عناد أبي
بعد ايام, استدعوا بابا لدائرة الامن . رجع غضبان وبدا يسب ويلعن .
سالته ماما عن أسباب استدعائه من قبل الامن, ادعى بانهم استفسروا منه عن أسباب عدم انتمائه لحزب البعث . واقر بانهم طالبوه بالانتماء بأسلوب مهذب ودون أي تجاوز .
حاولت ماما تهدي وتخفف من روعه وتستفسر منه عن أسباب عناده ورفضه الانتماء للحزب فما تمكنت .
اليوم عندما استذكر عناد بابا بهذا الشأن استغرب وما اجد أي مبرر لعناده . كانت حجته واهية وضعيفة . كان يكرر لماما ولغيرها :- خدمة الوطن على عيني وراسي . بس مال اصير حزبي وتعال روح للاجتماع وارجع من الاجتماع . هاي ابدا ما تصير .. كل شي الا الاحزاب ..!!
***
طيلة الأشهر الأخيرة ما انقطعت ماما عن مراجعة دائرة الاقامة . حتى تحصل على الجنسية العراقية .. كان عليها ان تراجع كل شهر, حتى تجدد الإقامة, بين ما تحصل على نتيجة طلبها بالتجنس .
من كثر المراجعات اكثر الموظفين بدائرة الإقامة بداوا يعرفون عائلتنا .
على ما اذكر اخر مرة رحنا راجعنا دائرة الاقامة بعطلة نصف السنة . استقبلنا موظف الاستعلامات ودخلنا بوحدة من الغرف وبقينا ننتظر الضابط المختص بقضية تجنس ماما . كانت الغرفة ساعة ما دخلناها فارغة . گعد بابا على الكرسي اللي بصف ميز الموظف .
كانت فوگ الميز جموعة من الفايلات, مكدسات فوق بعضهن بشكل غير منتظم .
دفع الفضول بابا ومد ايده وبدا يقلب بين الفايلات وفجأة عثر بيناتن على فايل ماما . سحب الفايل من وسط الجموعة وخلاه فوق كدس الفايلات, وحاول يتصفحه لكن بنفس اللحظة دخل الضابط وطلب من عدنا مرافقته الى الغرفة المجاورة . وقبل لا يساله بابا عن نتيجة طلب التجنس طلب الضابط من ماما تقدم طلب جديد . بحجة فقدان فايلها القديم .
عندها خبره فبابا بان الفايل موجود بالغرفة الثانية . لكن الضابط اصر على ان الفايل مفقود, وان اللي شافه باب مجرد غلاف . اما الاوراق اللي بداخله, فكلها ضايعه ..
تجادل بابا وي الضابط وثارت ثائرة الضابط وتجاوز حدوده في التعامل مع بابا وطرده من الغرفة . عندها اضطرت ماما الى مسايرة الضابط وقدمت طلب جديد للتجنس . وعلى هذا الأساس بقينا ننتظر النتيجة مجددا .
&&&
انقطعوا جماعة المخابرات عن زيارة بيتنا عدة اشهر, بعدها عرفت من بابا بان الحكومة مغيره رئيس جهاز المخابرات ..
بعث خبر تغيير رئيس جهاز المخابرات فرحة لا توصف في قلب ماما وبابا . وتاملوا بالرئيس الجديد كل الخير .
بهذه المناسبة اقام بابا حفلة صغيرة بالبيت وعزم ثلاثة من اصدقاء هم وزوجاتهم .
كان من بين المدعويين مهندس مسيحي متزوج من المانية . وساكن بمجمع القادسية القريب من القصر الجمهوري . وكان هذا المهندس يداوم باحدى مؤسسات التصنيع العسكري . وكان خبير كبير في مجال اختصاصه . كانت علاقة بابا جدا قوية بهذا المهندس وكانوا يزورونا هو وزوجته بين فترة وفترة . وكنت اسمعه دوما يتحدث عن امنيته بالسفر والعيش في البلدان الغربية . رغم الامتيازات اللي كان يحظى بها وعلاقاته الطيبة مع بعض المسؤولين بالدولة . الا انه لم يكن راض عن العيش بالعراق . وكانت له أفكار متطرفة بهذا الخصوص ودائما ما يهمس باذن بابا ويحثه على الرحيل من البلد باقرب فرصة .
أنت تقرأ
رحلة احلام
Chick-Litقصة لامراة من ام المانية واب عراقي تقاذفتها الظروف والاحوال وعاشت النقيضين