الانكسار
بقيت اسبوعين او اكثر ابيت بابا - الله يرحمه - بدور شركة المطاط .. هملت نفسي وهملت اطفالي .. ما عاد اهتم لهم ولا اقبل يتقربون لي .. اخذوهم اجدادهم – بيت ابو حسن – لبيتهم .. ولا سالت عليهم .
عاقبت نفسي على مشاعري تجاه بابا بعد زواجه من ست زهراء .. ندمت كل الندم على تصرفاتي السابقة ويا .. تمنيت لو يرجع ولو لدقائق معدودة حتى اعتذر منه وبوس ايده حتى يرضى عني .. وبين له شگد كنت احبه .. من حزني عليه حتى الاكل كانوا يغصبوني عليه غصب ياله اخلي بحلگي ..
عزلت نفسي بركن من اركان الصالة وما تحركت منه الا عند الضرورة .. انام واصحى بي .. ما كنت اعرف شنو الكلمات اللي تنگال بمثل هذي مناسبات .. حتى ارد على تعازي النسوان .. ولا كنت احب الشكليات .. فما كنت استقبل واودع المعزيات .. حتى عماتي وبناتهن وبنات عمي وامهاتهن ما اهتميت لهم من جني .. اكثرهن ما كنت اعرفهن ولا شايفتهن .. ست زهراء كانت هي اللي تستقبل وتودع المعزين .. فكنت اسمعهن يتغامزن علي لان ما اهتميت لهن .. فما اهتميت لحچيهن وغمزهن ..
بعد الاسبوعين قلن النسوان وما عاد يمر لنا احد .. طلعت ست زهراء البومات الصور .. وبدت تحاچي صور بابا وتناجي وتنعي عليه ..
كل صو بابا وماما وصوري وصور سنان محتفظ بيهن بابا .. طلعت لي رزمة الرسائل بين ماما وبابا وسلمتني اياهن ..
طلبت من عندي ما ارجع لبيتي وابقى عندها بالبيت .. بقيت ساكته بوقتها .. من كانت تحاچيني بخصوص بقائي عندها بالبيت .. كنت افكر برسائل ماما .. كنت اتمنى لو عدنا ضوه بالليل واتمكن اقراهن .. ضوه الفانوس ما يساعد على القراءة .
كل مانبقى لوحدنا اكرر لها اعتذاري وبوّسها من راسها لتجاوزي عليها يوم الشيعوا بي بابا .. كانت ترد علي بحنية .. وتأنبني لتكراري الاعتذار ..
ذيچ الايام شفتها اصعب ايام حياتي .. قتلني الحزن والندم ..
وقتلتني الحيرة .. بين ارجع لبيت ابو حسن واعيش وياهم وصبح عالة عليهم بانتظار حسن ومصيره المجهول ..!
وله ابقى ابيت بابا وتقاسم اللگمه وي ست زهراء ..الى ان يفرجها رب العالمين !
وله ارجع لبيتي واعتمد على نفسي واداري اطفالي ..؟
انقتل بداخلي حلم السفر الى المانيا ولقاء ماما وسنان مرة ثانية .. بس ما غابت عن ذهني وخيالي صورتهم وهم يودعوني بالمطار .. من دون كل الصور المتخيلة كانت هذي الصورة تتردد بخيالي اكثر الاحيان .. كل ما اشوف ابني سنان اتذكر اخوي .. واحتظن ابني واضمه على صدري وتذكر شلون كنت ارجع من المدرسة متلهفة للبيت حتى الاعبه واخلي بحضني والعب دور الام ويا ..
كل شي تغير بحياتي .. مرات افكر وي نفسي ويتهيأ لي دا اعيش كبوس ممكن ان اصحه منه باي لحظة .. ومرات بالعكس افكر يمكن اللي كنت اعيشه من قبل مجرد حلم وما كان حقيقة .. خصوصا لما استذكر ايام العطل الصيفية من نروح اني وماما لدار الاوبرا في برلين ونتفرج على حفلات رقص الباليه .. وله نحضر حفله موسيقية نستمع بيها الى سمفونية حديثه او معاده .. !! معقولة يحصل لشخص اخر مثل اللي حصلي .. من برلين المدينة الصاخبة الى الديوانية المدينة الفقيرة .. من احلام المدللة .. الى احلام الضائعة .
أنت تقرأ
رحلة احلام
Literatura Kobiecaقصة لامراة من ام المانية واب عراقي تقاذفتها الظروف والاحوال وعاشت النقيضين