندها طيفه في المنام لاصحوا منتشية على امل لقاء قريب .

أسابيع مضت دون ان أرى حسن او اسمع اخبارا مطمنة عنه . استيقضت صباحا من حلم زارني فيه . حلم كان فيه اكثر وضوحا من احلامي السابقة . حسن ينتظرني عند مدخل بيتهم . تناولت فطوري على عجالة وتأنقت وتوجهت الى وردة . قررت ان اسالها عن حسن واذا اتيحت الفرصة انوه لها عما يعتلج في فؤدي .

وجدت الباب الخارجية لبيت ام حسن مفتوحا دخلت وطرقت باب الكلدور . كانت الأبواب الخارجية لبيوتنا تبقى مفتوحة ليلا ونهارا . فتحت لي الباب وردة وقبل ان ترد علي السلام قالت :- فدوه احلام لا تعلين صوتچ .. خطية حسن جا الغبشة ونام بالصالة . فما نريده يصحى تعبان ..

خفق قلبي بشدة . تحقق حلمي وصرت اكثر لهفة لدخول البيت, ثم تمالكت نفسي وقلت لها:- لعد ارجع لبيتنا .. واجيچ غير وقت ..

خشيت ان تكون اجابتها بالإيجاب واعود لبيتنا دون ان أرى حسن . لكن وردة تمسكت بي وجرتني الى الداخل . عندما اجتزت العتبة راودني ذات الإحساس وخيل لي سماع صوته مرحبا :- مرحبا أحلام .

كدت ان ارد على السلام غير ان وردة ايقضتني وهمست في اذني :- لا تصدري أي صوت الى ان ندخل غرفتي , حسن نايم بالصالة .

كان مضطجعا على القنفة لم تواتيني الجرأة كي اطيل النظر اليه . كان نائما وملتحفا بشرشف ولا يبين منه شيء .

دخلت مع وردة لغرفته وتركت فكري منشغلا عند حسن في الصلاة . تمنيت لو ان وردة تركت باب غرفتها مفتوحا لكنها اغلقته . ظلت تثرثر كثيرا لكني لم اسمع أي شيء من ثرثرتها .

رحلة احلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن