عاد بابا من العمل مساءا . بقيت في غرفتي انتظر ردة فعله . ظننت انه سيرجوني ان لا اتسرع في قراري . او ان يسدي الي بهدوئه المعتاد نصائح وارشادات قد تثنيني عن قراري .
غير ان ما لم اضعه في الحسبان قد حصل .
فجأة كاد الباب ان ينقلع من مكانه . ركله بابا ركلة قوية جعلته يصطدم بالجدار ويعود لينغلق مرة أخرى . وتتطاير أجزاء من اقفاله . فززت من مكاني مرعوبة .
اقتحم علي الغرفة وهو صرخ على غير عادته :- لچ انتي شنو..؟ تريدين تكسرين مهابتي بين الناس . شوفي .. اريد تفتهمين شي واحد لو تنطبگ السماء على الارض ما راح اسمح بهذا الامر .
ثم هجم علي مثل وحش كاسر دون ان يمنحني فرصة للرد عليه او الهروب من بين يديه . جرني من شعر راسي دون ان يتوقف عن الصراخ :- شوفي اذا تبقين بهذا العقل .. اكسر لچ راسچ .. اختاري بين امرين .. اما من باچر ترجعين للجامعة. واما ان اضطر احبسچ بالبيت الى ان تموتين ..
كنت ائن من الالم مثل قطة صغيرة . وضع راسي بين ساقيَّ وضغط عليهما بكل ما اوتي من قوة . جعلني اختنق . كادت انفاسي ان تنقطع . استسلمت بين يديه ولم اقاوم ولم أتمكن من الرد عليه .
ارتخت اعصابه . رفع راسي وبسق في وجهي وسب وشتم ولعن ثم غادر الغرفة دون ان تاخذهرافة ورحمة بي .
في ذالك اليوم عرفت بابا على حقيقته . لم اكن أتوقع ان يكون بهذه القساوة وهذا التعصب .
بعد ان ترك الغرفة دخلتها ست زهراء . كانهم كانوا يتبادلون الأدوار .
كنت ابكي بحرقة . وجعا داخليا والما جسديا .
تقربت مني وحاولت ان تبدي قدررا عاليا من الود نحوي . ارادت احتضاني للتخفيف من وجعي . ابعدتها عني .
جلسَتْ على اطراف السرير وراحت تلقي علي النصائح تلو التصائح محاولة اقناعي بالعودة الى الجامعة .
قبلتها بصمت مطبق . لم توفق ست زهراء باقناعي . بل زادتني إصرارا وعنادا . كانت اظن ان عنادي سيغيضها ويغيض بابا . سانتقم منهم شر انتقام ولن ارضخ لارادتهم بعد اليوم . لقد تسبب لي بابا بفقدان امي وجاءت ست زهراء لتتم ما بداته وسلبت مني بابا . هكذا كنت افكر . لن استسلم بعد اليوم . تحكم بابا بمصيري من قبل وضيع علي حياتي فلن اسمح له بكبت عواطفي ومنعني من الزواج ممن احب .
بعد ان غادرت ست زهراء حاولت اغرلاق باب الغرفة فلم أتمكن . تحطم القفل ( الكيلون ) . استعنت بخزانة الأحذية الخشبية ووضعتها خلف الباب كي لا يفتح . أغلقت علي باب الغرفة ووضعت قطعة اثاث خلفه كي لا يفتح .
انتظر حسن تلك الليلة بطولها ولم يحضر . قبل الفجر استبدت بي رغبة بالهرب من البيت والذهاب الى بيت حسن لكني كنت أخاف الضلمة . لعنت حست=ن لانهحطم مصابيح الشارع . ولعنت الكلاب التي تخور في الجوار . تعبت من الوقوف الى جوار الشباك فعدت الى السرير .
![](https://img.wattpad.com/cover/225225865-288-k512146.jpg)
أنت تقرأ
رحلة احلام
Chick-Litقصة لامراة من ام المانية واب عراقي تقاذفتها الظروف والاحوال وعاشت النقيضين